قال الدكتور وليد هندي، إنه تعرف على الفنان الراحل سمير غانم منذ نحو عشرين عاما، مشيرًا إلى أنه التقى به لأول مرة بالمملكة العربية السعودية، وفي مطلع القرن الحالي كانت السعودية تنفتح على الفن، وكانت تستضيف بعض نجوم الفن المصري ومنهم: أحمد بدير، والمنتصر بالله، من أجل تنفيذ فكرة مسرحيات بسيطة للأطفال، وكان الراحل سمير غانم في طليعة الفنانين المشاركين بهذا العمل.

وتابع: "بطبيعة فإن الراحل باعتباره من كبار الفنانين كان يسكن وقتها بأحد أكبر الفنادق في المملكة، ومن هنا كان لقائي الأول به، ومنذ هذا الوقت أصبحنا نلتقي يوميا في الخامسة عصرا لتناول الغداء معا".

 

تناول الوجبات المصرية

وأشار الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، وأحد أصدقاء الفنان الراحل، في تصريحات لـ«دار الهلال»، إلى أن سمير غانم كان حريصًا على تناول الوجبات المصرية الشعبية، التي لم يتناولها من قبل، كما كان يرفض تناول الغداء دون باقي أعضاء الفرقة بالكامل.

 

 

علاقته بطلعت زكريا

وأضاف استشاري الصحة النفسية، أن سمير غانم كان ينشر السعادة والضحك كما هو معروف عنه،  وكان يجيد الارتجال حيث يستطيع خلق الضحكة، وكان يتميز ببعض الصفات كسرعة البديهة من ضمن الكثير من السمات الشخصية التي تميز بها، وطلب منه خلال وجودهما بالسعودية، اصطحابه إلى المستشفى التي يعمل بها لعمل فحوصات كاملة، ووافق بشرط اصطحاب كامل طاقم العمل المصاحب له، وكان من ضمنهم الفنان طلعت زكريا.

وأشار إلى أنه أثناء الفحص تبين أن الراحل كان يعاني من مشكلة ما بالركبة، "اضطررنا إلى استيرادها من ألمانيا لعدم توافرها في الشرق الأوسط، وفي البداية كان خائفًا من الحقن بها ولكنه بعد تشجيع استمر عليه حتى لقي ربه".

وتابع: "بدأت العلاقة بيننا تتعمق أكثر شيئا فشيئا، حيث طوال فترة تواجد الفنان بالمملكة كنا نسهر بشكل شبه يوميا، وأحيانا كان يستدعي الأمر أن يبيت عندي الفنان في حال كانت السهرة طويلة".

 

عمرة في بيت الله الحرام

وتابع هندي حديثه: "أثناء تواجدنا في المملكة طلب الراحل مني الذهاب معه لعمل عمرة لبيت الله الحرام وزيارة نبيه محمد عليه السلام، وما تزال الصورة الملتقطة لنا بجانب الكعبة موجودة حتى الآن، التي كان يحرص على وضعها بغرفته الخاصة داخل المسرح".

 

فيلسوف عظيم درس في كلية الشرطة

وأكد استشاري الصحة النفسية، أنه كان يجلس مع الفنان سمير غانم في وقت شجن، فكان يخرج جانبه الفلسفي، فتستشعر من حديثه أنك أمام فيلسوف عظيم، وهذا نتيجة ما مر به في حياته، حيث تألم كثيرا أثناء دراسته بكلية الشرطة، ولكن سقوطه من على ظهر الحصان في يوم ما حال دون أن يستمر في الكلية بسبب المشكلة التي لحقت بظهره نتيجة هذا السقوط، ومن هنا حول الراحل مسار دراسته وانتقل للدراسة في مجال آخر، ومن ثم التحق للعمل بالمسرح، كما كان والده ضابطا ومأمورا بإحدى محافظات الصعيد، وكان دائم التنقل نتيجة لظروف عمله التي تفرض عليه ذلك، وكان لذلك أيضا تأثيرا كبيرا في حياة غانم.

تزوج 3 سيدات

وأوضح أنه من ضمن الأسرار التي حكاها له سمير غانم أنه كان متزوجا من ثلاث سيدات، وكانت الفنانة دلال عبدالعزيز هي الثالثة، والغريب أن الأولى كانت صومالية.

وقال الدكتور وليد هندي: "من المواقف التي لا يعلمها أحد عن سمير غانم أنه أثناء مرض شقيقه كان سمير يعمل وينفق كل أجره عليه بكل جسارة وشهامة".

موقفه مع المخرجين

وعن العمل معه كان الفنان سمير غانم يحكي لي أنه لا أحد يستطيع العمل معه من المخرجين إلا القليل، مشيرا إلى موقف حدث معه ومع المخرج محمد عبدالعزيز في فيلم «يا رب ولد»، أن نصف الفيلم لم يكن بالسيناريو ومنهم مشهد «أنت تعيش يا حاج».

وقال صديق الفنان الراحل: "كان لذكاء سمير غانم دور كبير في حياته الفنية، حيث إنه ذات مرة وأنا أحضر معه مسرحية وأنا على علم بالسيناريو الخاص بها إذ تخطى جزءًا من المسرحية ولما سألته بعدها أجاب قائلا: " ارحموا من في المسرح يرحمكم من في السماء"، وكان تخطيه للمشهد هذا نتيجة عدم تفاعل الجمهور معه بالضحك وقتها".

وأوضح أنه كان من محبي مشاهدة الأفلام الأجنبية ومناقشتها وتحليلها من كل الجوانب.

وجدير بالذكر أن سمير غانم توفي يوم الخميس الماضي بأحد المستشفيات الخاصة في القاهرة عن عمر ناهز 84 عامًا، بعد إصابته بفيروس كورونا المستجد