مؤسسة تؤمن بأهمية دور الشخصيات الرائدة والمؤثرة في الدولة المصرية، كما تؤمن بأهمية نشر التوعية حول ماهية هذه الشخصيات وأهم أعمالها، ولم تنسى أبدا التوعية بأهم الشوارع التاريخية في مصر، ولما سميت بأسماء بعض هذه الشخصيات، كل هذا جاء من خلال التعاون بين الجهاز القومي للتنسيق الحضاري ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، وإنشاء موقعا إلكترونيا تسهيلا على المواطنين للتعرف على هذه الشخصيات وهذه المباني التاريخية.
كل هذا وأكثر يكشف عنه محمد أبو سعدة، رئيس المجلس القومي للتنسيق الحضاري من خلال حوار أجرته بوابة «دار الهلال» معه، وإلى نص الحوار:
** للجهاز عدة مشروعات توعوية تثقيفية كثيرة.. عرفنا بها؟
في البداية جهاز التنسيق الحضاري يتبنى عدة مشروعات تحت مسمى «ذاكرة المدينة»، وهي تشمل مشروعا خاصا بتوثيق الأماكن التي عاش فيها بعض الشخصيات الرائدة في مجال عملها وهذا من خلال مشروع «عاش هنا».
كما أن هناك مشروعا آخر يسمى «حكاية شارع» وهو معني بتوثيق الشوارع التي تحمل أسماء شخصيات بارزة وكانت مؤثرة في الدولة مما جعل الدولة تطلق أسماء بعضهم على الشوارع وهذا على مستوى محافظات الجمهورية،
وهناك ثالث وهو «سلسلة ذاكرة المدينة»، حيث سجل الجهاز لبعض المناطق التي تخضع لقيمة معمارية، كما أنها تخضع لقانون حماية غير قانون البناء الموحد ومنها منطقة المعادي والزمالك والقاهرة التاريخية والخديوية ومصر الجديدة وبورفؤاد والإسكندرية القديمة، وكلها مناطق ذات قيمة.
** هل تم إصدار كتب على موقع جهاز التنسيق الحضاري؟
بدأنا في إصدار الكتب وهي موجودة حاليا على موقع جهاز التنسيق الحضاري، تفسر رؤية الدولة لقيمة مثل هذه المناطق سواء كانت قيمة عمرانية أو اجتماعية بغرض تعريفها للأجيال القادمة.
** حدثنا عن أول كتاب تم إصداره؟
أول كتاب تم إصداره كان عن جزيرة الزمالك القيمة والقامة، يحكي عن نشأ الزمالك، والمجتمع والنسيج العمراني القاطن بها، وأهم المعالم والمباني المتواجدة بها، وأهم الشخصيات، وهو محورا من محاور الحفاظ على ذاكرة المدينة.
** ماذا عن مشروع عاش هنا؟
مشروع عاش هنا، هو مشروعا أطلقه الجهاز منذ حوالي 3 سنوات، ونشأ بالتعاون بين جهاز التنسيق الحضاري ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرارات التابع لمجلس الوزراء، إذ تم تشكيل لجنة علمية تقوم باختيار الشخصيات الرائدة وصاحبة التأثير في مجال عملها، لافتا أن الشخصيات من كافة المجالات سواء كانت فنية أو أدبية أو سياسية أو عسكرية ومؤخرا أضافت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزير الثقافة شهدائنا من الجيش والشرطة.
وتمت الموافقة على ضم الشهداء من الأطقم الطبية التي استشهدت وهي تؤدي عملها في مجابهة فيروس كورونا، وتم التقسيم إلى مجموعات سواء كانوا رجال دولة أو شخصيات عامة أو أدباء وشعراء أو موسيقيين أو فنانين تشكليين ونحاتين أو سياسيين أو رجال دين أو مقرآين.
** ماذا عن اللوحة الموجودة لبعض الشخصيات؟
حتى اليوم تم تنفيذ ما يقارب ٤٣٠ لوحة لبعض هذه الشخصيات وتم تركيبهم بالفعل، وتم إنشاء موقعا إلكترونيا بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، بحيث أن اللوحة لا تشتمل فقط على المعلومة البسيطة فقط، لكن هناك qr على اللوحة وبمجرد مسحها بالتليفون المحمول تدخل مباشرة على موقع المجلس ومن خلالها تستطيع الحصول على أكبر قدر من المعلومات عن هذه الشخصيات.
** ما الصعوبات التي تقابل مشروع عاش هنا؟.. وكيف تغلبتم عليها؟
يوميا يبحث المركز وللآسف كثيرا ما يصادفنا شخصيات مؤثرة للغاية، لكن لا أثر لمنازلها نتيجة هدمها، وبالتالي بدأ «عاش هنا» بالخروج من القاهرة متجها لمدينة الإسكندرية بحثا عن منازل ومباني لشخصيات مؤثرة ورائدة وبالتزامن من دخول عاش هنا الإسكندرية، ودخلنا أيضا عدة محافظات أخرى، ليبقى الهدف الأوحد الحفاظ على الذاكرة.
** بجانب مشروع عاش هنا هناك مشروع آخر.. ما قصة مشروع حكاية شارع؟
فيما يخص مشروع حكاية شارع هناك شوارع يطلق عليها أسماء لكن قد يكون بعض الأحيال الحالية لا تعرف شيئا عن دور هذه الشخصيات الرائدة والمؤثرة في الدولة، وعلى سبيل المثال شارع «شامبليون» بوسط البلد وشارع عبدالخالق ثروت ومصطفى كامل وعبدالسلام عارف رئيس دولة العراق فترة من الفترات، كل هذه الشخصيات لها أهمية تاريخية، لكن قد يكون البعض غير مطلعة على إنجاز هذه الشخصيات التي جعلت الدولة تطلق أسمائهم على الشوارع.
** كم شارع تم توثيقهم حتى الآن؟
بدورنا استطعنا توثيق أكثر من ١٥٠ شارعا بالقاهرة والإسكندرية ومستمرين حيث وصلنا لمصر الجديدة وبعض المحافظات الأخرى كـ«بورسعيد»، التي سنعمل عليها خلال هذا العام، وبنفس فكرة عاش هنا ننفذ لوحة عند بداية كل شارع للتعريف به وبصاحبه وللتعرف أكثر على هذه الشوارع وأصحابها والأسباب علينا الدخول إلى موقع الجهاز من خلال الـqr الظاهر على اللوحة التعريفية.
** ماذا عن الدعم المادي لهذه المشروعات؟ وما منهجية اختيار الشخصيات؟
جميع المشروعات تنفذ بالكامل من ميزانية المجلس القومي للتنسيق الحضاري، ولدينا لجنة علمية متخصصة وهي من يقوم بوضع منهجية اختيار الشخصيات من خلال الباحثين المنوطين بالنزول والبحث عن منجز هذه الشخصيات.
** ماذا تتمنى من المواطنين بشأن المشروعات؟
نتمنى من كل المواطنين الذين يمتلكون معلومات عن مثل هذه الشخصيات المؤثرة يبلغنا ويدلنا عليها على الفور، ونسعد كثيرا بمن يدلنا على مثل هذه الشخصيات وهذا ما نجده في العديد من الأسر بعد انتشار المشروعات على نطاقا واسعا، وأصبح له دورا، وبدأ المواطنين بالشعور بأهميته، وأن هذه اللوحة ليس مجرد لوحة تضع بل أنها وسام تضعه الدولة على المباني لنقل منجز أعمالهم للأجيال القادمة.
** صف لنا شعورك بعد النجاح الذي حققه الجهاز من خلال هذه المشروعات؟
سعيد جدا بما حققه تلك المشروعات، ونحن كما نعمل على تطوير وتجميل الإنشاءات من خلال عمليات الترميم والتطوير ففكرة أن نلمس الجزء الخاص بالبعد الإنساني والمجتمع الذين عاشوا وكانوا لهم دورا في هذا العمران فهذا أسعد شعور بالنسبة للجهاز خاصة ونحن لا نعتبر المدينة عبارة عن مباني فقط، إنما هي عبارة عن حياة ومواطنين عاشوا وعاصروا هذه المناطق.
** بماذا تعبر اللوحة عند الانتهاء منها؟
عند وضع كل لوحة نشعر بمكانة مصر الكبيرة، وهناك مبادرة الجهاز الأخيرة «جوالات تراثية»، التي قمنا باختيار منطقة الزمالك ونفذنا خريطة هي موجودة على موقع الجهاز لتشجيع المواطنين على النزول والتعرف على هذه الشوارع وحكاياتها والتعرف على أبرز الشخصيات الذين عاشوا بها والتمتع بالطرز المعماري بها، كما قمنا بعمل خرائط مدعمة بفيديوهات مشروحة لخلق سياحة جديدة تسمى بسياحة الشارع للحفاظ على ذاكرة المدينة وجزء من انتماء الأجيال القادمة للبلد من خلال معرفتهم بقيمة وتراثها وكل هذا لتوعية الأجيال بأهمية الوطن وللحفاظ عليه.
** أخيرا.. حدثنا عن مجلس التنسيق الحضاري؟ وما أهم أعماله؟
الجهاز القومي للتنسيق الحضاري تم إنشاءه منذ عام ٢٠٠١، ويتلخص دوره في الحفاظ على الصورة البصرية في المدينة، وهذا فيما يتعلق بالمناطق التاريخية والتراثية وأيضا بعض المباني ذات الطابع المعماري المتميز حتى وإن كان ليس مبنا أثريا وكان من نهاية القرن الـ١٩ وبداية القرن الـ٢٠، بمعنى أنه من العصر الحديث لكنه يحمل مفردات وسمات معمارية متميزة وينتمي لمدرسة معمارية متميزة وقد أنشاءه أحد رواد المعماريين المتميزين، أو أن يكون مرتبطا بشخصية أو حقبة تاريخية.
وهذه المعايير هي ما يتم بناء عليها تسجيل المباني ذات الطابع، وأن المشهد الذي شاهدناه بميدان التحرير والارتقاء بكل العمارات المسجلة بطرازا معماريا حول الميدان جاء نتيجة لدور الجهاز، وحاليا يقوم الجهاز بالعمل على منطقة وسط البلد حيث ميدان طلعت حرب وميدان مصطفى كامل وميدان الأوبرا وغيرها، كل هذه مشروعات تتم حاليا من أجل الارتقاء بالمباني ذات الطابع المعماري المتميز خاصة وأنها جزء من نسيج المدينة.