بقلم : خيرى كامل
ونحن على مقربة من شهر رمضان اوجه كلماتى لبعض صناع الدراما الرمضانية ..
نطمح بما هو جاد ومفيد ونافع للمشاهد أى مايقدم له القدوة والفكر والمعنى .. نريد اعمالا تنقد ما هو سلبى وتفند الاخطاء لا ان تعظم السلبيات.
مصيبتنا فى البعض من صناع الدراما انهم قدموا لنا السم فى العسل كما لو ان المخدرات والعرى والبلطجة أهم ما يميز الشخصية المصرية حتى اصبح كل ما يقدمونه نهج حياة وهو فى الاساس مجرد نتاج تكوينهم الفكرى الذى تمخضت عنه ثقافتهم المريضة بداء الكسب غير المشروع، هذا ان كانوا حقا يملكون شرف هذه الثقافة (العار) ــ عليهم وعلى المجتمع الذى انتجهم ايضا .. لقد اضحت الدراما التليفزيونية المصرية فى اغلب احوالها لا تقدم سوي الافكار التى تعج بالرقص الخليع والفكر الذى يحمل فى كل ثناياه كل ما هو سلبي على المجتمع، والعرى الذى اصبح لديهم أسلوب حياة والالفاظ والمصطلحات التى تعد انتكاسات متتابعة ومقصودة لإهانة لغتنا العربية الراقىة.
يا سادة .. لا تقلبوا الحرام حلالا فى درامتكم لتربحوا اكثر .. ولا تحلوا ما يحلو لكم من ممنوعات دينية ودنيوية لتنفخوا جيوبكم فأنتم اهدرتم على مدار عقود ماضية قيماً وعادات وتقاليد تمت وتكونت وتأصلت فى قرون وقامت على اعمدتها حضارات رائعة وثقافات اثرت بكل اشكالها الفكر والوجدان العربى وربما فى بعض الاحيان العالمى .
يا سادة .. وهذا حقا لايليق بكم أن نصفكم بما لا تستحقونه .. ارحموا مجتمعاً اراد يوما ان يكون محترما فآيذتموه حتى فى ارادته وعاقبتموه حتى فى احلامه .. تقليد الغرب ليس فقط فى اباحة الجنس والعرى والقذارات المتتالية التى عادت علينا بالفوضى والتى قلبت كل موازين مجتمعنا الشرقى المحترم وجعلت منه اضحوكة للرائح والغادى .. الثقافة الاوروبية تحمل الكثير من الافكار منها مايناسبنا ومنها ما لا ينفعنا أو يليق بنا فخذوا منها مايثرى مجتمعنا ايجابا وما ينفع شبابنا قيما واخلاقا ولا تكونوا مترصدين بنا شرا فإننا اصبحنا على المحك من كل ماتجلبوه لنا من احداث درامية انهكت قوى الاخلاق فينا، فرحمة بنا فالمال وحده لايبنى وطنا حقيقيا بقدر ماتبنيه القيم والاخلاق نريدها ايجابية تسلط الضوء على ابطال حقيقيين يحتذى بهم كقدوة ونماذج للأجيال التى لاتعرف عنها شيئا بعدما فقدت المدرسة الدور الأكبر فى تقديم النموذج الامثل بعزوف الطلاب عنها واصبح من السهل التلاعب بفكرهم لانهم لم يتعرفوا على النماذج ذات القيمة والقدوة والمثل العليا لذا وجب على الدراما أن تقدم لنا شخصيات يحتذى بها فى العطاء والتضحية منها التاريخية والسياسية والوطنية وفى كافة المناحى وهم كثر.
وأيضا على الدراما الدور الاكبر فى إظهار مصرنا على حقيقتها التاريخية والسياسية والاثرية والجمالية، أى عليهم ان يتدربوا على أن تبرز رؤيتهم الابداعية جمال وعظمة مصر بصورتها الرائعة امام العالم وهى أهم عوامل الجذب السياحية التي استغلها قبلنا بلاد مثل لبنان وتركيا التي أظهرت جمالها عن طريق الدراما، يا من اتعبتنا اعمالكم اخرجوا من بين الجدران إلى الارجاء الواسعة وقدموا مصر بايجابياتها لا بسلبياتها. لدينا ثلثا آثار العالم والنيل والمحميات والمنتجعات الجاذبة، التقطوا هذا من خلال عدساتكم كفانا تراجعا .. سنوات وانتم تركزون على العرى والبلطجة والمخدرات والاسفاف و.. و .. حتى البرامج افتقدت التنوع والجاذبية والمنطقية فى تناولها للواقع المصرى واصبحت تركز على الصراخ والعويل لجذب الإعلانات بل أصبح الكثير منها مسفا وسطحيا.
وفى النهاية أطمح بأعمال تخدم المشاهد العربى وتفتح ذهنه وتمده بالمعلومات وكفانا صدمات تخدشكم أولا !! ثم تعود لتقتلنا.