نظمت هيئة الشارقة للكتاب ضمن فعاليات معرض "كلمات من الشرق" جلسة حوارية بعنوان "حياة المخطوطات" للكشف عن الشغف بالمخطوطات والمقتنيات التراثية من قبل الأفراد إلى جانب نشاط الشركات والمؤسسات المهتمة يؤدي إلى حماية الكتب النادرة.
واستعرضت الجلسة التي استضافت كل من الدكتور بسام داجستاني رئيس قسم الحفظ والمعالجة والترميم في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث وهوجو ويتشريك مؤسس "أنتيكواريات إنلبريس" للكتب النادرة، بحضور سعادة أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب - دور الترميم في منح المخطوطات عمرًا زمنيًا أطول وأهمية الجهود التي تقودها المراكز المتخصصة وجامعو المقتنيات الأثرية.
وقال "داجستاني"، إن التعامل مع هذه الكنوز يراعي تكوينها العضوي الذي يجعلها تتأثر بالرطوبة والبكتيريا مما يتطلب عناية فائقة بها تبدأ بمرحلة التعقيم والتنظيف وصولًا إلى التجليد والتصوير والحفظ.
وعن مراحل الترميم وفقًا للتقنيات الحديثة، سرد داغستاني الخطوات مستهلًا بعملية التعقيم التي كانت تستخدم في السابق المواد الكيميائية للقضاء على الآفات البيولوجية العالقة بأوراق المخطوطات وبعد أن اتضح التأثير السلبي للمواد الكيمائية بدأ استخدام تقنية التعقيم بغاز النتروجين لضمان حماية أفضل للمخطوط، واستعرض نماذج من صور المخطوطات قبل وبعد عملية التعقيم.
وتحدث هوغو ويتشريك عن امتلاك شركته لـ 50 ألف قطعة نادرة من الكتب والمخطوطات والخرائط والأعمال الفنية المتفرقة التي عرضت مجموعة منها في المعرض، مؤكدا أن طبيعة عملهم تقتضي أن يكون ترميم المخطوطات جزءًا من اهتمامهم نتيجة لأن المخطوطات والكتب النادرة تتنقل من بقاع مختلفة وتتطلب عملية تخزين وشحن تراعي حمايتها.
واعتبر أن الشعف بالمخطوطات والمقتنيات التراثية من قبل الأفراد إلى جانب نشاط الشركات والمؤسسات المهتمة يؤدي إلى حماية الكتب النادرة، لافتًا إلى أنهم لا يتعاملون مع النسخ الرقمية من المقتنيات ولا يستنسخون طبعات رقمية لما لديهم من أعمال لأن النسخ الأصلية في ظل الرقمنة تفقد قيمتها ولأن المقتنيين يبحثون عن النسخ الأصلية حصريًا.