تُسلط بوابة "دار الهلال" طوال أيام شهر رمضان المبارك الضوء علي المجددون في الإسلام، وهو المصطلح الذي جاء في حديث النبي محمد، "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها"، أي يعلمهم دينهم. وفي هذا الصدد نواصل تقديم سلسلة حلقات "مجددون في الاسلام"، وهي لشخصيات كان لها نبوغ وتفوق علمي في أمور الدين والدعوة وجهود إصلاحية مؤثرة.
وحلقة اليوم ستتناول خلال السطور التالية، محطات من حياة الشيخ مصطفى عبد الرازق، الذي تولى رئاسة الجامع الأزهر، في الفترة بين 1945 حتى 1947.
ولد الشيخ مصطفى حسن أحمد عبد الرازق، في قرية أبو جرج التابعة لمحافظة المنيا في صعيد مصر، عام 1885، أتم عبد الرازق حفظه للقرآن الكريم، تلقى تعلميه بالأزهر الشريف، والتقي هناك بـ الامام الشيخ محمد عبده، حصل علي الشهادة عام 1908م.
ويعتبر الشيخ مصطفى عبد الرازق، مفكر وأديب وعالم بأصول الفقه الاسلامي، ومجدد للفلسفة الاسلامية الحديثة، وهو من قام بتأسيس المدرسة الفلسفية العربية، شغل عبد الرازق منصب شيخ الأزهر، وأصبح بذلك الشيخ السادس والثلاثين له هلي المذهب الشافعي ومذهب أهل السنة، كما تولي وزارة الأوقاف 8 مرات.
درس الشيخ في جامعة السوربون وليون، وذلك بعد سفره إلي فرنسا، وحاضر في جامعة ليون أصول الشريعة الإسلامية، وقد حصل عبد الرازق علي شهادة الدكتوراة برسالة عن "الإمام الشافعي أكبر مشرعي الإسلام"، وترجم إلى الفرنسية "رسالة التوحيد" للإمام محمد عبده بالاشتراك مع "برنار ميشيل" وألفا معا كتابا بالفرنسية.
عاد الشيخ مصطفى إلي مصر، وتولي عدد من الوظائف، فقد عُين في المجلس الأعلى للأزهر، وعمل مفتش بالمحاكم الشرعية، كما عُين كأستاذ مساعدا للفلسفة الإسلامية بكلية الآداب بجامعة فؤاد الأول.
وصدرت له العديد من المؤلفات في الفلسفة الاسلامية، من ضمنها، تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية، ويُعد هذا الكتاب من أهم كتبه وأشهرها، كتاب "فيلسوف العرب والمعلم الثاني" في سيرة الكندي والفارابي ، وكتاب "الدين والوحي والإسلام".
توفي الشيخ مصطفى عبد الرازق في يوم 15 فبراير عام 1947م.