خرجت السيدة مريم العذراء من فلسطين حاملةً السيد المسيح حيث كان لا يزال طفلاً صغيراً تمطى دابة ويرافقهما يوسف النجار ، متجهةً الى مصر هرباً من بطش الملك هيردوس الذى كان يقتل الأطفال فى بنى اسرائيل خوفاً من أن يرث أحدهم الملك منه ، وخلال الرحلة مرت العائلة المقدسة فى مصر بـ 30 موقعا يعتبر كُل منها بقعة مقدسة لمسيحى العالم بدايةً من العريش بسيناء مروراً بابليون (القاهرة القديمة) وصولاً الى الديرالمحرق بأسيوط حيث مكثوا به 190 يوما ، وبعد أكثر من ثلاث سنوات قضتها العائلة المقدسة فى مصر ذهابا وإياباً عادت الى فلسطين مرة آخرى حيث جاءت البشارة الى يوسف النجار بوفاة هيردوس ، وتحقق قول الكتاب المقدس«من مصر دعوت ابنى» ، وخلد الزيارة إنجيل متّى.

 

مشروع وزارة السياحة

وكانت وزارة السياحة لديها مشروعاً منذ عام 2005 لمسار رحلة العائلة المقدسة بهدف جذب السياحة الدينية ، الإ أنه تعطل عقب قيام ثورة 25 يناير 2011 ، ولكن الآن بدأ إحياء المشروع مرة آخرى بهدف وضع مصر على خريطة السياحة العالمية ومحاولة إستعادة السياحة كما كانت عليه قبيل 2011 ، واعتمادًا على المسار المحدد من قبل الكنيسة الأرثوذكسية، والمعتمد من البابا تواضروس الثانى .

 

دعم بابا الفاتيكان للسياحة الدينية بمصر

ودعم عودة المشروع بقوة زيارة بابا الفاتيكان مؤخراً الى مصر ، حيث كان لحديثه عن مسار العائلة المقدسة بمصر صدى واسعاً على مستولى العالم ، وتم تغطيته من قبل 130 قناة فضائية، و38 موقعًا إخباريًا عالميًا ، وذكر البابا "إنى لسعيد حقًا أن آتى كصديق ومرسل سلام وحاج على الأرض التى قدمت منذ أكثر من ألفي عام ملجأ وضيافة للعائلة المقدسة التي هربت من تهديدات الملك هيرودس، ويشرفني أن أزور الأرض التي زارتها العائلة المقدسة".

 

مسار رحلة العائلة المقدسة

وبدأت رحلة العائلة المقدسة من فلسطين الى العريش بسيناء حتى بورسعيد ، الى قلب الدلتا ، شرقها وغربها، المطرية، المعادى، مصر القديمة، الى قرية درنكة بصعيد مصر ، وحرصت خلال العودة على إتخاذ طريق آخر إنحرف بهم إلى الجنوب قليلاً حتى جبل أسيوط المعروف بجبل درنكة مرورا بوادى النطرون والدلتا وسخا ثم وصلوا الى مصر القديمة ثم المطرية ثم المحمة ومنها الى سيناء ثم فلسطين، أى حوالى ألفى كيلو متر كانت وسيلة مواصلاتهم الوحيدة ركوبة ضعيفة الى جوار السفن احيانا فى النيل قاطعين معظم الطريق مشياً على الاقدام محتملين حر الصيف وبرد الشتاء .

وتعد مصر البلد الوحيد التى زارها السيد المسيح خارج فلسطين فقال فيها "مبارك أرض مصر مبارك شعب مصر" ، كما حددت الكنيسة المصرية الدير المحرق وكنيسة المهد وكنيسة هيرودوت وشجرة المطرية ، ثلاثة مناطق بوادى النطرون، وكنيسة أبو سرجة بمصر القديمة، وكنيسة العذراء بالمعادى ، ثم جبل الطير، ودير المحرق، ودير العذراء ، درنكة ، كما يوجد حجر مطبوع عليه قدم السيد المسيح، وآبار مياه، وأشجار استظلت تحتها العائلة المقدسة.

