الجمعة 17 مايو 2024

نساء فى الإسلام.. السيدة أسماء بنت يزيد

أسماء بنت يزيد

ثقافة2-5-2021 | 23:11

همت مصطفى

يشهد تاريخ الإسلام شخصيات عاشت وخلدها إيمانها ومواقفها القوية دفاعًا عن ديننا الحنيف ينشدون ثواب الآخرة والهدى للبشرية كلها فتركت هذه الشخصيات أثرًا كبيرًا محفوظًا في ذاكرتنا ووجداننا وهدى وبوصلة لنا في الطريق ، ومع بوابة "دار الهلال" في أيام شهر رمضان الكريم، ننتقل من عالمنا إلى صفحات من التاريخ لنرصد بعض الخطوات والمحطات والمواقف في رحلة العديد من هذه الشخصيات ،واخترنا بهذا العام أن تتمثل في رحلة مع النساء الذي أسهموا في دعم الإسلام وانتشاره بعنوان " نساء في الإسلام "

واللقاء اليوم مع السيدة  خطيبة النساء  " أسماء بنت يزيد " رضي الله عنها

السيدة "أسماء بنت يزيد" بن السكن بن رافع بن امرئ القيس بن عبد الأشهل الأنصارية الأوسية الأشهلية من الصحابيات الجليلات  صحابية جليلة الجدير و نسَبها يلتقي مع نسَب الصحابي سعد بن معاذ رضي الله عنه في جدّهما امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل .

 أسلمت السيدة "أسماء بنت يزيد "  في العام الأول للهجرة وأسلمت على يد مصعب الخير أو" مصعب بن عمير"، كما ذكر ابن سعد صاحب الطبقات عن عمرو بن قتادة رضي الله عنه قال: أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم أم سعد بن معاذ كبشة بنت رافع، وأسماء بنت يزيد ابن السكن، وحواء بنت يزيد بن السكن ،وكانت أسماء بنت يزيد  تعتـز بهذا الحدث وتسابقها إلى المبايعة فتقول: "أنا أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وعرف عن السيدة أسماء بنت يزيد " أنها كانت  وافدة النساء إلى المصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم. ،واتسمت بالكثير من الملامح  والصفات الحميدة  ومن أهم ملامح شخصيتها الجرأة في الحق ، وحسن المنطق والبيان  والشجاعة فقد كانت تسأل رسول الله أحكام دينهاعن الحلال والحرام، وهو يتعجب من حسن بيانها وشجاعتها، و من ثم عرفت السيدة " أسماء بنت يزيد"  بأنها خطيبة النساء لأنها كانت تدافع عنهن وتسأل عن حقوقهن .

نشأت" أسماء بنت يزيد  في أسرة عُرف أفرادها بالتضحية والجهاد، فأبوها هو يزيد بن السكن بن رافع الأنصاري الذي استُشهد في غزوة أُحد، وفي تلك المعركة أثخنت الجراح زياد بن السكن عم أسماء، كما استُشهد في المعركة ذاتها أخوها" عامر بن يزيد بن السكن "الذي جعل جسده ترسًا يدافع به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فنال الشهادة في سبيل الله. ومن قوة إيمانها وصبرها أنه لما بلغها استشهادهم خرجت تنظر إلى سلامة رسول الله وهو قادم من أُحد ، وعندما رأته سالمًا قالت:كل مصيبة بعدك جلل (أي هينة).

وشهدتْ السيدة "أسماء بنت يزيد " غزوة الخندق وغزوة خيبر، وخرجت مع رسول الله في غزوة الحديبية، وبايعت بيعة الرضوان،وفي السنة الثالثة عشرة للهجرة خرجت رضي الله عنها إلى بلاد الشام حيث شاركت في معركة اليرموك ، وكانت تشارك مع النساء بسِقاية الجرحى وتضميدهم، وفي ضرب مَن يَفِرّ من المعركة من جنود الإسلام، ومن قصص شجاعتها أنها اقتلعت عمود الخيمة وراحت تضرب به رؤوس الروم حتى قتلت يومها تسعة من جنودهم.

ونزلت في  السيدة " أسماء  بنت يزيد" آية حكم عِدّة المطلقات  فقد أخرج أبو داود والبيهقي في سننه عن أسماء بنت يزيد قالت:طُلقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يكن للمطلقة عدة، فنزل قول الله تعالى: ﴿ وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ﴾ "البقرة: 228"، كانت أسماء أوّل معتدّة في الإسلام.

روت السيدة " أسماء بنت يزيد"  نحو 81 حديثًا، وروى عن أسماء ثلة من أَجِلاّء التابعين، كما روى أصحاب السنن الأربعة:أبو داود والنسائي والترمذي وابن ماجه، والبخاري في الأدب المفرد.

وذكر بعض المؤرخين أن " أسماء بنت يزيد توفيت في سنة 69هـ في خلافة عبد الملك بن مروان. وقيل أنها توفيت أسماء في حدود السبعين هجرية. وقبرها في دمشق بالباب الصغير ، رضي الله عن الصحابية الجليلة " أسماء بنت يزيد " خطيبة النساء ورسولتهنّ إلى المصطفى  رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرضاها.