الإثنين 20 مايو 2024

أخصائية تغذية علاجية تكشف لـ«دار الهلال» خطورة المكسبات الصناعية وطرق الوقاية منها

مكسبات الطعم واللون والرائحة

تحقيقات10-5-2021 | 21:52

سالي طه

في الآونة الأخيرة انتشر ما يعرف بمكسبات الطعم واللون والرائحة، التي تدخل في إنتاج المواد الغذائية والمنتجات المعلبة والحلويات، ونتيجة لجمال المذاق والطعم والنكهة يقبل الناس عليها لشرائها بعض النظر عن الأضرار والمخاطر الناتجة للمواد المضافة لهذه المكسبات، وتأثيرها علي صحتهم وصحة أولادهم، وفي حوارمع الدكتور إيمان عطية، أخصائية التغذية العلاجية بالمعهد القومي للتغذية لـ"دار الهلال"، تتحدث عن أشهر النكهات ومخاطرها علي المدي القصير والطويل، وإلى نص الحوار:

** في البداية، ما هي مكسبات الطعم واللون والرائحة؟

هي عبارة عن مواد مضافة للمواد الغذائية التي يتم تصنيعها في المصانع والشركات وغيرها، حيث أنها تغير المذاق تماماً وتجعل من هذه الأشياء مذاق شهي ولذيذ ومحبب لدي الكبار والصغار.

** لماذا اتجهت الشركات والمصانع لاستخدام مكسبات الطعم واللون والرائحة؟

لأسباب كثيرة منها: تحسين الطعم؛ فالطعم عندما يكون أفضل يصبح لدي المستهلك رغبة في شراء هذه المنتجات، بجانب اللون الذي يجذب المستهلك لشرائه وخاصةً الأطفال، لذلك نلاحظ أن أكثر ما يجذبهم هي المنتجات والأشياء الملونة، بالإضافة إلي نكهة المنتج؛ فكثيراً ما نسمع عن منتجات مضاف إليها نكهة الكباب أو معلبات بنكهة الفراولة أو البرتقال، فكل هذه الأشياء يتم إضافتها علي المنتجات بهدف تحسين الجودة لكي يكون أكثر مببعاً.

** ما الفرق بين المكسبات الطبيعة والمكسبات الاصطناعية؟

بالنسبة للمكسبات الطبيعية فهي أعلي سعراً مقارنةً بالمكسبات الصناعية، لذلك تلجأ الشركات والمصانع إلي شراء الوصفات المحضرة كميائياً في المعامل وإضافتها بنسبة كبيرة بدون إشراف طبي أو ترخيص مصرح من وزارة الصحة العالمية، نظراً لارتفاع أسعار المكسبات الطبيعية، لا سيما أن المكسبات الطبيعية أفضل بكثير وليس لها أي آثار جانبية وتعطي اللون الطبيعي للمنتج، لكن ليس بنفس درجة المكسبات الصناعية.

أما بالنسبة للمكسبات الاصطناعية، لا شك أنها تعطي طعم ولون وجودة، لكن لها أضرار ومخاطر سواء علي المدي القصير أو علي المدي الطويل.

** ما الأمراض التي قد تسببها هذه المكسبات؟

علي المدي القصير تسبب هذه المكسبات حساسية الأطعمة التي تظهر علي الأطفال، وإصاباتهم بالطفح الجلدي وخصوصاً الأطفال الصغار؛ لأن مناعتهم ضعيفة فمن السهل تأثرهم بها مقارنةً بالبالغين والكبار، بجانب حساسية الصدر أو الربو والكحة، أما علي المدي الطويل، لكي تؤثر هذه المكسبات علي كفاءة الأجهزة وعملها من الضروري أن يتناولها الشخص لمدة طويلة وعلي فترات منتظمة، والطب تؤدي علي المدي الطويل إلي الإصابة بما يعرف بأمراض المناعة الذاتية، وقصر القامة، وقصور الغدة الدرقية والسمنة المفرطة، وقد يكون أحد أسبابها زيادة تناول مكسبات الطعم واللون والرائحة التي يتناولها الأطفال مثل الشيبسي والمواد الغازية والمعلبات والحلويات، كذلك تأثيرها علي مستوي الذكاء، وتدمير الجهاز العصبي وخلايا البنكرياس، وإصاباتهم بمرض السكر في سن مبكرة.

** ما أشهر النكهات في مكسبات الطعم واللون والرائحة؟

يوجد أحمر الأمرانس لكي يعطي المكسبات لون، والأخضر جي، بالنسبة لمكسبات الطعم يوجد نيتريك أوكسيد، ونيتريك أسيد، وملح الطعام، الذي يضاف إلي المنتجات المصنعة ويضاف احياناً إلي بعض المواد المعلبة من البقوليات، أما بالنسبة للأطعمة فتوجد نكهات مثل: نكهة الكباب- الفراخ- الجبنة- الشطة والليمون، أما بالنسبة للمعلبات فتوجد نكهات مثل: الفراولة- البرتقال- النعناع- المانجة وغيرها من النكهات المضافة إلي هذه المنتجات.

** من وجهة نظرك، كيف نحمي انفسنا وأطفالنا من تلك المكسبات الاصطناعية الضارة؟

أولاً: الابتعاد نهائياً عن هذه المكسبات، وعدم الإفراط في تناول هذه المنتجات المضاف إليها هذه الألوان والأطعمة والنكهات، وتناولها مرة في الأسبوع وليس يومياً، خاصةً أنه من الصعب منع الأطفال منها والتحكم فيهم، ولكن يجب منعهم من تناولها تدريجياً. ثانياً: عمل تثقيف وتوعية للطفل بأسلوب إرشادي بسيط، نعرفه من خلاله مخاطر وأضرار هذه المكسبات في شكل قصة أو حكاية يستوعبها الطفل وبطريقة توصل الرسالة له، علي سبيل المثال أن طفل كان يتناول هذه المكسبات بكثرة وأصيب بالتعب فذهب للدكتور، فيتفهم حينها خطورة هذه المنتجات وهكذا.

ثالثاً: من الممكن عند تناول هذه المكسبات أن نخلطها بالأشياء الصحية مثل الشاي الأخضر، إذ يحتوي علي مضادات أكسدة تعمل علي نزع سمية هذه المكسبات، كذلك الخضار الورقي مثل: البقدونس- الثوم- البصل، حيث تحتوي علي فيتامينات تقاوم هذه المكسبات، وشرب كميات كبيرة من الماء والسوائل، بجانب ممارسة الرياضة خاصةً أن المكسبات الذي يضاف إليها لون وطعم تحتوي علي كميات كبيرة من السعرات الحرارية، فليس هناك مانع من حرقها من خلال المشي وممارسة اي نوع من التمارين الرياضية.

رابعاً: تجنب شراء المنتجات رخيصة الثمن وشراء المنتجات الموثوق فيها المعتمدة من وزارة الصحة العالمية، قائلةً: " صحتنا تستاهل ندفع لها"، فأسماء الشركات المعروفة المعتمدة وفقاً لدراسات والأبحاث، وجدت أنها تضيف هذه المكسبات بالكمية المطلوبة، التي تحددها هيئة التوحيد القياسي.

خامساً: زيادة الرقابة والتوسع في حملات التوعية، حرصاً علي صحة المواطنين وأطفالهم من المنتجات الضارة، والتفتيش المستمر وحظر المنتجات الخطيرة والضارة المتسببة في كثير من الأمراض.