كلمات مؤثرة تنم على حب كبير للفنان سمير غانم الذي يرقد حاليا في إحدى المستشفيات وتصحبه ملايين من دعوات محبيه كتبها على حسابه عبر "فيسبوك" الكاتب يسري الفخراني إذ وصف "غانم" بالضاحك المُضحك.
قال "الفخراني": "أعتقد أن كَنز سمير غانم الحقيقي هو عدد الضحكات التي منحها لملايين المشاهدين طوال مشواره مع فن الكوميديا، عبقرية سمير غانم أنه أخلص عمره كله لمهمة إنسانية واحدة هي إسعاد الناس، رجل أهدى للبشرية مليار ضحكة وأكثر، أزال الهموم بفن الضحك الذي عاش له وهو يؤمن أنه طبيب يشفي القلوب أو كاتب يحمل أزمات الناس أو محامي يدافع عن حق الجميع في البهجة والمرح.
أُحب هذا المخلص لرسالة الضحك، وهو الوحيد الذي تفاني عن حب وضمير في مهمته دون أن تجف موهبته أو يفتر حماسه أو يمل من أدواره الهزلية التي أداها ببراعة واقتناع.
عرفت سمير غانم الساخر من كل التفاصيل اليومية التي تمر بنا، ولم أعرف سر قدراته الخاصة على استخلاص الضحك من الحزن والسعادة من الألم.
وعن الكوميديا، فأن سمير غانم فنان ليس مفتعلا، هو بسيط للغاية، بسيط لدرجة مذهلة من نقاء القلب، مُضحك حتي في صمته، وهو علي مدي ستين عاما منذ أمسك طرف خيط الضحك كان جادا في مهمته دون تراجع.
جاء سمير غانم الضاحك المُضحك عفوي المزاج صافي الموهبة متدفق التلقائية ليصنع الكوميديا الصارخة.. له في قلب كل واحد فينا دَين بضحكات كثيرة في أوقاتنا الصعبة.. وكنت أفكر كيف يمكن أن نرد لمن أسعدنا بعض من السعادة ؟ إنني أتمني من تلاميذ سمير غانم أن يقتطفوا أجزاء من أعماله الجميلة ويصنعون بها ليلة يعيدون فيها تقديم مشاهده أمامه، ويلتفون حول هذا الفنان الذي لن يتكرر يسعدوه ليلة كما أسعدنا ألف ليلة وليلة.
ويُعد سمير غانم حالة كوميديا خاصة جدا لم تتكرر كثيرا في العالم، وهو واحد من أهم ممثلي الكوميديا في القرن العشرين، واستعراضات فوازير فطوطة التي قدمها مع المؤلف عبد الرحمن شوقي والمخرج فهمي عبد الحميد لا يمكن لغيره أن يمزج خفة الدم والبساطة والغناء والاستعراض والتمثيل في عمل فني مكتمل التفاصيل. وكنت أفكر مرة أخري.. لماذا لا نُطلق اسم سمير غانم علي شارع مسرح الهوسابير الذي أفني عمره علي خشبته، ولماذا لا تعطي وزارة الثقافة اسم سمير غانم لمسابقة اكتشاف مواهب في فن الكوميديا؟ الضحك هو أصعب الفنون، ومع ذلك لم نمنح من أخلصوا له ما يستحقونه وعبقرية سمير غانم أنه لم يشعر يوما أن ممثل الكوميديا درجة ثانية بالعكس هو أصر علي أن يجعل الكوميديا والضحك فنون راقية رفيعة المستوي.. شكرا سمير غانم