الثلاثاء 24 سبتمبر 2024

الأوتوموبيل .. ياجميل محلاك .. طير مع صاحبك وأنا وياك

8-5-2017 | 09:21

كتب : يحيي تادرس

من فينا الذي لا يحب اقتناء عربة - أو قديما «أوتوموبيل» ؟

... ببساطة أنا لا أحب اقتناءها خاصة بعد أن تعرضت لحادث من إحداها- أصابت قدمي برضوض لازلت أعاني منها حتي اليوم...

....

وفي كل صباح نقرأ عن حوادث مدمرة فى الطرقات نتيجة السرعة الفائقة والتهور وعدم الإلمام بفنون القيادة..

و..... رغم ازدحام الشوارع الخانق - لا تزال «أرتال» السيارات تصل الموانئ بأسعار فلكية..

...

الأوتوموبيل:

في أفلامنا القديمة - من فضك- نشهد شوارع خالية واوتوموبيلات من أحدث طرز العصر تتحرك بسهولة.

و.... عربات تاكسي:

أتذكر أحد أفلام النابلسي- وهو يرتدى زيا راقيا وكاسكيت ويقوم بتنظيف التاكسي - بعد كل «زبون».

ولم يكن هذا خيالاً.. بل حقيقة سنعرف فوراً أصلها

...

في نفس تلك الأفلام نستمع ونشهد لعدة أغنيات تحت في بالاتوموبيلات «وهي لفظة أكثر رقة من السيارات»

- يااتوموبيل ياجميل محلاك

نور الهدي

- سوق علي مهلك

نور الهدي وفريد الأطرش

- يا تاكسي الغرام

عبدالعزيز محمود وهدي سلطان

- دوس ع الدنيا

ليلي مراد

......

.....

وعندما بدأت السيارات «الاوتوموبيلات» تجري في مصر بكثافة «اكثر من عشر اوتوموبيلات»

يبدأ التفكير في انشاء ناد لأصحابها من الأمراء والاميرات والباشوات والبكوات - لتعليم أصحابها - فنون القيادة وآدابها

....

ظهور الاوتوموبيلات رغم قلتها- يؤدي إلي كوارث غير منتظرة

أولها - ما حاق- بعدة مهن:

... أصحاب الحناطير الذي وجدوا فيه منافسا رهيبا رغم أن الحنطور - كان ولا يزال يجسد أيام العز والفسحة الرايقة..

- الجوز الخيل والعربية

- إجازة نصف السنة راقصو فرقة رضا يحيطون بالحناطير

....

أما الكارثة الأكبر فتحل:

بالحمير والحمارين

حيث كان موقفهم لنقل زبائنهم - طبقا لاحجامهم - في منطقة الساحة بعابدين «رشدي حاليا»

أما الحمارين فقد كانوا في مواقف لا يحسدون عليها - إلا في مواسم الامطار حيث تمتلئ الطرقات بالأمطار والوحل - وكانوا يضعون أنفسهم في خدمة من يريد عبور الطريق - دون أن يبتل.

2 مليم للرجال

1 مليم للنساء

وكانوا - يحاربون بشراسة جهود «البلدية» في شفط المياه..

- وبعد الاتوموبيلات تبدأ المستحدثات

الامينبوس «أي الاتوبيس» وكان في مصر شركتان «مرجان - راديو رجيلة

... الشركتان كانتا نموذج في الانضباط - لولا الدخان الذي ينبعث بكثافة من المواتير البدائية

... قبلها يظهر «الثورفكروفت»

عربات تجرها الجياد «فيلم مصطفي كامل»

...

الاوتوموبيلات كانت نماذج للأبهة و«الفخفخة» إذ كانت أطوال العربات وأصحابها الضخمة تعكس مدي ثراء أصحابها الذين كان معظمهم لا يجيدون قيادتها

...

التاكسي TAXI

.... في أوروبا - في منتصف القرن السابع عشر - كانت هناك شركة شهيرة لصاحبها اليوناني «taximos كان ينقل عبر أوروبا الركاب بعربات فاخرة تحمل اسمه ويجرها الجياد..

وعندما تظهر عربات الأجرة «1640» كان أول من استغل ظهورها بعربات تحمل اسمه «ومنtaximos - إليtaxi » في جميع أنحاء العالم تقريبا.

....

