تقدم "دار الهلال" وصايا الحكيم المصري القديم بتاح حتب الذي عاش في عصر الدولة القديمة في مصر الفرعونية، وهو وزير الفرعون "جد كا رع إسيسي" أحد ملوك الأسرة الخامسة حوالي 2414-2375 ق.م، وتقدم كل يوم حكمة مختلفة وجديدة خلال أيام الشهر الكريم.

وتعد تعاليم الحكيم الفرعوني من الأدب المصري، وقدم لنا نصائح ووصايا وتعاليم وأمثال وأحكام في فن التعامل مع الآخر وكيفية احترامه وتقديره، وشملت نصائحه مختلف مناحي الحياة، وتتفق مع تعاليم الأديان وسماحتها وسمو الأخلاق التي تنادي بالحرص عليها، وهذه تؤكد أن المواطن المصري منذ القدم ذو أخلاق رفيعة وفطرة حسنة.

ومن تعاليم الحكيم بتاح حتب:

"السلوك السليم تعرفه من الطريق السليم في التعامل".

تهدف هذه الحكمة إلى رفعة شأن الأسلوب الحسن في التعامل والسلوكيات القويمة، وتؤكد على أن المعاملة الحسنة نابعة من أخلاق حسنة، وهي حكمة تتفق مع تعاليم الأديان التي تعزز قيمة الأخلاق الحميدة والتي تؤكد :"إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا"، أن الأخلاق ومكارم الأخلاق هي التي تديم الأمم وتبقي ذكرها على مر العصور، والدليل على ذلك فإن حكمة بتاح حتب مرت عليها ألاف السنين ومع ذلك فهي باقية إلى يومنا هذا لأنها تنادي بالأخلاق الحميدة وترفع شأن كل ذي خلق عظيم.
وتشير الحكمة إلى أن الذي يتعامل بأخلاق رفيعة يبدو عليه من تعاملاته واسلوبه، وأن الأسوياء هم الذين يتعاملون بأخلاق حميدة.