السبت 1 يونيو 2024

الكارت الأمنى فى جنوب سيناء.. «عطلة ع الفاضى»!

30-1-2017 | 14:59

تقرير: سميحة درويش

أثار قرار وزارة الداخلية بتقديم الكارت الأمني (تصريح أمني بالعمل أو الزيارة) لجميع العابرين إلى مدن جنوب سيناء، سواء كانوا سكانها، أو زوارها من محافظات أخرى، حالة من الغضب لدى أهالى المحافظة الحدودية.

سلبيات القرار الذي طبقته «الداخلية» منذ بداية العام، ألقت بظلالها على عدد من الأهالي والعاملين بمدينة جنوب سيناء، خاصة العاملين في مجال السياحة، ومن بينهم حميد عطيوي، مستثمر سياحي بمدينة ذهب، الذي اعتبر القرار بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير»، حسب قوله، موضحا الأثر السلبي وراء هذا القرار على النشاط السياحي للمدينة، وما يؤدي إليه من تقليص السياحة الداخلية التي يعيش عليها عدد كبير من العاملين هناك، بعد التراجع الشديد الذي أصاب السياحة الخارجية التي أرجعتنا إلي نقطة الصفر، واضطرت كثير من المحلات والبازارات والقرى والمنتجعات إلى إغلاق أبوابها بعد تعرضها لخسارة مالية فادحة نتيجة الركود السياحي.

واتفق معه في الرأي أحمد زيادة، ومحمود أبو ضيف، وأسامة الخوصي، من العاملين بمجال السياحة في نويبع وشرم الشيخ، وقالوا إنهم شاهدوا بعض المسافرين احتجزهم الأمن بسبب عدم حملهم ما يثبت صحة دخولهم إلي شرم، وتساءلوا «ماذا يحدث في حال فقدنا الوثيقة الثبوتية التي تدلل علي صحة التحاقنا بالجهة التي نعمل بها؟ هل سنعود من حيث جئنا؟.

نادية أبو قرمة، أمينة المرأة بمجلس القبائل المصرية والعربية، قالت إن القرار بوجوب إثبات هوية الدخول إلى جنوب سيناء جارٍ العمل به منذ سنوات والأهالي على علم به، لكنها تساءلت «ماذا نحن فاعلون بشأن زوارنا من المحافظات الأخري إذا قدموا ما يثبت هويتهم.. كيف يسمحون لهم بالعبور إلينا داخل مدن المحافظة؟.

أشار الدكتور شريف محسن إلي ما لقيه من صعوبات وصلت إلى استغراقه ٨ ساعات في السفر من القاهرة إلي ذهب، بسبب إجراءات التفتيش القاسية لحين التثبت من هوية كل مسافر، والانتظار فيما لا يقل عن ساعتين في البرد القارس، مما أصاب المسافرين بالإرهاق الشديد.

وعلق الدكتور حسن علي، نائب مدير مستشفي رأس سدر المركزي، على القرار موضحا أنه ليس غريبا على أهالي سيناء وزوار شرم الشيخ، واعتبره من صميم الأمان للجميع، مؤكدا أنه يجب بذل كل محاولة ضد زرع الإرهاب في جنوب سيناء.

وتدخل الشيخ إبراهيم سالم، شيخ مشايخ جنوب سيناء، في الحديث قائلا إن هذا القرار ليس بجديد علي أهالي جنوب سيناء، فلماذا الاعتراض عليه؟، وقال إنه جاء من القاهرة ولم يتعرض لأي إجراءات فوق العادة بعد تقديم هويته الشخصية، وأكمل أن الأمن في خدمة الجميع ويجب عليهم أن يتحلوا بالصبر حين صدور قرارات تصب في صالح المحافظة، أحد الخبراء الأمنيين بمحافظة جنوب سيناء قال إن هناك ما يدعو وبقوة إلى اتخاذ هذا القرار في هذا التوقيت الحساس للغاية، لاسيما أن أذرع الإرهاب تود أن تطول كل شبر في مصر، ونفي ما يردده البعض ويتخذه ذريعة للضغط بإلغاء قرار الكارت الأمني، بأن ما كان يحدث قبيل ثورة يوليو ٥٢ بما يشبه فكرة الحاكم العسكري، وهو ما يختلف كلية عن وقتنا الحالي، وقال إن ظروف الدولة دقيقة لأنها تقاوم الإرهاب بكل ما أوتيت من قوة.