الأربعاء 15 مايو 2024

ِ"أم الغلام" منقذة رأس الحسين.. وحكايا المصريين عنها

31-1-2017 | 02:37

كتبت - أماني محمد:

 

تتجه قلوب محبي آل البيت يوميا إلى ذلك الضريح الذي لا يوجد وحده فبجوار مقام السيدة "أم الغلام" يقع ضريح آخر للسيدة فاطمة بنت الحسن بن علي، تتجاور السيدتان في مكان يفصله عن الأرض درجات معدودة للهبوط إلى الضريحين.

أسفل مسجد ابن برديك، داخل حجرة صغيرة قسمت لنصفين متساويين يفصلهما عن الخارج حاجز حديدي يقع مشهدان لضريحين الأيمن للسيدة فاطمة أم الغلام والأيسر للسيدة فاطمة بنت الحسن.

تعددت الروايات عن قصة السيدة أم الغلام وناقضت كل منها الأخرى، "هذا مقام ستنا فاطمة أم الغلام وهي التي أتت برأس سيدنا الحسين من كربلاء إلى هنا" كانت هذه الإجابة الأولى من أحد مرتادي الضريح والذي يحرص على زيارته منذ أكثر من أربعين عاما لقراءة الفاتحة لصاحبتي المقام.

وكعادة المصريين المولعين بحب آل البيت والصحابة، يحرص الرجل الستيني على زيارة المقام وتأدية الصلاة في مسجد الحسين وزيارة ضريحه، وكذلك بقية مساجد أولياء الله الصالحين، مضيفا "كنت دائما أفضل القدوم إلى هنا سيرا على الأقدام من  مسكني في باب الشعرية لكن بعد كبر سني لم أعد أستطيع".

فيما قالت أم أمينة صاحبة محل بقالة بجوار المقام إنها "هي من افتدت رأس سيدنا الحسين برأس ابنها ولذلك سميت أم الغلام، لأنها ذبحت ابنها وافتدت به رأس سيدنا الحسين لتحررها من جيش يزيد بن معاوية وتنقذها لتدفن في مصر".

وكانت الإجابة الثالثة مشابهة لأحمد السيد والذي قال إن "أم الغلام هي امرأة مصرية أنقذت رأس الحسين عندما طارت من كربلاء بعد يوم المعركة واستقرت بمصر فعرفت أنها للحسين حفيد رسول الله فأخذتها ووضعت رأس ابنها مكانه لتحمي الرأس الشريف من جيش يزيد".

إلا أن علاء الشال القائم على الضريح قال إن "صاحبة المقام هي السيدة الشريفة (شهر بانو جان شهاه) بنت يزدري كسرى بلاد فارس، زوجة سيدنا الحسين وبعدما تزوجها تغير اسمها إلى فاطمة، أما الضريح الثاني فهو للسيدة فاطمة بنت الحسن بن علي وهي زوجة الإمام زين العابدين بن الحسين".

وأضاف أن أم الغلام هو لقبها لأنها والدة أول طفل شهيد في معركة كربلاء وبعد هذا اليوم أتت إلى مصر، موضحا أن "السيدة زينب -شقيقة الحسين- أرسلت للسيدة فاطمة لتأتي إلى مصر من عسقلان وهي سوريا، أما رأس الحسين حفيد رسول الله جاءت إلى مصر عن طريق المماليك ولم تأت طائرة من كربلاء نافيا كل ما يتردد من روايات أخرى عن صاحبة المقام.

 ويتجاور مقام أم الغلام مع مسجد ابن برديك ومسجد آل الجوكندار ومسجد الأمير أيدمر البهلوان وكذلك سبيل وكتاب أمين افندي ومسجد العدوي وهي مبان يرجع تاريخها لعصور متباينة بين المماليك والعثمانيين.

ورغم تعدد الروايات عن السيدة فاطمة أم الغلام فلا يوجد جزم في كتب التاريخ الإسلامي عن حقيقة دورها وقصة إنقاذها لرأس السيد الحسين بعد استشهاده في معركة كربلاء، بل إن الخلاف لا يزال قائما حول ما إذا كان رأس الحسين مدفونا بضريحه في المسجد أم لا؟.

    Dr.Radwa
    Egypt Air