الأربعاء 26 يونيو 2024

أرض الفيروز حاضنة دماء شهداء مصر الأبرار

الجيش المصري يحمي مصر وسيناء بدماء شهداؤنا الأبرار

تحقيقات4-5-2021 | 15:55

جميل عفيفي

 

 دائما وأبدا، تبقى سيناء الحبيبة أرضًا للبطولات ارتوت رمالُها بدماء خيرة شباب مصر على مر العصور للدفاع عن تلك البقعة من أيدي الغزاة والمحتل، واستطاعت القوات المسلحة المصرية أن تسطّر البطولات خلال حرب أكتوبر المجيدة وتحقق نصرًا غاليًا على العدو الإسرائيلي في معركة غيرت المفاهيم العسكرية العالمية، وبعد سنوات حاولت جماعات إرهابية أن تستوطن أرض سيناء بتمويل من دول إقليمية ودولية، وذلك بعد حالة الفراغ الأمني بعد أحداث 2011، معتقدة تلك العناصر أنها قادرة على مواجهة الجيش المصري.

 

تلك العناصر الإرهابية حاولت أن تتغلغل بين المواطنين وفي المناطق السكنية وروعت الأهالي، وقامت بعمليات ضد الجيش المصري، محاولة إدخاله في دوامة مثلما حدث في سوريا والعراق، إلا أن الجيش المصري كان لهم بالمرصاد و حقق عليهم نصرًا غاليًا ولقنهم درسًا هم وداعميهم في الخارج.

 

وإذا عدنا إلى الخلف وبالأخص بعد أحداث 25 يناير، سنجد أن جماعات إرهابية منظمة دخلت إلى أرض سيناء عن طريق آلاف الأنفاق على الحدود مع غزة، ولا يمكن أن ننسى الاستعراض العسكري الذي تم في سيناء وبالأخص في مدينة العريش، وتم خلاله رفع الأعلام الإرهابية، ومهددين بإعلان الدولة الإسلامية في سيناء، وعندما وصلت الجماعة الإرهابية إلى حكم مصر، اتفقت مع الإدارة الأمريكية السابقة لاستقطاع جزء كبير من سيناء لإنشاء الدولة الإسلامية، ونقل معظم إرهابيي العالم إليها، وقد لاقت تلك الفكرة استحسان جماعة الإخوان الإرهابية، معتقدة أنه بوصول تلك العناصر إلى سيناء والتحالف معهم، ستكون تلك التنظيمات الظهير العسكري لهم في سيناء والوقوف أمام أي تهديدات من الجيش المصري.

 

وبدأت بالفعل جماعة الإخوان الإرهابية سريعا في تنفيذ المخطط، وقامت بتوطين أكثر من 30 ألف إرهابي من جنسيات مختلفة على أرض سيناء، وأصدر وقتها محمد مرسي عفوا رئاسيا عن مجموعة من الإرهابيين شديدي الخطورة، وتم نقلهم إلى سيناء، إضافة إلى تحالفه مع  تنظيم القاعدة بقيادة أيمن الظواهري لتوفير التدريب الكامل لتلك العناصر، كل ذلك تم بدعم مادي قطري، وساهمت تركيا في نقل تلك العناصر إلى سيناء عن طريق البحر، بجانب الدعم اللوجيستي والإمداد بالسلاح والعربات التي تستخدم في أعمال القتال.

 

لقد حاولت جماعة الإخوان الإرهابية منذ تولي مرسي الحكم أكثر من مرة إحراج الجيش المصري من خلال عمليات إرهابية ضد عناصر الجيش في سيناء، ولا يمكن أن ننسى مذبحتي رفح الأولى والثانية، وأيضا اختطاف 6 جنود، كل ذلك بالتعاون بين جماعة الإخوان الإرهابية والتنظيمات على أرض سيناء، وبغطاء رئاسي من محمد مرسي، الذي كان يمنع العديد من التحركات للجيش في سيناء، من خلال الإبطاء في اتخاذ القرار.

 

وبعد ثورة 30 يونيو تغيرت جميع المخططات الغربية في محاولة تقسيم منطقة الشرق الأوسط، وبالفعل صدرت التعليمات بتنفيذ الخُطة البديلة وهي ظهور تنظيم داعش الإرهابي في بلاد الشام وانتقاله إلى العديد من الدول وتحالفه مع التنظيمات الأخرى المتواجدة في العديد من الدول ومن بينها سيناء، واتخذت القوات المسلحة قراراتها بالقضاء على التنظيمات الإرهابية المتواجدة في سيناء والمدعومة من قطر وتركيا، وما يثبت أنه كانت هناك مؤامرة واضحة على مصر، وهي رفض الولايات المتحدة إعطاء مصر طائرات الأباتشي التي كانت تنفذ لها عمليات صيانة، وإيقاف صفقة المقاتلات من طراز (اف- 16)، لضرب تلك العناصر في سيناء.

 

وبدأت القوات المسلحة المصرية في تنفيذ عمليات عسكرية عديدة بعد 30 يونيو 2013، بدأت بتدمير الأنفاق، والتي وصلت إلى أكثر من ألفي نفق مع غزة لقطع الدعم عن التنظيمات الإرهابية، ونفذت بعدها عملية حق الشهيد بمراحلها المختلفة، واستطاعت خلال تلك العملية أن تنفذ جميع المهام التي كُلفت بها، وأهمها قطع جميع الإمدادات والدعم اللوجيستي عن التنظيمات الإرهابية، بجانب ضرب البنية التحتية للإرهاب وعناصره في سيناء، ومهدت الطريق أمام العملية العسكرية الشاملة ( سيناء 2018).

