أغنية "والنبى لا نكيد العزال" للرائع الراحل "محرم فؤاد"، وتأليف المبدع مرسى جميل عزيز، وتلحين الساحر محمد الموجي، من الأغانى اللى بعشقها، فيها حاجة حلوة كده، وبتتكلم بلغة كلنا بنفهمها، وهى أنك بيكون فى حد فى حياتك، مش بيحبك، منفسن منك، وده عادى جداً، بس اللى مش عادى بقى أنك تديله الطناش التمام، وتكمل حياتك ولا تلقى له بالا، من الآخر كده تنفضله، وتعيش، وتنجح، وتتقدم إلى الأمام، وهو مسكين يا ولداه قاعد يغل وياكل فى نفسه، يقضم اظافره، مسخراً كل تفكيرة فى محاولة عرقلة مسيرتك، واستبدال نجاحك بالفشل.
وجميع ما سبق هو حال مجموعة من الأشخاص الكارهين لمصر، وشعبها، ورئيسها، ونجاحاتها، واستقرارها، وحجمها بين دول المنطقة وبين دول العالم، حارقهم جدا أن مصر نجحت فى تجاوز آثار تسونامى الربيع الأسود، والذى ضرب المنطقة العربية فأشاع فيها الفوضى والصراعات، وأحاطها بحزام من نار الفتن والطائفية، إلا أن الكبيرة مصر تعافت سريعاً بعد أن تعاطت تطعيم وقائى مكون من (شعب واعي + جيش باسل + شرطة وطنية) والغريب فى الأمر أنها لم تنجح فقط فى النجاة من آثار التسونامي، لأ يا جدع.. دى نجحت نجاح مبهر فى كافة الملفات المتروكة عمداً منذ سنوات، نجحت فى استبدال الفوضى بالاستقرار، والمرض بـ100 مليون صحة، والعشوائيات بالسكن الكريم الملائم، والفقر بالحياة الكريمة، والتراجع الإقليمى والدولى بالريادة، وبما يليق بوضعها كأهم دولة بالمنطقة العربية، وفى وسط كل ده تلاقيها بتدعم جيشها الباسل بأقوى المنظومات فى عالم التسليح.. إشى مسترال، وإشى رافال، وإشى غواصات، وإشى لانشات صواريخ شبحية، وإشى وإشى وإشي... لأ وأيه يا محترم تخيل بقى السلاح ده وهو فى ايد العسكرى والضابط المصرى الجدع اللى اتربى على أنه يكون بطل وفارس وعترة من آلاف السنين، تخيل بقى يا محترم لما تسلحه بأسلحة فائقة التطور، بصراحة هايبقى حاجة تخوف أعداءه بجد، وتلاقيه واقف كما الأسد المتربص لفرائسه، وبيقول "تمام يا فندم" بصوت زى الرعد وهو سامع رئيسه وهو يتوعد ويرسم الخطوط الحمراء الواحد تلو الآخر للمشاغبين والطامعين بالمنطقة، والراجل بقى اللى شيطانه يوزه ويفكر يعدى الخط، يبقى يستاهل اللى يجراله، بقولك مصر بقت دوله تخوف أى حد، وتخليه يفكر مئات المرات قبل ما يناوشها، أو "يلابطها" بلغة أولاد البلد، مصر بقت عفية، وقالها ريسنا السيسي، قبل كده قدام الناس كلها "العفى محدش ياكل لقمته".
واللى فكرنى بأغنية "نكيد العزال" هو ما تذكرته من تحذيرات وبوستات من عدد من كارهى الوطن، سواء الهارب منهم والمقيمين على أرضها، حاجة كده من عينة "أبو النجا، وتوكل كرمان، وعلاء عبد الفتاح وأخته، والجوادي، وواكد، وأحمد منصور، وليليان داود، وجمال عيد، وعلاء الأسواني، ومسعد أبو فجر، وعصام حجي، وتميم البرغوثي، وعبد الله ترتر، وحسن نافعة، وصبيان العالمة سامى كمال الدين ومعتز مطر، و و و".. وكل أصحاب الوشوش الكالحة دي، وكلامهم فى 2019 عن أن الشعب نازل الشوارع يثور على رئيسه المحبوب، وأن الرئيس هرب إلى الخارج ومش راجع، وأن الدولار هايبقى بـ 100ج، وكتير من الهبل الكونى المستحكم والذى تجاوز حدود اللا معقول واللا ممكن.
