الأحد 19 مايو 2024

فتح مكة.. ذكرى الفتح العظيم في تاريخ الإسلام على يد رسول الله

فتح مكة

تحقيقات2-5-2021 | 12:34

أماني محمد

يوافق اليوم 20 رمضان، ذكرى الفتح العظيم حيث فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، بعد أن غادرها مهاجرا إلى المدينة ليؤسس دولة الإسلام هناك، ويقدر الله تعالى بعد ذلك أن يعود النبي صلى الله عليه وسلم إلى بلاده مكة منتصرا وفاتحا لها، وهو من أعظم الأحداث في تاريخ الإسلام والذي وقع في العام الثامن بعد الهجرة حيث أصبحت مكة جزء من الدولة الإسلامية.

 

أسباب فتح مكة

من أسباب فتح مكة نقض قبيلة قريش لاتفاق الهدنة الذي كان بينها وبين المسلمين، وهو صلح الحديبية، الذي نصّت بنوده على عدم أداء المسلمين للعمرة عام الصلح وهو السادس من الهجرة، كما نصّت على أن يَرُدَّ المسلمون أي شخص يذهب إليهم من مكة بدون إذن، في حين لا ترد قريش من يذهب إليهم من المدينة على أن تسري هذه المعاهدة لمدة عشر سنوات، لكن قبيلة قريش انتهكت الاتفاق بعد اعتداء بني بكر التي كانت حليفا لقريش على بني خزاعة التي كانت حليفا للمسلمين بقيادة الرسول.

وبعد هذا الاعتداء جهز الرسول محمد صلى الله عليه وسلم جيشا يتكون من عشرة آلاف مقاتل لفتح مكة، وتحرَّك الجيشُ حتى وصل مكة، فدخلها سلماً بدون قتال، إلا ما كان من جهة القائد المسلم خالد بن الوليد، إذ حاول بعضُ رجال قريش بقيادة عكرمة بن أبي جهل التصديَ للمسلمين، فقاتلهم خالدٌ وقَتَلَ منهم اثني عشر رجلاً، وفرَّ الباقون منهم، وقُتل من المسلمين رجلان اثنان.

أحداث فتح مكة

واستعدادا للفتح خرج الرسولُ محمدٌ قاصدًا مكة في العاشر من رمضان في العام الثامن للهجرة، فعندما وصل الرسولُ محمدٌ إلى ذي طوى وزع المهام حيث جعل خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى وجعل الزبير بن العوام على المجنبة اليسرى، وبعثه على المهاجرين وخيلهم، وبعث سعد بن عبادة في كتيبة الأنصار في مقدمة الرسولِ محمدٍ، وكانت راية الأنصار مع سعد.

وخلال الفتح دخلت قواتُ المسلمين مكةَ من جهاتها الأربع في آنٍ واحدٍ، ولم تلق تلك القوات مقاومة تقريباً، وكان في دخول جيش المسلمين من الجهات الأربع ضربةٌ قاضيةٌ لجنود قريش، حيث عجزت عن التجمع، وضاعت منها فرصةُ المقاومة.

ولما نزل الرسول محمدٌ بمكة واطمأن الناس خرج حتى جاء البيت الحرام أو الكعبة المشرفة، فطاف به، وفي يده قوس، وحول البيت وعليه ثلاثمائة وستون صنمًا، فجعل يطعنها بالقوس ويقول: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا».

ولما تم فتح مكة على الرسول محمد، قال الأنصار فيما بينهم: «أترون رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فتح الله عليه أرضه وبلده أن يقيم بها»، وهو يدعو على الصفا رافعاً يديه، فلما فرغ من دعائه قال: «ماذا قلتم؟»، قالوا: «لا شيء يا رسول الله»، فلم يزل بهم حتى أخبروه، فقال: «معاذ الله المحيا محياكم، والممات مماتكم».

وأقام الرسولُ محمد بمكة تسعة عشر يوماً، يجدد معالم الإسلام، ويرشد الناس إلى الهدى والتقى، وخلال هذه الأيام أمر أبا أسيد الخزاعي، فجدد أنصاب الحرم، وبث سراياه للدعوة إلى الإسلام، ولكسر الأوثان التي كانت حول مكة، فكسرت كلها، ونادى مناديه بمكة: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنماً إلا كسره».

ومن أبرز أحداث فتح مكة، العفو العام الذي أصدره الرسول صلى الله عليه وسلم بحق من أذوه، حيث اجتمع أهل مكة، قرب الكعبة ينتظرون حكم الرسول محمد فيهم، فقال: «ما تظنون أني فاعل بكم؟»، فقالوا: «خيرًا أخٌ كريمٌ وابن أخٍ كريمٍ»، فقال: «لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ».