السبت 4 مايو 2024

عميد كلية النانو تكنولوجي: برامجنا الدراسية توازي الجامعات الأوروبية.. وشراكات مع جهات بحثية دولية ومحلية

كلية النانو تكنولوجي

تحقيقات25-5-2021 | 17:36

أماني محمد

تعد كلية النانو تكنولوجي بجامعة القاهرة، هي الكلية الأولى من نوعها في الشرق الأوسط في هذا المجال، وهي إضافة جديدة لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، والذي يشهد خلال السنوات الأخيرة اهتماما ملحوظا من قبل الدولة، وذلك بإنشاء جامعات جديدة منها الجامعات التكنولوجية والجامعات الأهلية.

وفي حواره مع "دار الهلال"، أكد الدكتور طارق حسين، عميد كلية النانو تكنولوجي بجامعة القاهرة، أن الحكومة والمجلس الأعلى للجامعات رحبت بفكرة إنشاء الكلية وقدمت الدعم الكافي لذلك، ليصبح لدينا الكلية الأولى المتخصصة في النانو تكنولوجي والتي تضم معامل متخصصة ومجهزة على أعلى مستوى وبرامج دراسية تؤهل الخريجين لسوق العمل وللبحث العلمي، وإلى نص الحوار:

 

*** في البداية ما هي كلية النانو تكنولوجي؟ ومتى بدأت فكرتها؟

بدأت كلية النانو تكنولوجي في البداية بمركز أبحاث، كان اسمه المركز المصري للنانو تكنولوجي بتمويل من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية، لعمل مجموعة أبحاث للتحضير لمواد النانو وعمل القياسات والتوصيف لها فقط، ولكن في العام 2019 بدأ عمل دراسة لتحويل المركز إلى كلية للدراسات العليا، بمبادرة من رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد الخشت، ليستفيد بها أكبر عدد من الطلاب ويكون هناك قاعدة بيانات بالباحثين، فكانت جامعة القاهرة هي صاحبة الفكرة في إنشاء الكلية.

وجرى تعديل المبنى القائم وإضافة عدد من قاعات المحاورات الذكية بها أجهزة حاسب آلي، لكل طالب لاب توب خاص به، وشاشة ذكية كبيرة لعرض المادة العلمية التي سيشرحها الأستاذ الجامعي، وهذه القاعات بها برامج نظم محاكاة لعمل محاكاة قبل إجراء التجربة فعليا على أجهزة المعمل، وكذلك أُضيف عددا من المعامل الضرورية لاستكمال كل ما تحتاجه الكلية مثل معمل كيمياء كبير به كل الإمكانيات والوسائل للتعامل مع المواد الكيماوية الخطرة وغير الخطرة.

وكذلك تم عمل 4 معامل للبيولوجي وللميكروبيولوجي والنيوكلربيولوجي وزراعة الأنسجة ومعمل للسميات، وكذلك معمل سوبر كمبيوتر لعمل الحسابات المعقدة والدقيقة التي تحتاج إلى سرعة كبيرة وتعامل مع البيانات الكثيفة، وتم ربطه بالكثير من المراكز البحثية المتقدمة سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو الشرق الأوسط ليكون هناك أبحاث مشتركة بين الباحثين في الكلية والباحثين في هذه المراكز المتقدمة.

*** وما الأقسام والبرامج الدراسية في الكلية ؟

هناك 3 أقسام للدراسة، الأول في النانوتكنولوجي الصناعية، والثاني النانو بيولوجي، والثالث البيئة والترميم، وهذا القسم به دبلومة لترميم الآثار، ستبدأ في العمل من الترم المقبل وسجل بها 15 طالبا، وهناك دبلومة أخرى للطاقة الشمسية، وهي دبلومة مهنية تعد الطلاب لسوق العمل لاستخدام أنظمة الطاقة الشمسية.

وهناك برنامجي ماجيستير، الأول لهندسة النانو والثاني ماجيستير للنانو بيولوجي، والبرنامجان ممولان من الاتحاد الأوروبي ويدرسون في الكلية بنفس طريقة تدريسهم في الجامعات الأوروبية.

وحصلت الكلية على تمويل لعدد من المشروعات يتجاوز الـ20 مليون جنيه سواء في تحضير مواد النانو واستخداماتها الصناعية أو تطبيقات النانو بيولوجي ودراسة تحضير زراعة الخلايا.

 

*** وما مدة الدراسة في تلك البرامج؟

تختلف مدة الدراسة من برنامج لآخر، فالدراسة في برامج الماجستير هي سنة تمهيدية واحدة ويليها عام أو عامين لإعداد الرسالة البحثية، أما الدبلومة فمدة دراستها عام دراسي واحد مقسم إلى فصلين.

 

*** وكم تبلغ مصاريف كلية النانو تكنولوجي ؟

هناك مصروفات إدارية 4500 جنيه، ومصاريف الدراسة هي 500 جنيه لكل ساعة معتمدة يسجلها الطالب، والمقرر يتكون من 12 ساعة معتمدة في الترم الواحد، ويتوقف المصاريف وفقا للمقررات التي يسجلها الطالب سواء في مرحلة الدبلومة أو الماجيستير.

 

*** وما هي الكليات التي يمكن لخريجيها الالتحاق بكلية النانو تكنولوجي؟

الكلية ترحب بانضمام الخريجين من الكليات العملية الزراعة والعلوم والصيدلة والطب وطب الأسنان والهندسة، وجميعهم لهم فرصة للالتحاق بمرحلة الدراسات العليا في الكلية سواء في شهادات الدبلومة أو الماجيستير.

