خطوة هامة شهدها السودان خلال الساعات الماضية لدعم مسيرة التنمية والبناء فيه، من خلال إسقاط فرنسا نحو 5 مليارات دولار من الديون السودانية، فيما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي مشاركة مصر في المبادرة الدولية لتسوية ديون السودان، وهي خطوة وصفها سياسيون بأنها إيجابية تدعم مسيرة التنمية والإنتاج في المرحلة الانتقالية في السودان، وهو أمر تحرص عليه مصر، مؤكدين أن مصر تقف في خندق واحد مع القيادة السودانية لنجاح المرحلة الانتقالية.
كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أعلن شطب بلاده ديون السودان البالغة 5 مليارات دولار، موضحا أن فرنسا تؤيد إلغاءً كاملًا لديون السودان، وأنهم يتوقعون أن يؤكد صندوق النقد الدولي ذلك في نهاية يونيو المقبل.
فيما أكد الرئيس السيسي مشاركة مصر في مبادرة تسوية الديون السودانية، وذلك من خلال استخدام الحصة المصرية لدى صندوق النقد الدولي، لمواجهة الديون المشكوك بتحصيلها، كما دعا السيسي إلى مساندة جهود السودان في برامج نزع السلاح، وتسريح المقاتلين، وإعادة دمجهم، مؤكدا أن استقرار السودان جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والمنطقة.
دعم التنمية في السودان
وفي هذا السياق، قال السفير محمد الشاذلي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن السودان بدأ مرحلة انتقالية بعد معاناة شديدة له ولشعبه، والدين العام الخارجي للسودان وصل إلى نحو 30 مليار دولار، وهو يساوي تقريبا 100% من الناتج القومي، ويضع عبء ثقيل على الدولة في مجال التنمية والإنتاج وبناء البنية التحتية، فكان لا بد من دعم للسودان في هذه المرحلة.
وأوضح في تصريح لـ"دار الهلال"، أن المبادرة الفرنسية بإسقاط نحو 5.5 مليار دولار من الديون السودانية هي خطوة إيجابية، خاصة أن فرنسا هي أكبر دائن للسودان في مجموعة نادي باريس، مضيفا نتعشم ان تساهم دول أخرى في هذا الأمر، حيث أن مصر ستساعد في حصتها في البنك الدولي في رفع المعاناة عن السودان.
وأشار إلى أن هناك ضرورة ملحة لدعم السودان في هذه المرحلة الدقيقة حتى يعود إليه الاستقرار والأمن والقدرة على البناء والتنمية، مضيفا أن مصر لم تتوان عن دعم السودان في أي وقت والمبادرة في الإسهام بحصتها في البنك الدولي هي واحدة من خطوات عديدة، فهناك دور للشركات المصرية والقطاع الخاص في عمل الدؤوب في السودان لبناء البنية التحتية وإعادة هيكلة الاقتصاد السوداني بعد فترة من العزلة والمقاطعة الدولية.
وأكد الشاذلي أن السودان تعرض للمقاطعة الدولية بسبب وضعه في قوائم الإرهاب، فيما لعبت مصر دورا كبيرا في رفع اسم السودان من هذه القائمة وهو ما كان له تأثيرا هاما في دعم الاستقرار في السودان.
إنجاح المرحلة الانتقالية
ومن جانبه، قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن قرار فرنسا إسقاط نحو 5 مليارات دولار من ديون السودان، هو خطوة هامة ومثال يحتذى به لدى كل الدول الأخرى، مضيفا أن الحكومة البريطانية فعلت المثل، وكذلك أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر ستشارك في المبادرة الدولية لتسوية ديون السودان، وذلك من خلال استخدام مواردها في صندوق النقد الدولي، للإسهام في خفض المديونية الخارجية للسودان.
وأكد هريدي، في تصريح لـ"دار الهلال"، أن هذه الخطوات والإجراءات مطلوبة وهامة وضرورية من أجل إنجاح المرحلة الانتقالية في السودان الذي عانى من فترة صعبة من الاضطرابات وعدم الاستقرار وآن الأوان أن يبدأ مرحلة الاستقرار والبناء والتنمية وتلبية تطلعات الشعب السوداني.
وأشار إلى أن مشاركة الرئيس السيسي تحمل أهمية كبرى في ظل ما يربط مصر والسودان من علاقات تاريخية وأزلية، ومصر تهتم بشكل كبير باستقرار الأوضاع في السودان سواء سياسيا أو أمنيا أو اقتصاديا أو اجتماعيا، في إطار الترابط بين البلدين على المستوى الرسمي والشعبي، فكلا البلدين امتدادا للأمن القومي للآخر.
وأكد أن مصر تقف في خندق واحد مع القيادة السودانية في إنجاح المرحلة الانتقالية والوصول إلى نظام ديمقراطي يلبي تطلعات الشعب السوداني.