الأحد 12 مايو 2024

«مصر أحب البلاد إلى قلبي».. متحف الكريتلية يعرض تحف جمعها جاير أندرسون خلال 20 عامًا

بيت الكريتلية

تحقيقات30-4-2021 | 22:50

محمد عاشور

بيت الكريتلية.. أو متحف "جاير اندرسون"، تحفة تاريخية بمنطقة السيدة زينب، وواحد من البيوت النادرة المتفردة الباقية من عمارة البيوت والقصور في الحقبة العثمانية، ويتكون المتحف من منزلين تم الربط بينهما بممر "قنطرة":

 البيت الأول: من إنشاء المعلم عبد القادر الحداد سنة 1540م "947 هجري"، وهو المعروف باسم "بيت آمنة بنت سالم" ونسب إليها البيت حيث إنها آخر من امتلكته، والتي يظن أنها من أسرة أصحاب المنزل الثاني.

البيت الثاني: بناه أحد أعيان القاهرة، وهو "محمد بن الحاج سالك بن جلمام" سنة 1631م، وتعاقبت الأسر الثرية على سكنة حتى سكنته سيدة من جزيرة كريت فعرف البيت بـ"بيت الكريتلية".


ويذكر أنه قد ساءت حالة البيتين على مر السنين وكاد أن يتم هدمهما أثناء مشروع التوسع حول جامع أحمد ابن طولون في ثلاثينيات القرن الماضي "1930-1935م"، فسارعت لجنة حفظ الأثار العربية بترميم وإصلاح البيتين ليصبحا من أبدع الأمثلة القائمة علي طراز العمارة في العصر العثماني.

وجدير بالذكر أنه في عام 1935م قام الميجور "جاير أندرسون" المستشرق الذي كان من الضباط الإنجليز في مصر في ذاك الوقت وكان عاشقا لكل ما هو شرقي، بتقديم طلب إلى لجنة حفظ الآثار العربية بأن يسكن في البيتين وأن يقوم بتأثيثهما على الطراز الإسلامي العربي ويعرض فيهما مجموعته الأثرية من مقتنيات أثرية إسلامية وحتى فرعونية وآسيوية، والتي قام بجمعها على مدار 20 عاما على أن يصبح هذا الأثاث ومجموعته من الآثار ملكاً للشعب المصري بعد وفاته أو حين يغادر مصر نهائياً، ووافقت اللجنة على ذلك.


وولد "جاير أندرسون" ببريطانيا عام 1881، كان طبيب في الجيش الإنجليزي منذ تخرجه في مدرسة الطب في تونبريدج عام 1903، وكان من بين الضباط الإنجليز الذين خدموا في الجيش الإنجليزي والمصري في وادي النيل منذ 1906، واستقر بمصر التي عشقها إلى أن أحيل إلى التقاعد عام 1924، فقد ذكر في مذكراته المحفوظة بمتحف فيكتوريا "مصر أحب الأراضي إلى قلبي، لذلك لم أفارقها لأني قضيت بها أسعد أيامي منذ مولدي".

والغريب أن أندرسون  كان مهتما بالآثار المصرية من كل العصور وخاصة العصر الإسلامي، حيث قام بتجميع مجموعات نادرة تعرض حاليا في المتحف، ولكنه اضطر إلى مغادرة مصر بسبب مرضه، إلى أن توفى في عام 1940، قبل  أن يمنحه الملك فاروق الأول، آخر ملوك مصر، لقب ورتبة "الباشوية" في  عام 1943 تقديرا منه لهذا الرجل.


ومن جميل ما ذكر أن كثيرا من المصريين شاهدوا هذا المتحف في الأفلام السينمائية المصرية، حيث تم استخدام قاعات هذا المتحف في العديد من الأفلام السينمائية ومنها "التوت والنبوت، وألمظ وعبده الحامولي" وأفلام مصرية أخرى، قد تعرفها بنفسك عند زيارتك لقاعات هذا المتحف الأكثر من رائع.

Dr.Radwa
Egypt Air