فترة ليست بالقليلة عانت خلالها الفنانة نادية العراقية من المرض وأزمات صحية ألمت بها حتى خسرت معركتها الأخيرة مع فيروس كورونا وتوفيت صباح اليوم، وقبل شهور من الآن أجرت بوابة "دار الهلال" حوارًا معها تطرقت فيه في الكشف عن حالتها الصحية وغيابها عن الساحة الفنية في الفترة الأخيرة، ومعاناتها من البطالة الفنية وعن بدايتها الفنية في العراق.
_ في البداية حدثينا عن حالتك الصحية؟
انتشرت شائعات عن تدهور حالتي الصحية لكن أنا الحمد لله متواجدة في البيت، وبالفعل مريضة وأعاني من مرض السكر الذي يرتفع بسبب مروري بحالة نفسية سيئة تصيب الفنان بسبب معاناته من الجلوس في المنزل والعمل بالنسبة لي ليس مسألة ماديات على قدر ما هو مسألة معنويات والفن هو مهنة الفنان التي يقدم من خلالها ما يسعد الناس.
_ لماذا إذن لم تطرقي باب المخرجين عملا بالسعي؟
عندما يسألني جمهوري عن سبب غيابي أرد بأن الأمر ليس بيدي أما بالنسبة للمخرجين فقد تواصلت مع بعضهم عن طريق السوشيال ميديا، ولكن لأحد يستجيب لي، ولست وحدي من تعاني من قلة العمل، وهناك مئات المبدعين من ممثلين ومخرجين وكتاب كبار من "شهداء المهنة" البعض من داهمهم المرض بسبب قلة العمل وماتوا وكانوا يخبروني قبل وفاتهم بعدم الذهاب وطرق أبواب شركات الانتاج من أجل العمل حفاظا على كرامتهم خاصة أن من بينهم أسماء ذات تاريخ فني.
_ هل تعرضتي لموقف سبب لكي بعض المضايقات في الفترة الأخيرة؟
نعم في إحدى المرات ذهبت لعمل "كاستينج" لمسلسل وكنت أعتقد أنه خاص بنا نحن الفنانين المعروفين حتى نعرف من خلاله أدورانا ونقوم بالتوقيع على العقد الخاص بالعمل، ولكن أكتشفت أن المسؤول يطلب مني قراءة مشهد أمام الكاميرا في وجود مجموعة من الشباب صغار السن وعندما أخبرته أني فنانة معروفة وعملت بالفن في العديد من الأعمال وأن هذه الطريقة لا تناسبني كان رده أن بعض المخرجين الجدد لا يعرفون القدامى أمثالي.
_ هل ليست هناك طريقة آخرى للعمل غير ذلك؟
هناك مسلسلات نكتشف فجأة ظهورها دون أن نعرف وكأنها تصور في السر وفي جو من الكتمان الشديد في السابق كنا نعرف ويتم إبلاغنا بالمسلسلات ونقدم نفسنا ويتم اختيارنا بناءا على الدور المناسب لكل شخصية.
_ ما هي آخر أعمالك الفنية التي قدمتيها ومنذ متى تعاني من أزمة البطالة الفنية؟
بعد مسلسل الزوجة الرابعة في عام 2011 لم أقدم أي أعمال سوى 5 مشاهد فقط في مسلسل "اتنين في الصندوق" مع حمدي الميرغني في رمضان 2020، وأنا فنانة لا تعنيني مساحة الدور وأستطيع أن أترك بصمة في أي عمل أشارك به حتى لو كان مشهدا واحدا.
_ هل تأثرت صحتك بسبب هذه المعاناة والتجاهل من قبل المخرجين بهذا الشكل؟
نعم تعرضت مرتين لـ"جلطة" في العين وخضعت لـ 4 عمليات وحاليا أعالج من قرحة بالقدم ناهيك عن الاكتئاب وأخشى النزول إلي الشارع ومقابلة الناس، ولست حزينة فقط على نفسي ولكن تشمل قائمة حزني عدد كبير من زملائي من فناني الزمن الجميل الذين يعانون من البطالة والتجاهل.
_ في إعتقادك ما الأسباب التي جعلت بعض الفنانين الكبار يعانون من البطالة والتجاهل على حد قولك؟
فضل بعضهم المكوث في في البيت لعدم وجود التقدير أو الماديات في بعض الأعمال يحصل الفنان بطل العمل على نصيب الأسد من الميزانية بينما يوزع جزء ضئيل على باقي العاملين أحيانا أذهب للعمل في مسلسل مقابل أجر زهيد يتم صرفه على الملابس والمواصلات.
_ ماذا عن أبنائك وهل لهم ميول فنية؟
نعم "أدهم" ابني يبلغ من العمر 27 عاما، ودرس التمثيل في عدة ورش، وبالرغم من انه وسيم ويمتلك مقاومات تؤهله للعمل مع ذلك لا أحد يختاره في أدوار تحتاجها الدراما، وبنتي"مي" تدرس بمعهد الفنون المسرحية في قسمي الديكور والتمثيل وتعاني مثل شقيقها من قلة فرص العمل وكأن "لعنة نادية العراقية" طالتهم.
_ في رأيك ما العائق في عدم منحهم فرصة للظهور؟
الفن إبداع ولابد من أن تتوافر في الممثل الموهبة ثم يليها الشكل والتواجد وأنا أرى هذه الشروط تتوافر في أبنائي ولديهم الكثير من المقاومات إذن لماذا لا ينالوا فرص ممن تتاح إلي أبناء الممثلين الذين يعملون حاليا في الوسط الفني، وأنا لا أفرض أحد من أبنائي وهو فاشل بالعكس أرى أنهم موهبين ولديهم كل امكانيات الممثل من ثقافة وشكل وموهبة.
_ ماذا عن بدايتك الفنية في العراق؟
أول بداياتي في العراق كانت مسرحية اسمها"السبحة كملت" وكانت أول بطولة مطلقة على مسرح المنصور ومن بعدها توالت البطولات في المسرح، وحصلت هناك على لقب فنانة قديرة، بالرغم من قلة أعمالي في التليفزيون، وحتى الآن يتواصل البعض معي من أجل تقديم أعمال ولكني أفضل العمل في مصر.
_ من هم اصدقائك من الوسط الفني وهل أحد يتواصل معك؟
لا أحد يتواصل معي وكنت أنا التي تبدأ بالسؤال عنهم في حالة مرور أحدهم بظروف مرضية، ولكن في الوقت الحالي لا يسأل عني أحد ولا يوجد لي أصدقاء من داخل الوسط الفني في الماضي كنت أرتبط بصداقات مع عدد منهم وانقطعت علاقتي بهم بعدما صاروا من نجوم الكبار ذات الأسماء الرنانة ومع الوقت اختفوا جميعا من حياتي.
_ هل تحبين توجيه رسالة سواء للمخرجين أو الكتاب أو المنتجين؟
أحب أن أوضح لهم أن السبب الرئيسي في رغبة الشديدة للعمل ليس بسبب المقابل المادي ولكن لحبي للفن والتمثيل الذي هو مهنتي التي لا أعرف غيرها أود العودة بكرامة وعزة نفس من أجل الجمهور الذي يسألني دائما عن سبب غيابي ونفسه يراني على الشاشة التي فارقتني من مدة طويلة مثل غيري من الفنانين الذين يجلسون في بيوتهم وهم قامة كبيرة لهم ثقل فني وأسماء كبيرة.