 

خبراء السياحة : المشروع يضع مصر على خريطة السياحة العالمية

وقال محمد الصياد ، وكيل وزارة السياحة ، وعضو هيئة تنشيط السياحة سابقا " زيارة البابا مهمة جدا للسياحة المصرية ، ويوجد 30 مزارا سياحيا لرحلة العائلة المقدسة بمصر ، وعدد مسيحى العالم 3.5 مليار مسيحى إذا جذبنا 10% فقط منهم فذلك يعنى قدوم 35 مليون سائح على أقل تقديرات هيئة تنشيط السياحة ، ويضع مصر على خريطة السياحة العالمية ، وينبغى ترويجها بالمعارض ومؤتمرات والمهرجانات الدولية واستضافة المشاهير وأفلام وثائقية وتسجيلية لرحلة العائلة المقدسة بالتعاون بين السياحة والثقافة والكنيسة".

وتابع "لابد من توفير البنية التحتية لإستيعاب العدد الكبير من طرق وكبارى وكهرباء ومياه وفنادق مخفضة التكاليف بدلاً من الفايف ستارز مثل فنادق أوربا لأن السائح يحتاج غرف صغيرة ونظيفة ورخيصة ".

وقال عصام على، الخبير السياحى "الإهتمام برحلة العائلة المقدسة كسياحة دينية يعتبر إضافة لمقومات السياحة المصرية المتنوعة ، وتتأثر بها دول شرق أوربا وجنوب شرق آسيا بسبب زيادة نسبة المسيحين بهم خاصة ألمانيا وإيطاليا وفرنسا ، وجرى التركيز على 8 مواقع ضمن 30 موقع لمسار العائلة المقدسة ، ومن المتوقع أن يشهد المشروع رواجا كبيرا عام 2020 لأن فترة 36 شهراً كافية للدعاية ، والمشروع على غرار سياحة الحلال بتركيا كسياحة دينية ، وسيجذب المسيحين كبار السن للحج بمصر ونحن تأخرنا بالإعلان عنه ".

وذكر "يوجد 26 سوق سياحى عالمى يجب التركيز عليها ، وضع مواقع العائلة المقدسة على موقع أكسبيديا وهو موقع أطلقته هيئة تنشط السياحة داخل الأوساط الأوربية بهدف الاستحواذ على 50% من السياحة الأوربية ، والدعاية بوسائل الاعلام العالمية كالصحف والفضائيات الأكثر إنتشاراً ، وملصقات وإعلانات بمترو الأنفاق داخل الدول الأجنبية ، وداخل الكنائس والأديرة ، ومجموعة أفلام تسجيلية ومعارض وكلها تكلفتها بسيطة ، ويجب إطلاق قناة وصحيفة متخصصة للسياحة موجهة للدول الأجنبية موضح بها أرقام المكاتب بالدول والبيانات كاملة ، كما يجب وضع مواقع العائلة المقدسة على موقع التأشيرة الذي سينطلق يونيو المقبل ".

ولفت " زيارة البابا دعم للسياحة قبيل الموسم الصيفي ودعاية مجانية لمصر وتزامنا مع قرب الإنتهاء من الموسم الدراسى بعدة دول أجنبية ، وفرصة لاستعادة السياحة الإيطالية بعد واقعة جوليو رجينى ، والتى حققت عام 2004 أكبر وفود لمصر بمليون سائح يركزون - بالترتيب - على مرسى علم وشرم الشيخ والغردقة ".

وطالب وزارة السياحة باعادة فتح الـ 18 مكتب بالخارج التى تم غلقها حيث لم يتبقي لنا سوى 8 مكاتب فقط لا تتناسب مع 256 دولة بالعالم ، حتى لا نعطى الفرصة للدول المنافسة كتركيا ودبى وتونس والمغرب للسيطرة على السوق السياحى المصرى.