السبت 23 نوفمبر 2024

مقالات

حاخامات الإخوان!

  • 6-5-2021 | 17:22
طباعة

مُصر على توجيه الأنظار للنموذج المتأسلم، الذي يقدمه منصور عباس القيادى الإخوانى الإسرائيلي، ورئيس حزب القائمة العربية الموحدة، الإخوانى الممثل في الكنيست الإسرائيلي بأربعة مقاعد، والمروج لمشروعه غير التقليدى، حتى أن حاخامات الصهيونية الدينية المتشددين جدًا، يلتقونه ويروجون له، ولوجوده السياسي في أية حكومة إسرائيلية مرتقبة.

 

هذا الإخوانى الذي لا يتحدث اللغة العربية كثيرًا، فهو طليق في اللغة العبرية، ويستخدم هويته الإسرائيلية أكثر من هويته الفلسطينية، يجب أن نعترف أنه تجاوز العديد من الخطوط الحمراء، التى تجعلنا نقف أمام مشروعه كثيرا، خاصة لو اتسعت الترويجات له، واعتبر الشكل الجديد للشخصية الإسلامية المتحررة القابلة للآخر، الذي يلتقي الحاخامات والسياسيين اليهود اليمينيين بالأحضان، رغم الكورونا، والذي يهاجم الأسرى الفلسطينيين ويعتبرهم مخبرين وإرهابيين، تماشيا مع الرؤية الإسرائيلية الصهيونية، بل ويهاجم العمليات الفلسطينية التى يتم فيها استهداف المستوطنين، ردًا على اعتداء المستوطنين على الفلسطينيين، ولا يسمع له صوت في أى مساس بالأقصى أو الثوابت العربية والإسلامية والفلسطينية التقليدية.

 

هذا الإخوانى الإسرائيلي، الذي فعل بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي المسير للأعمال ورئيس حزب الليكود، من أجله الكثير لتلميعه وتصديره المشهد نكاية في قيادة عرب ٤٨ الذين كانوا قد وصلوا للقوة الثالثة في الساحة السياسية، بـ15 مقعد، وتراجعوا بسبب هذا المخطط لـ٦ مقاعد فقط، انقلب على نتنياهو بعد كل ذلك، كعادة الإخوان، وقال إنه داعم لأية حكومة مشكلة، مقابل تنفيذ شروط جماعته المعترف بجزءها الجنوبي في إسرائيل، ومرفوض جزءها الشمالى بقيادة المدعو رائد صلاح.

 

بعد ساعات من تعيين منصور رئيسا للجنة المجتمع العربي بالكنسيت بدعم من نتنياهو، وبعد لقاءاته بحاخامات الصهيونية الدينية بترتيبات من نتنياهو أيضا، تحول عنه، فور فشله في تشكيل الحكومة وتكليف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين لخصمه يائير لابيد بتشكيل الحكومة، وذهب إلى لابيد وحليفه الجديد الموسادى اليمينى نفتالى بينت رئيس حزب يمينا المتشدد جدًا، والمعروف بنتنياهو الجديد.

 

هذا لا يعنى أن كل حاخامات الصهيونية الدينية راضون عن التعاون مع الإخوان، بل هناك جدل كبير في هذا الإطار، من كل المناحى سياسي وعقائدى، فالمتوافقون ومنهم من التقوا منصور، يرونها فرصة للتقارب مع المسلمين وعرب ٤٨، رغم إن مواقفهم الدائمة عكس ذلك على طول الخط، لكن فقط الأزمة السياسية جعلتهم يغيروا موقفهم، حيث أن الأغلبية اليمينية المتطرفة لن تكتمل إلا بدعم الرباعى الإخوانى الإسرائيلي، فيما يرى الحاخامات المعارضون أن هذه سقطة كبيرة وضربة لمبادئ الصهيونية أن يتحالفوا مهما كانت الظروف مع عربي مسلم، رغم مواقف هذا الإخوانى الداعم للمستوطنين والمهاجم للأسرى الفلسطينيين!

 

موقف في غاية الأهمية يجب ترقبه، خاصة أن بعض المستشرقين الإسرائيليين يروجونه في إطار التقارب بين الأديان، واعتبار هذا الإخوانى المتلون هو نموذج للشخصية الإسلامية المعتدلة المستنيرة القابلة للآخر!

الاكثر قراءة