في وقت تحلم كل الحكومات حول العالم للتحول لاستخدام الطاقة النظيفة، كانت مصر أول دولة أنشئت محطة طاقة شمسية في حي المعادي عام 1913، على يد العالم الأمريكي فرانك شومان، ويذكر أن صحيفة نيويورك تايمز أكدت أن مصر أفضل دولة لإنشاء هذه المحطة،  وفي هذا التقرير ترصد لكم «دار الهلال» أهم المعلومات عن مشروع محطة الطاقة الشمسية بالمعادي.

كانت أول محطة طاقة شمسية أنشئت في العالم كانت في شارع 101 بحي المعادي عام 1913 بالقاهرة، وكانت تعتمد على توليد طاقة البخار عبر تجميع أشعة الشمس لرفع المياه وزراعة الأرض، وذلك بمثابة نجاح علمي وتكنولوجي في ذلك الوقت للعالم الأمريكي «فرانك شومان»، الذي دعا للاستفادة من الطاقة الشمسية كبديل آمن ونظيف عن البترول.

كان لفرانك شومان كلمة شهيرة وقت تشييد المحطة، وهي: «إنني على يقين من شيء واحد أن البشرية لابد أن تتحول لاستخدام الطاقة الشمسية أو ترتد إلى البربرية»، وبدأ العمل بها عام 1912، وانتهت الإنشاءات عام 1913، وتم توفير الأرض والعمالة من مهندسين مصريين متخصصين.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» عام 1916، أن مصر بلا شك هي أفضل مكان في العالم لإنشاء محطة طاقة شمسية حتى يرى العالم المشروع ويقتنع بتشغيله، وكان تنفيذ المشروع في مصر نظرا لأهميتها كبلد في نشر الفكرة إلى العالم ولحجم إنتاجها الزراعي.

يذكر أنه بالفعل خرجت أول وحدة رفع طاقة شمسية بحجم صناعي في العالم بالمعادي بقوة 100 حصان، وقادرة على ضخ 6 آلاف جالون من الماء في الدقيقة الواحدة أي ٢٧٢٦٠ لترا، لري حقول القطن الذي ظل بدوره هو الآخر الأجود عالميا حتى منتصف القرن العشرين، كما احتوت المحطة على خمسة جامعات طاقة شمسية.

جدير بالذكر أنه استمر تشغيل المُحركات لفترة أقل من عام، واختفى منذ ذلك الحين، بسبب قيام الحرب العالمية الأولى نتيجة لهجره، ولرغبة القوى العظمى الاعتماد على وقود سريع وسهل الاستخدام، لذلك أصبح التركيز على البترول، وفقدنا الفرصة في أن تصبح مصر مركزا للطاقة الشمسية للعالم، واختفت محطة الطاقة الشمسية في دروب التاريخ، والآن تغطي المباني والرمال والأشجار موقع المحطة، كما أنها أصبحت في طي النسيان.