تُسلط بوابة دار الهلال طوال أيام شهر رمضان المبارك الضوء علي المجددون في الإسلام، وهو المصطلح الذي جاء في حديث النبي محمد، "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يُجدد لها دينها"، أي يعلمهم دينهم، وفي هذا الصدد نواصل تقديم سلسلة حلقات "مجددون في الاسلام"، وهي لشخصيات كان لها نبوغ وتفوق علمي في أمور الدين والدعوة وجهود إصلاحية مؤثرة.
فضيلة الشيخ بكري الصدفي، مفتي الديار المصرية، خلال الفترة بين عام1905 ، وعام 1914م. ويُعد ثالث مفتي للديار المصرية، ووريث كرسي الإفتاء بعد الشيخ محمد عبده الذي تولي منصب مفتي الديار الجمهورية عام 1899. وقد قام الإمام الصدفي بإصدار 1180 فتوى مسجلة بسجلات دار الإفتاء.
ولد الإمام الشيخ بكري الصدفي، في محافظة أسيوط، ونشأ بين أشرة عٌرف عنها التقوي والصلاح والعلم، وكان أبوه رجل دين من خيرة رجال العلم المشهود لهم بالمعرفة والعلم، أخذ الإمام الصدفي الكثير من علم والده، وقد أتم قبلها حفظ وتجويد القرآن الكريم، نال دراسته بالأزهر، وواصل دراسته حتي حصل علي الشهادة العالمية.
تولي التدريس بالأزهر الشريف، بعد تكليف من الشيخ محمد المهدي العباسي، شيخ الأزهر في ذلك الوقت، فضلاً عن إلقائه الدروس في حلقات للطلاب في منزله القريب من الجامع الأزهر، وعمل موظفًا بالقضاء بعد أن تم تعيينه، وظل يتدرج في الوظائف القضائية حتي وصل إلي أعلي درجاتها.
عُين الشيخ الصدفي، في منصب مفتي الديار المصرية، وكان ثالث من تولوا هذا المنصب، وجاء تعيينه بعد الإمام الشيخ محمد عبده، ظل يباشر مهام منصبه حتي عام 1914.
وكانت له مؤلفات ولكن نظرًا لانشغاله بالتدريس والقضاء لم يترك إلا عددًا من الأبحاث التي لم تنشر حتى الآن.
وتوفي الشيخ بكري الصدفي في شهر مارس عام 1919م.