الثلاثاء 4 يونيو 2024

دعم مهارات الطالب.. خبراء: دراسة اللغات والتحول لثقافة الإبداع تساهم في الانفتاح على العالم ومواكبة التطورات

دعم مهارات الطالب

تحقيقات27-5-2021 | 17:42

إسراء خالد

انتهت اليوم الخميس، الامتحانات التجريبية الثانية لطلاب الثانوية العامة، والتي تهدف إلى تدريب الطلاب على الأنماط الجديدة من الأسئلة، والتي تقيس مدى قدرة الطالب على الفهم، والإبداع، والتحرر من الثقافة القديمة للمتلقين، والاعتماد على الحفظ والتذكر في المقام الأول.

وتهدف وزارة التربية والتعليم، إلى دعم وتطوير مهارات الطلاب في جميع الصفوف الدراسية، بداية من طلاب الابتدائية، وحتى طلاب المرحلة الثانوية، وظهر ذلك من خلال الاهتمام بتضمين دراسة لغات في المرحلة الإعدادية، إلى جانب دارسة اللغة الإنجليزية، مثل اللغة الفرنسية، واللغة الصينية، وغيرها من اللغات التي تعد بمثابة النافذة التي يطلع منها الطالب على ثقافات الحضارات الآخرى، كما اهتمت الوزارة بتحويل طالب المرحلة الثانوية من ثقافة التلقين إلى ثقافة الإبداع.

 

الانفتاح الثقافي للطالب

في هذا السياق، قال الدكتور حسن شحاته، إن وزارة التربية والتعليم تنجح دائمًا في الاهتمام بالطلاب في جميع المراحل الدراسية، وتوفير كافة سبل الدعم لهم.

وأوضح شحاته في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أن قرار دعم تدريس اللغة الفرنسية كلغة أجنبية في المدارس الحكومية المصرية، يعكس علامات التطوير في العملية التعليمة بمصر، والتي ترتكز على الانفتاح على الثقافات الأجنبية، والعالمية، والدول المتحضرة، لكي يستطيع الطالب أن يتعلم مهارات القرن الـ21، واكتساب القدرة على التعامل مع سوق العمل المتغيرة.

وأكد أن الاهتمام بإضافة لغات جديدة إلى الحصيلة التعليمية للطالب، إلى جانب اللغة الإنجليزية، مثل اللغة الفرنسية، واللغة الصينية، واللغة الهيروغليفة، لغة التاريخ المصرين، تساهم في زيادة الانتماء والولاء لدى الطالب، بالإضافة إلى مواكبة متطلبات العصر، واكتساب القدرة على التعامل الناجح مع الثقافات المختلفة حول العالم.

وشدد على أن تدريس اللغات يساهم في الانفتاح الثقافي، فاللغات بمثابة نوافذ المعرفة للإطلاع على الثقافات، والحضارات الأخرى، تثقل مهارات الطالب في الألفية الثالثة، منوهًا إلى أن قرار تدريس اللغة الفرنسية اختياريًا وليس إجباريًا للطلاب الذين يريدون تعلم اللغة الفرنسية كلغة أولى مثل اللغة الإنجليزية بداية من المرحلة الابتدائية، مع توفير التدريب الكافي لأعضاء التدريس.

الامتحان التجريبي الثاني للشهادة الثانوية

وفيما يتعلق بالامتحانات التجريبية الثانية لطلاب الشهادة الثانوية، أكد شحاتة أن وزارة التربية والتعليم نجحت في إجراء الامتحان التجريبي الأول والثاني، لاختبار السيستم الإلكتروني، ولتوعية الطلاب والمعلمين بأنماط الأسئلة الجديدة التي تخاطب مهارات التفكير العليا، وتقيس نواتج التعلم.

وأشار إلى أن الطلاب وأولياء الأمور تعودوا على نظام الأسئلة التقليدية التي تنقل من الكتاب المدرسي، والتي تعتمد بشكل أساسي على التذكر والحفظ، مما تحتم تنبيه الطلاب إلى وجود أنماط جديدة للأسئلة التي تخاطب العقل ومدى قدرته على التفكير، والإبداع.

وشدد على أن نسبة حضور الطلاب بالامتحانات التجريبية لشهر مايو، تجاوزت الـ80%، والتي تهدف بشكل أساسي لاختبار السيستم، متمنيًا أن تكون التجربة الثالثة أكثر نجاحًا، مشيرًا إلى أن النظام الجديد للثانوية العامة سيتم الإعلان عنه عقب الانتهاء من التجربة الثالثة للامتحانات التجريبية.

وأضاف أن التجربة الثانية للامتحانات التجريبية شهدت بعض المشكلات الفردية المتمثلة في معاناة بعض الطلاب من ضيق الوقت، وأنه غير متوافق مع كم الأسئلة، وطبيعتها التي تخاطب العقل، وتحتاج وقت أطول للتفكير، كما تم رصد شكاوي حول عدم تمكن بعض الطلاب من فتح الامتحان، أو نسيان كلمة السر، إلا أن المدارس ساعدت الطلاب في تذليل تلك العقبات، في وقتها.

ثقافة الإبداع

وفي سياق متصل، قال الدكتور محمد عبد العزيز أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس، إن وزارة التربية والتعليم تكفل للطالب كافة السبل التي تساهم في تنمية مهاراته، وزيادة قدرته على الإبداع، وتمثل ذلك من خلال الاهتمام بتدريس اللغات، بالإضافة إلى التحول إلى ثقافة الإبداع في العملية التعليمية بدلًا من التلقين والحفظ.

وأوضح عبد العزيز في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أنه لم تمض فترة طويلة على قرار تدريس اللغة الصينية لطلاب الصف الأول الإعدادي بداية من العام الدراسي الجديد، حتى تبعه قرار دعم تدريس اللغة الفرنسية في جميع المدارس الحكومية، مما يعكس تطور العملية التعليمية، وانفتاحها على الثقافات الأخرى، والحرص على التواصل مع الحضارات المتقدمة.

وأكد أن تعلم اللغات يساهم في انفتاح الطالب على العالم الخارجي، والاستفادة من تجارب الحضارات الأخرى، مما يخلق إنسانا منفتحا مشاركا يحترم كافة الثقافات، لإعداد جيل قادر على التعامل مع العالم من حوله، والاندماج في سوق العمل داخل وخارج مصر، بالإضافة إلى أنها تنمي قدرة الطالب على التمتع بمهارات احترام الآخر، والتعامل مع الثقافات المتعددة، والتي تعد من أهم أهداف تطوير العملية التعليمية.

وشدد شحاته على أن وزارة التربية والتعليم، تعمل على دعم وتطوير مهارات الطلاب في جميع المراحل الدراسية، بداية من طلاب الابتدائية، وحتى طلاب المرحلة الثانوية، لخلق جيل واعي منفتح على العالم من حوله، قادر على الانخراط في سوق العمل والإبداع.

جدير بالذكر، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر القرار رقم ٧٩ لعام ٢٠٢١، بشأن الموافقة على اتفاق الشراكة بين جمهورية مصر العربية، والوكالة الفرنسية للتنمية لتنفيذ مشروع التعاون الفني، لدعم تدريس اللغة الفرنسية كلغة أجنبية في المدارس الحكومية المصرية، والموقع بتاريخ ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٠.