السبت 8 يونيو 2024

لماذا لا تحبذ الأمم المتحدة استخدام مصطلح "المناطق الآمنة" في سوريا؟

6-5-2017 | 16:46

"المناطق الآمنة .. تخفيف التوتر .. المناطق العازلة" مصطلحات ومفاهيم دائمًا ما تبرز أثناء السياقات الرمادية في الحروب والنزاعات المسلحة.

لا تحبذ الأمم المتحدة استخدام مصطلح "المناطق الآمنة" في سوريا بل تستخدم مصطلح مناطق "تخفيف التوتر"، ذلك في تعريفها لاتفاقية المناطق الأربع التي تم التوقيع عليها في استانا مؤخرا وتشمل مناطق إدلب وكذلك أجزاء من حلب واللاذقية وحمص، والتي دخلت حيز التنفيذ منتصف الليلة الماضية.

موسكو عرفتها بمناطق "تخفيف التصعيد" ، وتركيا استخدمت مصطلح "خالية من الاشتباكات "، في حين استخدمت بعض الأطراف مصطلح “تخفيف التوتر أو “مناطق هادئة”. مما يطرح تساؤلا حول هل هناك فروقا جوهرية وأساسية بين المناطق الآمنة وتخفيف الصراع ..

" تخفيف التوتر" .. و "المناطق الآمنة " والفروق بينهما

"تخفيف التوتر " هي مناطق محددة يتم فيها تخفيف وضبط الأعمال القتالية فيها ، ومنح السكان فيها ظروفا أكثر أمنا وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية . ولكنها أقل تأمينا وحماية من " المناطق الآمنة أو المناطق العازلة " التي تقام عادة في مناطق تتعرض لحروب وصراعات داخلية .

فلا يوجد حظر للطيران في مناطق تخفيف الصراع ، بل يتم تخفيف حدة الاشتباكات والحد من الطيران فوقها والحد من العمليات العسكرية أو ما يعرف بضبط الأعمال القتالية بين الأطراف المتنازعة ، علي أن توفر وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين.

أما المنطقة الآمنة فهي منطقة يحظر فيها الطيران وآمنة للمدنيين حيث يتم فرض حظر جوي لحمايتها و ينزع سلاحها وإخراجها من سياق العمليات العسكرية ، وأيضا التأكيد على عدم دخول أطراف الصراع في أي ترتيبات دفاعية تتعلق بحفظ الأمن داخلها أو على حدودها ، مع توفير حماية عسكرية لها من قبل قوات الأمم المتحدة أو قوات تحالف دولي مكلف من قبلها ، مع توفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين.

وبحسب المراقبون لم يأت عدم تفضيل الأمم المتحدة استخدام مصطلح "المناطق الآمنة " من فراغ ، فهناك تجارب كثيرة للأمم المتحدة يصفها البعض بـ "بالكارثية "، أبرزها تجربة المناطق الآمنة التي فشلت مع "سربرنيتشا" خلال الحرب في البوسنة والهرسك أو ما يعرف بالإبادة الجماعية في سربرنيتشا التي أعلنت الأمم المتحدة كونها "منطقة آمنة " تحت حماية قوات الأمم المتحدة، وبناء على ذلك قام المتطوعون البوسنييون الذين كانوا يدافعون عن المدينة ، بتسليم أسلحتهم. إلا أن إعلان المدينة " كمنطقة آمنة " تحت حماية الامم المتحدة ، لم يحل دون وقوع المجزرة ، التي راح ضحيتها حوالي 8 آلاف شخص، لذلك ستبقى مأساة سربرنيتشا نقطة سوداء في تاريخ الأمم المتحدة إلى الأبد.