 

*** وكيف تساهم الكلية في إعداد كوادر الباحثين في هذه المجالات؟

هناك برامج تدريب وورش عمل تنظم من وقت لآخر بالإضافة إلى أن التحاق الطلبة والباحثين بالبرامج الدراسية في الكلية سيؤدي لتخريج طالب بعد عام أو عامين مدة البرامج معد للعمل في الأبحاث في مجال النانو تكنولوجي.

*** وما المزايا التي يحققها وجود أول كلية متخصصة في مجال النانو تكنولوجي في مصر؟

في السنوات الأخيرة، أولت الدولة اهتماما كبيرا بالتعليم العالي وأنشأت جامعات تكنولوجية جديدة وكذلك معظم الجامعات الأهلية الجديدة التي افتتحت في الجلالة وغيرها هي جامعات تكنولوجية، وعند التقديم لإنشاء كلية للنانو تكنولوجي رحبت الحكومة والمجلس الأعلى للجامعات بهذه الفكرة وقدمت الدعم الكافي لإنشاء الكلية.

ومن أبرز المتخصصين في مجال النانو تكنولوجي في مصر: الدكتور مصطفى السيد، الذي يعد أستاذ العالم الراحل أحمد زويل، وهو خبير بإحدى الجامعات الأجنبية، ويأتي في زيارات مرتين أو ثلاثة سنويا، ويتابع الأبحاث بنفسه مع الطلاب والباحثين في الكلية.

 

*** وكيف تساعد الكلية الطلاب والباحثين في حياتهم المهنية والعملية؟

لدينا الكثير من المعامل، فنحن لا نعمل فقط في اللوائح العلمية لتخريج الطلاب ومنحهم الدرجات العلمية؛ ولكن هناك فرص للحصول على مشاريع، والمشاريع الممولة سواء من جهات تمويل محلية أو جهات تمويل عالمية، فحصلنا على تمويل لمشروعات من الاتحاد الأوروبي وبعض المشاريع الأخرى من أكاديمية البحث العلمي أو من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية والذي أصبح الآن اسمه هيئة تمويل البحوث والتكنولوجيا والابتكار.

 

*** وهل هناك شراكات والتعاون بين الكلية والجامعات والجهات الأجنبية؟

بالطبع، فهناك شراكة مع الاتحاد الأوروبي على المستوى الخارجي، وداخليا هناك شراكات مع جهات تمويل داخلية مثل أكاديمية البحث العلمي وهيئة تمويل البحوث والتكنولوجيا والابتكار التابعة لها.

*** ما أهمية مجال النانو تكنولوجي في مصر وفي العالم في الوقت الحالي؟

النانو تكنولوجي من العلوم البينية التي تربط العديد من المجالات البحثية مثل: الهندسة والصيدلة والكيمياء والفيزياء وغيرهم لعمل تزاوج بين هذه التخصصات لإنتاج الجديد، وأهم فرع عندنا هو علم المواد، والذي يهم الهندسة والصيدلة لإنتاج الدواء، وكذلك يهم كليات العلوم للعمل في الكيمياء والفيزياء والجيولوجيا، وكذلك يهم كليات الآثار لعمل حماية وترميم للآثار الموجودة للحفاظ عليها بدون التغيير في شكلها لتكون قادرة على تحمل فترات طويلة من العمر.

 

*** وكيف يمكن لهذا المجال دعم استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة 2030؟

هذا هو الهدف من الكلية بالأساس، فبداية الفكرة كان لتحقيق خطة التنمية المستدامة 2030 ودعم مجالات التنمية التي تستهدفها الدولة.

 

*** وما تقييمك لمدى اهتمام الدولة بمجال البحث العلمي في الوقت الحالي؟

هذا اتضح في الميزانية التي خصصتها الدولة للتعليم وللبحث العلمي والتي تضاعفت بناءً على توصيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورؤيته منذ توليه رئاسة الجمهورية بدعم قطاعات التعليم والبحث العلمي والصحة، وهو ما انعكس على الميزانية المخصصة لتلك القطاعات، حيث أصبحت 3 أو 4 أضعاف ما كانت عليه في العام 2014.

 

*** هل من الممكن إنشاء كليات متخصصة في مجالات جديدة بمصر على غرار النانو تكنولوجي؟

ليس شرطا أن تكون كليات، ولكن هناك برامج دراسية مثل البايو تكنولوجي، وكذلك جامعات تكنولوجية جديدة في مجالات جديدة مثل الجامعات في الضبعة والجلالة والمنصورة الجديدة، فعندما تقرر أي جامعة إنشاء جامعة تكنولوجية تساعدها الدولة بما تحتاجه من أرض ومباني، وكذلك تقدم القوات المسلحة الدعم اللازم من خلال المساعدة في البناء وإعداد البنية التحتية لهذه الجامعات والكليات.

 

*** وما أهمية تلك الجامعات التكنولوجية الجديدة؟

التكنولوجيا هي قاطرة الاقتصاد، فلا نريد تخريج طلاب يجلسون على مكاتب أو يتخرجون ولا يجدون فرصة عمل، لذلك الهدف هو تخريج طلاب تحتاجهم الشركات والمصانع، من خلال البرامج الدراسية القائمة على النواحي التكنولوجية ليستفيدوا ويفيدوا سوق العمل.