السبت 18 مايو 2024

كيف قرأ العسكريون حضور السيسى مؤتمر «باريس لدعم المرحلة الانتقالية فى السودان»؟

الرئيس عبدالفتاح السيسي

تحقيقات21-5-2021 | 18:45

أحمد رشدي

جولات خارجية عديدة أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي، للدول الأوروبية، انتهت هذه الجولات بمؤتمر «باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان»، وقمة تمويل الاقتصاديات الإفريقية، اللذين عقدا يومي ١٧ و ١٨ مايو الجاري، بحضور عددا من روؤساء الدول، تضمنت مناقاشة بعض القضايا المتعلقة بالدول العربية، أبرزها السودان وفلسطين، وهو ما أوضح موقف مصر من ناحية الدول الشقيقة، واهتمامها البالغ بهما.

زيارة كانت موفقة

قال اللواء أحمد زغلول، مساعد مدير المخابرات الحربية السابق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي للعاصمة الفرنسية باريس والمشاركة في مؤتمر «باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان»، وقمة تمويل الاقتصاديات الإفريقية، اللذين عقدا يومي ١٧ و ١٨ مايو الجاري على التوالي كانت زيارة كانت موفقة جدا لأنها جاءت في توقيت حاسم ومهم، خاصة في ظل الأحداث التي تمر بها المنطقة العربية، لافتا أن هذا يؤكد على مكانة مصر على الساحتين العربية والدولية.

رسالة إلى القارة الإفريقية 

وأضاف زغلول في تصريح لـ «دارالهلال»، أن المؤتمر كان مهما ورسالة إلى القارة الإفريقية مفادها أن مصر دائما مع السودان في المحن التي تمر بها، بالإضافة إلى أنها جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مؤكدا أن مصر استعادت دورها القيادي والريادي للقارة السمراء بعد سنوات النسيان والتجاهل للدول الأفريقية أيام الرئيس الراحل حسني مبارك.

وأوضح أنه منذ أن تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الإفريقي عام 2019 وهناك تحول جذري في منصب رئيس الاتحاد الإفريقي حيث كان على أرض الواقع منصبا شرفيا، وتحول إلى دور محوري، أصبحت مصر دولة محورية لها مكانها ومكانتها ودورها المحوري على المستوى الإقليمي والدولي.

الأوضاع في الأراضي الفلسطينية

وأشار إلى أهمية نتائج القمة الثلاثية التي عقدت بشأن تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، بقصر الإليزية في باريس بمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية حيث أعلن السيسي تقديم مصر 500 مليون دولار لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة، بعد العدوان السافر من الكيان الصهيوني نتيجة الأحداث الأخيرة، حيث تشارك الشركات المصرية المتخصصة في تنفيذ العملية.

إصلاح الموقف الاقتصادي للسودان

قال اللواء سمير فرج، الخبير الاستراتيجي ومدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لباريس مهمة جدا، لأن السودان تمثل الأمن القومي المباشر لمصر، واستقرارها يعني استقرار مصر، لافتا أن أي اضطرابات في السودان تصدير هذه اضطرابات لمصر، لذلك الرئيس السيسي كان مهتم جدا بضرورة إصلاح الموقف الاقتصادي للسودان، وعلى المستوى الدولي نجحت جهود مصر في استبعاد السودان من القوائم الإرهابية، وأصبحت قادرة على التعامل بشفافية كاملة مع كافة المؤسسات الدولية التي كانت محرومة من التعامل معها في الفترة الماضية.

وأضاف فرج في تصرحات خاصة لـ«دار الهلال»، أنه بجهود مصر في مؤتمر دعم السودان في باريس برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبمشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي نجحنا في إسقاط العديد من ديون السودان لدى صندوق النقد الدولي، التي وصلت إلى ٦ مليار دولار، وأيضا حصلت السودان على دعم كبير من دول العالم لتنمية الاقتصاد السوداني، وكانت هذه خطوة كبيرة لتحقيق الأمن القومي المباشر لمصر.

الدور المصري في إفريقيا

وأكد أنه منذ أن عادت مصر للاتحاد الأفريقي بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي - بعد أن كانت عضويتها مجمدة في عهد الأخوان- وفي السنة التالية للعودة أصبحت مصر رئيسا للاتحاد الإفريقي، ومن وقتها بدأ الرئيس السيسي يعيد اتصالات مصر وعلاقتها بالدول الإفريقية والتي شابها بعض الفتور بعد محاولة اغتيال أيام الرئيس مبارك، إلى أن عاد الدور المصري في إفريقيا كإحدى دوائر الأمن القومي المصري، خاصة في ظل العلاقات التاريخية والمصالح الحيوية بين مصر ومحيطها الإفريقي.

موقفا جديدا لمصر

وأشار أن مصر تسعى لاستعادة دورها التاريخي في القارة الإفريقي، لافتا إلى حرص الرئيس السيسي الذي التقى بعض الرؤساء الآفارقة في مؤتمر دعم اقتصاديات الإفريقية، وهذا الحرص والاهتمام حقق موقفا جديدا لمصر حيث عادت بقوة لزعامة أفريقيا كما كانت من قبل، خاصة مع دول حوض النيل في الفترة الأخيرة.

الاكثر قراءة