فسر القرآن الكريم حكم من وقع عليها دم الحيض أو الدروة الشهرية في نهار رمضان، ولا يجوز إخراج أي أمول من قبل السيدات عن هذه الأيام التي وقعت عليها الدورة الشهرية خلالها، نظرا لقول الله تبارك وتعالى: « فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ»، لكن هناك بعض الأمور وضحها الفقهاء والعلماء المتخصصين في هذا الشأن، بأنه يجوز للمرأة التي وقع عليها الحيض أن تخرج أموال بديل الصيام في حالة إذا كانت تعاني من مرض مزمن وليس مؤقتا، تخرج قيمة إفطار وسحور عن كل يوم فاتها في نهار رمضان لكي يتقبل الله منها صيامها وعدم السؤال عليها يوم القيامة.
شهرين متتابعين
قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف السابق، والمشرف على الفتوى بالأزهر الشريف، إن المفطر في رمضان إن كان متعمدا، كمن جامع زوجته في نهار رمضان، أو أكل أو شرب بلا عذر وهو متذكر للصيام، وهذا يلزمه عن كل يوم أفطره صوم يوم للقضاء، وشهرين متتابعين بعده كفارة، لافتًا إلى أنه يشترط أن يكون الصوم متصلًا، فإن عجز عن الصوم لضعف بدن أو مرض ونحوهما أطعم عن كل يوم ستين مسكينا للكفارة إضافة ليوم القضاء.
وأضاف شومان في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن المفطر إن كان أفطر أو أفطرت لعذر كسفر أو مرض، أو حيض أو نفاس، أو رضاع فإن كان قادرا أو قادرة على الصيام بدلا عن الأيام التي أفطرها، فلايقبل منه إلا الصوم لقوله:«فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر»، ولايشترط أن تكون أيام القضاء متواصلة بل يجوز تفريقها في السنة كلها حتى شعبان المقبل.
الفدية مقدار وجبتين
وأشار إلى أن المفطر إن كان غير قادرا على الصيام ككبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة، والمرأة التي أفطرت للحمل وهي ترضع طفلها ولو صامت حتى متفرقا سيؤثر الصوم على طفلها، فطالما عجز صاحب العذر عن القضاء قبل نهاية شعبان المقبل، فالواجب عليه الفدية، وذلك لقوله تعالى: «وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع فهو خير له»، لافتا أن الفدية مقدار وجبتين بحسب حال الأسرة من الغنى والفقر، وكلما زاد الشخص فيها كلما كان أفضل كما نصت الآية.
إخراج أموال
قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إنه لا يجوز للسيدات اللاتي وقع عليهن الحيض أو الدورة الشهرية في رمضان بإخراج أمولا بديله عن هذه الأيام، نظرا لقول الله عز وجل في كتابة: «أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ ۚ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ۚ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ ۖ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ».
القرآن واضح وصريح
وأضاف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن القرآن جاء في هذا الأمر واضح وصريح، ولا يجوز أي إفتاء في هذا الأمر غير الذي جاء به القرآن في هذا الأمر، لافتا أنه يجوز إخراج الأموال لمن وقع عليها الحيض أو الدورة الشهرية إذا كانت مريضة مرض مزمن، وفي هذا الأمر يجوز أن تخرج أموال، لافتا أنه في حالة إذا كان المرض غير مزمن ومؤقت فعليها أن تنتظر انتهاء المرض وتقضي ما فاتها من أيام في نهار رمضان، مشيرا إلى أن من وقعت عليها الحيض في رمضان ولم تقضي الأيام التي قامت بالفطار فيها مثواها جهنم.
إفطار وسحور عن كل يوم
في السياق ذاته، أكد الدكتور سيد الهادي من علماء الأزهر الشريف، لـ«دار الهلال»، إن من وقع عليها الحيض في نهار رمضان إذا كانت قادرة على القضاء تقضي الأيام التي وقعت عليها، لافتا أنه إذا كانت غير قادرة تطعم مسكين عن كل يوم، مشيرا أنه فى هذه الحاله يجوز أن تخرج قيمة إفطار وسحور عن كل يوم فاتها في نهار رمضان.