حالة من الغضب الشديد تُسيطر على الدول العربية والإسلامية، بعد الاعتداء الغاشم من العدو الإسرائيلي اتجاه الأراضي الفلسطنينة الشقيقة، أسفرت هذه الاعتداءات عن وقوع عدد كبير من الشهداء والمصابين، فضلا عن قتل المصلين داخل القدس والمسجد الأقصى وهم ركعا سجودا بين يدي الله، وهو ما أدانه الدكتور أحمد عمر هاشم، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، خلال خطبة الجمعة من المسجد الأزهر الشريف في القاهرة.
وأكد هاشم، خلال حواره التي أجرته معه بوابة «دار الهلال»، أنه يجب على المنظمات الحقوقية ومجلس الأمن والأمم المتحدة أن تتخذ عدة قرارات لوقف هذا الاعتداء الغاشم على الأخوة الأشقاء في فلسطين، وإلى نص الحوار:
** في البداية.. حدثنا عن خطبة الجمعة التي أشرت فيها إلى القضية الفلسطينية؟
خطبة اليوم كانت من قلبي، وتحدث فيها عن إحساسي والشعور التي كان بداخلي؛ لأن اليهود اقتحموا المسجد الأقصى وقتلوا المصلين وهم رُكع سجود بين يدي الله، وهناك صمت مخزي من الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجميع الدول التي تشاهد الموقف عند بُعد.
** هل خطبة الجمعة كانت بمثابة رسالة للعرب؟
نعم.. وفي الحقيقة خطبة اليوم، كانت بمثابة رسالة للنظام العالمي أولا، والأمم المتحدة، ومجلس الأمن، ومنظمات حقوق الإنسان، وجميع الرؤساء عرب أو غير عرب ومسلمين؛ لأن ما يحدث في فلسطين ظلم فادح، وجريمة نكراء في حق الأديان كلها، ويجب أن تكون هناك وقفة.
** كيف ترى الاعتداء على الفلسطينين والقدس؟
هذه جريمة نكراء، يبكي لها الجبين؛ لأنها تحدث داخل أحد أهم المقدسات العربية، ومع أناس بين يدي الله رُكع سجود يقتلونهم، وما جرى لا يصح الصمت عنه أبدا، وإذا كانوا قد صمتوا قبل ذلك فلا يصح الصمت عنه في هذا التوقيت.
** هناك العديد من الإدانات لما تفعله إسرائيل في القدس وفلسطين.. حدثنا عن هذا؟
ليس بالصمت فقط، ولا عندما يدينون بإدانة، لأن الإدانة والقرارات حبرا على ورق، وإسرائيل أدارت ظهرها نهائيا بجميع قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة والدول العربية والإسلامية وجميع المنظمات، ولم تعترف بشئ من ذلك على الإطلاق، وما أُخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وإلا لم يكن هناك قوة ردع تؤدب أولئك الظالمين وتصدهم عن غيهم فسيظلون هكذا.
** هناك الكثير من القرارات صدرت على مدار الأيام القليلة الماضية بشأن القدس.. ما تعليقك؟
من رأي أنه وجب على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وحقوق الإنسان أن تعد قوة ردع وأن توقف الظالمين عند حدهم، وليست بالقرارت ولا بالإدانة؛ لأن كل هذا مجرد حبر على ورق، وأدرات ظهرها نهائيا، والذي أراه هو توحيد الصف وجمع الكلمة وعمل فعل إيجابي ولا كلاما وإدانة كما نرى.
** ما هى وجهة نظرك في الاعتداءات على القدس؟
عدوان ممن لا يراقبوان الله ولا يمتلكون وازعا دينيا ولا ضمير ولا يدينون بدين؛ لأنهم لو يدينون بدين لعلموا أن القدس الذي يقتحمونه الآن، حيث اجتمع فيه جميع أنبياء الرسل وصلوا فيه خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوحيدا لصف جميع الأديان، وبهذا يعملون على إزدراء جميع الأديان وليس الإسلام وحده.
** كيف رأيت دعم الرئيس السيسي للجانب الفلسطيني بعد فتح معبر رفح لاستقبال مصابي غزة؟
الرئيس عبد الفتاح السيسي حريص على احتواء الموقف العربي، وإحقاق الحق وإقامة العدل، وأدعوا الله أن يوفقه؛ لأنه أمامه مشوارا طويلا يبذل مساعي فريدة وحميدة على المستوى الداخلي والخارجي، فأدعوا الله أن يوفقه هو وزملائه في الضغط على منظامات العالم الإسلامي والأمم المتحدة ومجلس الأمن لتكون هناك قوة ردع ترد الظالمين عن ظلمهم.
** هل تتوقع أن تتراجع إسرائيل بعد الإدانات التي أصدرتها بعض الدول العربية؟
لا نريد إدانة ولا قرارات؛ لأن إسرائيل أدرات ظهرها لكل هذه الإدانات، نريد فقط أفعالاً جادة وعملية لحل القضية الفلسطينية.
** الإسلام حرم قتل المسلم أثناء الصلاة.. ما تعليقك على قتل المصلين في المساجد؟
جريمة نكراء لم يحدث لها مثيلا في التاريخ، وعملوا على إزدراء جميع الأديان كلها، وليس الإسلام وحده، لأن المسجد الذي اقتحموه هو الذي التقى فيه جميع الرسل خلف الرسول صلى الله عليه وسلم، فهم قوما ازدروا جميع الأديان.
** أخيرا.. وجه رسالة للعرب والمسلمين التي يشاهدون الاعتداءات على القدس؟
يجب عليهم أن يلتفوا ويعتصموا بحبل الله جميعا، وأن يعملوا على درك هذا الخطر؛ لأنه لو استشرى سيعد للدنيا حربا عالميا أخرى.