أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون اليوم السبت أن الانتخابات التشريعية المبكرة المقرر إجراؤها في 12 يونيو المقبل ستعزز مسيرة التجديد الوطني.
وقال تبون في رسالته للشعب الجزائري اليوم بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني للذاكرة الموافق لذكرى مجازر 8 مايو 1945 التي ارتكبها الاحتلال الفرنسي "إنّ تثمين ذاكرتنا ونقلها لشباب الجزائر المستقلة أكبر ضمان لتحصين الأمة وتمتين صلتها بوطنها، مُعتدّة بأمجاد ماضيها قادرةٌ على التفاعل مع حقائق عصرها وتحقيق النجاح المأمول في بناء الجزائر الجديدة التي هي مقبلة على استحقاقات تشريعية في يونيو المقبل، والتي ستتعزّز بفضلها مسيرة التجديد الوطني الذي التزمنا به والمبنية على قيم المصارحة والثقة والشفافية ومحاربة الفساد بكلّ أشكاله".
وأعرب الرئيس تبون عن ثقته في أن أبناء الشعب الجزائري تحدوهم الإرادة والوعي لتثبيت أسس الاختيار الديمقراطي الحر، الكفيل بإرساء دولة المؤسسات والحق والقانون، وبناء الجزائر القوية التي يحلم بها الشهداء والمجاهدون.
وأكد أن ذكرى مجازر الثامن من مايو سنة 1945؛ كانت محطّة الحاسمة من تاريخ الكفاح المجيد ضد الاستعمار، التي عقد بنات وأبناء الشعب الجزائري العزم على التوثّب وركوب المخاطر لانتزاع الحرية والاستقلال.
وقال إن "يوم الثامن من مايو سنة 1945 تاريخ خالد كان ولا يزال رمزً للتضحية والفداء باعتباره منعطفاً حاسماً في كشف حقيقة الاستعمار وبلورة الوعي بحتمية الإعداد للثورة المباركة، ذلك أن هذا اليوم التاريخي كان قبسا أضاء القلوب إيمانا بالتضحية والجهاد وأنار دروب الخلاص والحرية والاستقلال، وفي هذه المناسبة التاريخية نترحّم على أرواح الشهداء الأبرار ومن لحقهم من المجاهدين الأخيار".
وأضاف الرئيس الجزائري " ونحن اليوم نحيي اليوم الوطني للذاكرة لابدّ أن نشير إلى أن جودة العلاقات مع جمهورية فرنسا لن تأتّى دون مراعاة التاريخ ومعالجة ملفات الذاكرة والتي لا يمكن بأي حال أن يتم التنازل عنها مهما كانت المسوّغات، ومازالت ورشاتها مفتوحة كمواصلة استرجاع جماجم شهدائنا الأبرار، وملف المفقودين واسترجاع الأرشيف وتعويض ضحايا التفجيرات النووية في الصحراء الجزائرية".
وأكد أن الجزائر مصمّمة دوما على تجاوز كلّ العقبات وتذليل كل الصعوبات نحو مستقبل أفضل، وتعزيز الشراكة الاستثنائية، لترتقي علاقاتها إلى المستوى الاستراتيجي إذا ما تهيأت الظروف الملائمة لذلك، ومعالجة كل ملفات الذاكرة بجدّية ورصانة وتنقيتها من الرّواسب الاستعمارية.
وأشار إلى أن الشعبين الجزائري والفرنسي يتطلعان إلى تحقيق قفزة نوعية نحو مستقبل أفضل تسوده الثقة والتفاهم، ويعود بالفائدة عليهما في إطار الاحترام المتبادل والتكافؤ الذي تحفظ فيه مصالـح البلدين.