السبت 22 يونيو 2024

عفواً وزير الآثار!

10-5-2017 | 11:55

بقلم –  صلاح البيلى

بقدر سعادتى بتغليظ العقوبات ضد لصوص الآثار والقائمين على الحفائر والتجارة غير المشروعة فيها والتى وصلت لحد السجن وأقرها البرلمان من قبل أسبوعين. بقدر حزنى وألمى على حال الآثار الإسلامية وما آلت إليه فى كل مكان، وقطاع الآثار الإسلامية جزء كبير ومهم داخل وزارة الآثار

وما جدد أحزانى أنى كنت عصر الأربعاء الماضى فى زيارة للإمام الشافعى قاضى الشريعة فى مولده السنوى فوجدت الضريح مغلقاً وأكوام الحصى والرمال خارجه وعلمت أن الباب المطعم بالفضة للمقصورة الخشبية قد سرق، وأخشى أن يتم ترميم الضريح والقبة التى بناها صلاح الدين الأيوبى بطريقة عشوائية لا تسمو للقيمة الأثرية للمكان، وخرجت من مسجد الشافعى وقصدت ضريح «فاطمة العيناء» حفيدة جعفر الصادق وهو موجود داخل حوش المانسترلى باشا فعلمت أن المياه الجوفية طالت المكان.

سرت للأمام قاصداً مسجد وضريح الصحابى عقبة بن عامر الجهنى وإلى مصر من قبل معاوية بن أبى سفيان وقبل الوصول إليه وجدت قبر الحافظ ابن حجر العسقلانى مهملاً وفى طريقة للاندثار، أما مسجد سيدى عقبة فالطريق إليه شبه مسدود بأكوام القمامة وغير ممهد، والمسجد نفسه الذى جدده الوالى العثمانى محمد على السلحدار باشا قبل أربعة قرون آيل للسقوط، وأخبرنى الحاج مجدى العجمى من سكان المنطقة أنه يستأجر عربات القمامة على نفقته الخاصة كل فترة لرفع القمامة من المكان والشارع الموصل إليه، خرجت من المسجد حيث مقابر المشاهير المجاورة فوجدت مقبرة «رابعة العدوية وذو النون المصرى» وهما من أعلام الزهد فى طى النسيان.

أين دور قطاع الآثار الإسلامية بالتنسيق مع وزارة الأوقاف ومحافظة القاهرة فى تمهيد الشوارع ورصفها وسحب المياه الجوفية ورفع القمامة ووضع علامات إرشادية ولوحات شارحة بالمكان ورموزه الذين هم قوة مصر الناعمة وغناها، من مثل الشافعى صاحب مذهب أهل مصر قبل أن يفرض العثمانيون مذهبهم الحنفى على مصر الرسمية؟..! ومن مثل الصحابى عقبة بن عامر الذى أكدت كل كتب المزارات أن البقعة المدفون فيها تضم عشرات الصحابة ومنهم عمرو بن العاص وأنها بقعة مباركة، ولو لم يكن ذو النون المصرى ورابعة العدوية من أعلام الزهد والورع فهما قمتان أدبيتان فى العالم كله وشعرهما وأقوالهما يملآن أمهات الكتب!

هل هانت مصر بحيث لا تحفظ كنوزها؟.. تحرك يا وزير الآثار ويا محافظ القاهرة فالآثار الإسلامية ليس بشارع المعز فقط، وليس الأقدمون الذين حفظوا لنا هذه البقاع بأقل منا، نحن الأحق فى صون وحماية آثار أجدادنا.

 

 

    الاكثر قراءة