 

ومع بداية العملية سيناء 2018، تأكدت التنظيمات الإرهابية والدول الداعمة لها أنها نهاية الإرهاب في سيناء تماما، لذا بدأت الجماعات الإرهابية في الخارج وأبواقها في تركيا وقطر في بث الأكاذيب والشائعات ضد العملية العسكرية الشاملة، والتي تعد الأضخم بعد حرب أكتوبر 73، وتشمل جميع الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، وإذا نظرنا إلى تلك العملية بشكل أعمق سنجد أنها حققت العديد من الأهداف أهمها:

 

أولا : أظهرت القوات المسلحة جاهزيتها كاملة على جميع الاتجاهات الاستراتيجية لقطع الدعم من أي اتجاه عن التنظيمات الإرهابية في سيناء أو أي مكان آخر.

 

ثانيا : وبعد إصدار 26 بيانًا من المتحدث العسكري عن العملية الشاملة، تأكد من ضرب البنية التحتية تماما للتنظيمات الإرهابية في سيناء، وتصفية أعداد كبيرة منهم، وأيضا ضبط كميات ضخمة من الأسلحة والمتفجرات، ووسائل الاتصال.

 

ثالثا: استطاعت القوات البحرية المصرية السيطرة الكاملة على البحرين المتوسط والأحمر، من خلال العمليات العسكرية التي تتم، وأيضا من خلال تنفيذ مهام الزيارة والتفتيش لمنع السفن التي تحمل السلاح والإرهابيين الذين يتم نقلهم بواسطة السفن عن طريق تركيا، وبالأخص أعضاء تنظيم داعش في العراق وسوريا، في اتجاه ليبيا، لمحاولة إدخالهم إلى مصر عن طريق الحدود.

 

رابعا: استطاعت القوات الجوية إيقاف أي عمليات تسلل عن طريق الحدود الغربية، وتدمير مئات السيارات المحملة بالأسلحة والذخائر إلى داخل الأراضي المصرية، وكان لتلك العمليات دورٌ فاعلٌ في قطع جميع الإمدادات التي قد تصل إلى سيناء.

 

خامسا: تم تطهير أرض سيناء من الزراعات المخدرة التي تستفيد منها التنظيمات الإرهابية عن طريق بيعها لزيادة الدخل الخاص بهم.

 

سادسا: أظهرت تلك العملية مدى التعاون والتلاحم بين أهالي سيناء والقبائل مع القوات المسلحة والشرطة المصرية من أجل القضاء على الإرهاب وعودة الاستقرار إلى سيناء.

 

سابعا: عودة الحياة إلى طبيعتها في العديد من المدن والقرى في سيناء بعد تطهيرها من العناصر الإرهابية، وهو أكبر دليل على نجاح تلك العملية، وهذا ما أظهره المراسلون الأجانب في زيارتهم الأخيرة إلى سيناء ونقل مشاهداتهم على الأرض.

 

ثامنا: أظهرت تلك العملية القدرة العسكرية المصرية التي فرضت على الأرض وأصبحت قوة ردع لأي قوة تسعى إلى محاولة تهديد الأمن القومي المصري.

 

تاسعا: العملية العسكرية فتحت المجال أمام التنمية الشاملة في سيناء مرة أخرى، والبدء في تنفيذ أضخم مدينة سياحية ساحلية في العريش يتم الانتهاء منها في عام 2022، إضافة إلى العديد من المشروعات العملاقة الأخرى مثل مدينة رفح الجديدة، وبئر العبد وتطوير العديد من القرى، وإنشاء وتطوير المستشفيات والمدارس الجديدة، لخدمة أهالي شمال سيناء.

 

 لقد عملت القوات المسلحة على ضرب البنية التحتية بالكامل للعناصر والتنظيمات الإرهابية، في الوقت الذي تعاملت فيه على الأرض بمشرط جراح حتى يتم استهداف العناصر الإرهابية دون إلحاق أي أذى بالمواطنين من أهالي سيناء، حيث إن العناصر الإرهابية كانت تتخذ من الأبرياء من أهل سيناء دروعًا بشرية، وبخاصة النساء والأطفال، إلا أن رجال الجيش المصري استطاعوا أن يحافظوا على أرواح كل المواطنين، بل قدموا لهم الدعم في جميع المواقع التي وجدت فيها التظيمات الإرهابية.

 

لقد تخيلت الدول الداعمة للإرهاب أنها قادرة بتنظيمات مسلحة على إحداث الفوضى داخل الدولة المصرية، وسخرت أيضا أبواقًا إعلامية تساعد التنظيمات الإرهابية، من خلال بث الشائعات وتزييف الحقائق ومحاولة هز ثقة المواطن في قواته المسلحة وعدم قدرته على مواجهة العناصر الإرهابية.

 

إن الجيش المصري قدم بطولات وتضحيات عدة على أرض سيناء ستسجلها ملفات الشرف، وستظل سيناء أرضا طاهرة من دنس الإرهاب في ظل رجال قادرين على حمايتها.

إن الجيش المصري هو الدرع الواقية والحامية للدولة المصرية من أي تهديدات، ولن تستطيع أي قوة كانت أن تقترب من مصر في ظل وجود جيش وطني محترف.