لم تنتشر عربات التاكسي بسهولة في القاهرة:

في الزمالك - لم يكن هناك سوي 6 عربات taxi يتحركون بالدور وحسب الطلب

.... وكان السائقون يرتدون زيا موحدا «بالطو وكاسكيت وعلامة نحاسية تحمل رقمه واسمه و.... بخاخة عطر - خلف كل زبون يغادرها

...

وكانت هناك - حواجز زجاجية تفصل ما بين السائقين والركاب

.....

أما الذي أصر علي ذلك الزي الموحد فكان:

نادي السيارات الملكي 1924

ومن أهم الإضافات التي حققها «النادي» فهو تزويد الشوارع بالارشادات وإشارات المرور الكهربائية.

و..... قبل أن نستكمل تلك المعلومات المثيرة - تعالوا نطل معا - علي عالم المبتكرات التي أضيفت إلي السيارات:

- الفرامل 1985

- 1934 أول جهاز واق من السرقة

- حزام الأمان 1903

- 1985 حزام أمان للأطفال

- 1916 ماسحات الزجاج

- 1903 البارباريز

- رخصة السيارة ورخصة القيادة 1893

- 1906 المرايا العاكسة للرؤية الخلفية

- الامنينوس 1825

- الأتوبيس 1831

- 1703 بدأت الشرطة تمارس إشرافها علي عربات التاكسى فأعطت كلا منها رشارة كتب عليها بوضوح

...

أما وسائل الانتقال الجماعي الأخري:

- المترو 1863

- 1911 التروللي باص - وكان ينافس الترام في مصر

- ومع الزمن وما أسوأه من زمن - لم تعد السيارات وحدها دليلا علي الارستقراطية إذ تدخل الطائرات في الخط:

طائرات صغيرة ذات امكانات غير محددة تستطيع أن تنقل بعض رجال الأعمال - بهدوء - وبلا ضجيج إلي أوروبا - حيث ينعمون بثرواتهم في هدوء!

.... ونعود إلي نادي السيارات - المصري

.،......

لكثرة حوادث الطرق في طريق مصر - اسكندرية الصحراوي - يقيم النادي 4 مراكز كبيرة للأسعاف - ملحق بكل منها جراج لإصلاح السيارات المعطلة مع توفير اتصالات لاسلكية ومراكز للتليفون - في الطريق

...

السيارات أو الاتوموبيلات

... مع الزمن لم تعد الفخامة هي البطل إذ تنشأ مشكلة ركن العربات حيث لا يوجد ما يسعها من أماكن..

... وهنا تبدأ دورة العربات الصغيرة والتي رغم صغر حجمها تعاني من مشاكل «الركن» أو ستجد نفسها أسيرة لهذا الوحش الحديدي « الونش» وما يليه من جهود ونفقات لاسترداد عربتك

...

ومن يدري - ربما في مستقبل قريب - تستبدل العربات بطائرات صغيرة - وبالقطع - سيكون هناك زحام أيضا

أما عساكر المرور - فبالطبع سيستخدمون أنواعا من الأجنحة الطائرة حيث لا مهرب أمامك - غير التخلص من عربتك!

والآن عزيزي القارئ أرجوك

أن تهرب من كل مشاكل المرور والزحام إلي أفلامنا القديمة حيث كان «البراح» والهدوء - والعربات الفاخرة والأغنيات الرومانسية - وحيث كانت أحلامنا - تدور ليس فقط عن تلك السيارات ولكن عن النجمات اللاتي كن يستخدمنها ويطلقن الأغاني التي لا تزال اصداءها تردد في آذاننا حتي الآن:

- سوق علي مهلك

- يا اوتوموبيل يا جميل محلاك

- ........

- والحناطير... الجوز الخيل

......

والآن - هل عرفتم السبب في عدم امتلاكي عربة حتي الآن

... رجاء فلنقرأ كل مشاكلها خاصة تلك التي تدخل في عالم اللا معقول

- وقد حدثت بالفعل

- سائق ملاكي يقتل أحد سائقي التاكسي بسبب أولوية المرور

- صاحب عربة فارهة - يقتل صاحب سيارة متواضعة لإجباره علي ترك المكان الذي حجزه لركن سيارته

.....

والعديد من الأمثلة التي حين نقرؤها نردد

... إيه اللي جري لنا؟

المراجع

موسوعة المخترعات

تاريخ نادي السيارات

و.... ذكريات