تذكرتهم وتذكرت كلامهم الماسخ زيهم، وأنا بدردش مع شخص جمعتنى به الصدفة اليوم، راجل جدع، مش متعلم، بس فاهم وواعى ومدرك لحقيقة الأمور من حوله، لا بتاع سياسة ولا متحزب ولا ذو أيدولوجية، راجل كده عايش يجرى على لقمة عيشه، وإعالة أسرة مكونة من زوجة وأربعة أولاد، واحد بالمختصر من الشقيانين، سواق على سيارة نصف نقل، قالى يا أستاذ التراخيص غليت علينا قوى، قولتله كل حاجة بتغلى يا عمنا، واللى بيغلى علينا بيروح نصلح بيه حاجت تانية فى البلد، وحاجات تانية محتاجاها البلد، وسألته، أيه رأيك فى الطرق والمساكن الجديدة؟
بس يا محترم.. ولقيت الراجل اتفتح فى الكلام، وهو مبسوط وبيحكيلى وهو مبهور عن الطرق والكبارى والأنفاق، وإزاى أن الحركة بقت أسهل وأيسر من ذى قبل، وإزاى أن أقرباء له كانوا من ساكنى العشوائيات وأنهم استلموا شقة "ترد الروح" على حد وصفه، مفروشة وفى حتة حلوة ومنظمة (الأسمرات 1)، الراجل اللى كان زعلان من غلو التراخيص لاقيته بيقولى "بس السيسى ده يا جدع مش عارف اكرهه، بيغلى علينا وبرده بنحبه، كفاية أن بناتى ماشين فى أمان، وكفاية أننا مش بنقطع بعضنا على الأكل والشرب زى بلاد تانية، ولا عندنا دواعش ومهجرين ومتمرطين فى كل بلاد الله، والله الجدع ده ربنا يباركله وينصره".. واللى فات ده هو كلام السائق البسيط لى نقلاً بالحرف عنه، بدون تزويد أو إضافة مني، حسيت أنها رساله ولازم توصل، حسيت إنها رسالة عنوانها "كيف يفكر المصرى البسيط"، ابن البلد الجدع اللى محدش يقدر يضحك عليه، أو يستغله، أو يغيّب وعيه، وحسيت كمان بأمانة نقل تلك الكلمات البسيطة الصادقة، حبيت أقول لأشباه البشر من كارهى مصر، بصوا واتعلموا وحاولوا تبقوا زى الراجل ده، تخلوا للحظات عن نظرتكم المتشائمة، تخلوا عن أطماعكم وأحقادكم ومصالحكم الضيقة، تخلوا عن أطماع أسيادكم، ومختطفى عقولكم، ومموليكم من أصحاب الليرة أو الدرهم، انزعوا عن أعينكم نظارة الحقد والكره السوداء، حاولوا تشوفوا مصر الحقيقية اللى شايفها البسطاء ومؤمنين بها، وبرئيسها، وبجيشها وشرطتها، وقضائها، وتعليمها، وأزهرها، وكنيستها، وبكل حبة رمل به، خليكم زى ابن البلد اللى قالى "يا أستاذ ده احنا لو مين فكر يجى جنب بلدنا وربنا لندفنه تحت الأرض ولا يمس حتة منها".. ده فكر وعقيدة المصرى اللى بجد، المصرى الأصلي، اللى ماشى على الطرق الجديدة، وعايش فى المساكن الجديدة الآدمية، وماشى يغنى لرئيسة ويقوله "والنبى لنكيدهم ونكيدهم، ونقرب بعض ونبعدهم، ولاعمرى هقولك يا حبيبى أبدا راح اقولك يا كايدهم... يا كايدهم... يا كايدهم، أما العزال عزال ايه، وهنسال فى العزال ليه، يا كاوينهم.. يا تاعبينهم.. يا كايدينهم بالقوى ياحنا".