تقرير: نيرمين جمال
حي مصر الجديدة من أجمل وأرقى الأحياء فى مصر. هذا دفع البعض لتشكيل مبادرة «تراث مصر الجديدة» والتى ستحتفل هذا الشهر بمرور ١١٢ عاماً على إنشاء الحى العريق.
أما عن مبادرة سكان المنطقة فيقول المتحدث باسمها شكرى أسمر: فكرة المبادرة بدأت عام ٢٠١١ لأنه بعد ثورة يناير وجدنا هجمة شرسة على المبانى التراثية وحالة من التعدى والفوضى من أصحاب المحلات والمطاعم والمستثمرين، موضحًا أن المبادرة بدأت فعلياً ديسمبر ٢٠١١ العمل بقوة لحماية التراث من الهجمة الشرسة غير المفهومة التى كانت مصرة على تشويه المبانى، وإلى جانب السعى لتجديد الترام وفى أواخر ٢٠١٥ سجلنا المبادرة كمؤسسة خيرية تابعة للشئون الاجتماعية لنستطيع جمع التبرعات وإقامة مشاريع الترميم فعلياً.
شكرى أسمر يوضح منهج عمل المبادرة عندما يقول: «نعمل على خمسة محاور الأول التراث المعمارى وكيفية تجديد المبانى التراثية والحفاظ عليها من تعديات المحلات والكافيهات، ومن هذا المنطلق شكلنا فرق عيون مصر الجديدة لتصور وترصد أى تعديات وتجمع وتقوم برفع تقارير مصورة عنها للحى والمـحافظة وهيئة التنسيق الحضارى.
والمحور الثانى: المساحات الخضراء وهى الميزة الثانية فى الحى فلدينا ٤٣ حديقة على رأسها أكبر حديقة فى شرق القاهرة «الميرلاند» جميعها مغلقة ومهجورة بعضها السكان يهتمون بها وبعضها وضعوا حولها الأسوار لحمايتها ونعمل الآن على إعادة إحيائهما لعودتهما حدائق عامة رائعة مثلما كانت.
أما المحور الثالث: ازدحام الشوارع وكيفية حل هذه الأزمة والحل الأول في هذا الأمر عودة تفعيل الترام، الذي للأسف هدم منه خط الميرغني ولكن مازال موجوا خط النزهة وخط عبدالعزيز ويعملان في حال يسيء جداً، لأنه لم يجر له أي صيانة منذ ١٩٩٢.
المحور الرابع: استمرار تنشيط التوعية وإحياء الذكريات المشتركة للتشجيع وإدراك فكرة أهمية الحفاظ على المنطقة والإبلاغ عن أي تعديات، فنقوم بعمل مسابقات تصوير لأجمل الأماكن والمباني ونقوم بعمل معارض بهذه الصور في الشوارع، إلى جانب عمل جولات تراثية داخل مصر الجديدة ومبانيها وإقامة الندوات.
وعن المحور الخامس، يوضح «أسمر»: «للأسف هو أقل محور نعمل عليه حالياً وهو النظافة، وذلك لأن أولاً: منظومة القمامة في مصر كبيرة وصعب التعامل معها فهناك متعهدون لجمع القمامة والنباشون والشركات وجامعو القمامة وعقود الشركات المسئولة ستنتهي أواخر عام ٢٠١٨ دورنا العمل على خطة صحيحة لمنظومة النظافة، لأن الحالية كارثية والقمامة موجودة في كل مكان والسكان يريدون توصيل أكياس القمامة لمنازلهم. ونحن لا نملك التمويل، أما عن أهم ملامح مصر الجديدة وكيفية إعادة إحيائها قال شكري: نحن أعضاء المبادرة نسافر كثيراً داخل وخارج مصر واكتشفنا من خلال ذلك أن كل المناطق التراثية في العالم لا يتم استمرار المحافظة عليها وإعادة إحيائها إلا بأن تصبح أماكن ثقافية للسياحة الداخلية والخارجية بتحويلها مثلاً إلى مسارح أو مكتبات أو مراسم أو أماكن للحفلات الموسيقية، وبالتالي تعود بفائدة ثقافية وترفيهية للناس، إلى جانب دخل مادي يرمم به المكان، وهذا الهدف نعمل عليه أولاً من خلال الأماكن المسجلة لدى وزارة الآثار وهى، أربعة الأول قصر البارون “امبان” الذي بني مصر الجديدة والأثر الثاني أمامه وهو قصر ضخم قصر السلطانة “ملك” زوجة السلطان “حسين كامل” المبني على التراث الإسلامي والأثر الثالث هو مسجد السلطان حسين.
أما الأثر الرابع فلا تريد وزارة الآثار الإفصاح عنه إذا كان قصر العروبة الذي يقع أمام القصر الرئاسي أم قصر “باغوس نوبار باشا” التابع حالياً لإدارة الشئون المعنوية؟
يستطرد المسئول عن المبادرة ويقول إن «وزارة الآثار بدأت تهتم بجدية بفكرة إعادة إحياء تراث مصر الجديدة وقمنا بعمل ورشة عمل مع الوزير لإعادة إحياء قصر البارون لفتحه كمزار بدلاً من فتح حديقته للأفراح.
الجالية اليهودية أعطت موافقة باستغلال المعبد اليهودي كملتقى ثقافي مثل الأوبرا، لأن المبادرة نجحت بعد إغلاقه ٢٥ عاما في فتحه للجولات التراثية، إلى جانب تجديده والميريلاند ومدرجات غرناطة القائم حالياً، ونحاول الحصول على تمويل من “اليونيسكو” لمشاريع إعادة الترميم ولكنه أمر يتطلب وجود مشروع واضح ومدروس وتمت الموافقة عليه من قبل الجهات الحكومية والوزارات المعنية
وعن حديقة الميريلاند التى تبلغ مساحتها ٥٠ فدانا كنا نحاول إقناع شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير والتابعة لوزارة قطاع الأعمال بتجديدها وفجأة منذ عامين في يوم واحد قطع منها ٤٠ شجرة، وكانت كارثة احتج عليها كل السكان بالإجماع، وظلت المفاوضات والاجتماعات مستمرة مع مجلس الوزراء ووزير البيئة والمستثمر وهيئة التنسيق الحضارى والمرور والمبادرة لمدة عام كامل حتى تم الاتفاق على شكل التجديد وأماكن الاستثمار فيها، ولكن لاتزال مصر الجديدة تعاني من مشكلة التقليم الجائر فى الشوارع والحدائق.