الخميس 27 يونيو 2024

اللواء تامر الشهاوي: أزمة سد النهضة شهدت نوعا من «البلطجة» الإثيوبية (حوار)

تامر الشهاوي

تحقيقات29-5-2021 | 21:11

أحمد رشدي

تقف مصر على مدار التاريخ بجوار أشقائها في الدول المجاورة، في ظل التهاب المنطقة بعدة أحداث توالت في وقت واحد، باعتبار أن مصر هي السند والداعم والراعي الرسمي من أجل تحقيق السلام، ومن أهم هذه القضايا العداون الذي شهدته فلسطين من قبل الجانب الإسرائيلي على مدار الأسابيع القليلة الماضية.

وبعد تدخل مصر وإدانتها هذا العداون تم الاستجابة لوقف إطلاق النار، وعلى الجانب الآخر تحاول إثيوبيا فرض بلطجة جديدة في قضية سد النهضة، من خلال رفضها أي محاولات للتفاوض مع دولتي المصب مصر والسودان، وهو ما أكده اللواء تامر الشهاوي، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان المصري السابق، خلال حواره مع «دار الهلال»، وإلى نص الحوار:

كيف ترى موقف مصر من صفقة القرن؟ 

الدولة المصرية رفضت حتى مجرد الحديث فى هذا الأمر على الرغم من الجهود الأمريكية المبذولة طوال السنوات الماضية، حتى قبل أزمة ٢٠١١، ولا شك أن مصر تضع سيناريوهات متعددة لإدارة الأزمة الفلسطينية ونضع فى الحسبان ما سبق حدوثه عام 2008 من نزوح فلسطينى لسيناء بعدما نجحت إسرائيل فى تحقيق الضغط على القطاع وقطع جميع الخدمات والمرافق واجتياح القطاع عسكريا.

** لما لا يفرق الكثير من المتابعين للقضية الفلسطينية بين حماس والشعب الفلسطيني وأهمية فلسطين الاستراتيجة لمصر؟ 

علينا أن نفرق بين حركة حماس، وبين فلسطين الشعب والوطن والقضية، وندرك الأهمية الاستراتيجية لفلسطين وقطاع غزة، ونستوعب أن هذا الشعب قد وقع فى فخ الأطماع والتغييب سواء من ممارسات الاحتلال أو من ممارسات قياداته التى نهبت ثرواته، والمساعدات التى قدمت لفلسطين على مدار السنين، كما يجب علينا أن نلتمس العذر لأجيال فلسطينية لم تطلع على كل الحقائق فى إطار سعى من قياداتها على مر السنين لالقاء التبعيه على مصر بسبب مبادره السلام.

** ما تعليقك على دعم مصر ومساندتها للقضية الفلسطينية؟

أؤكد أن التعامل المصرى مع القضية الفلسطينية منذ الأربعينات حتى اليوم هو تعامل شريف نلتمس فيه حق الشعب الفلسطينى وصيانة المقدسات الدينية وحماية الأمن القومي المصري والعربي.

ويجب علينا أن ندرك الأسباب الدافعة لدعم فلسطين، وأعلن الرئيس السيسي تخصيص 500 مليون دولار كمبادرة لصالح عملية إعادة الإعمار في قطاع غزة نتيجة الأحداث الأخيرة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في تنفيذ عملية إعادة الإعمار، ودعا إلى تكثيف جهود المجتمع الدولي بكامله، لحث إسرائيل على التوقف عن التصعيد الحالي مع الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، لإتاحة الفرصة أمام استعادة الهدوء، وبدء الجهود الدولية في تقديم أوجه الدعم المختلفة والمساعدات للفلسطينيين، وأنه لا سبيل لإنهاء الدائرة المفرغة من العنف المزمن واشتعال الموقف بالأراضي الفلسطينية إلا بإيجاد حل جذري للقضية يفضى إلى إقامة دولة فلسطينية يعيش ويتمتع بداخلها شعبها بكامل حقوقه المشروعة كسائر شعوب العالم.

** بتوجيهات رئاسية.. مصر ترسل مساعدات عاجلة للأشقاء في قطاع غزة فلسطين.. ما تعليقك؟ 

مصر أرسلت 65 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية لفلسطين لدعم الأشقاء المصابين في قطاع غزة، بالتزامن مع تطورات الوضع الراهن هناك، وفقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

وتشمل شحنة المساعدات الطبية، مستلزمات جراحية، ومستلزمات جراحات الحروق والتجميل، ومكافحة العدوى، بالإضافة إلى مستلزمات التشغيل للأقسام الداخلية والطوارئ، ومستلزمات الأشعة والكسور، وآلات جراحية للعمليات الكبرى والصغرى، بالإضافة إلى ماسكات أكسجين، وأجهزة تنفس صناعي، وأجهزة تخدير، وأسطوانات أكسجين، وسرنجات ومضخات للمحاليل. 

وتم تجهيز مستشفيات بئر العبد النموذجي، والعريش العام، والشيخ زويد المركزي بمحافظة شمال سيناء، لاستقبال المصابين من دولة فلسطين عبر معبر رفح البري، بطاقة استيعابية تبلغ 288 سريرا داخليا، و81 سرير رعاية مركزة، و233 طبيبا، بالإضافة لـ44 جهاز تنفس صناعي، فضلا عن مستشفيات أخرى في الإسماعيلية والقاهرة، وكذلك الدفع بـ165 سيارة إسعاف مجهزة بعناية مركزة وجهاز تنفس صناعي، بالإضافة إلى أدوية ومستلزمات طبية.

وغزة وفلسطين ملفات من الأمن القومي المباشر للدولة المصرية، وكذلك ملف سد النهضة، على رأس أولويات الدولة المصرية، تتعامل معهما في كل المحافل الدولية وبكل الوسائل والآليات الدبلوماسية والسياسية حتى نصل إلى حلول في هذه الملفات المهمة.

** ماذا عن ملف سد النهضة في ظل تعنت الجانب الإثيوبي؟

في أزمة سد النهضة حدث نوع من «البلطجة» الإثيوبية في فرض واقع، ولدى أثيوبيا نوايا مرتبطة إرتباطا واثيقا بفكرة استخدام المياه كإحدى الثروات التي حبها الله بها، وتسعى لكى تبيع المياه، والرئيس السيسي أرسل رسائل لإثيوبيا والدول الداعمة لها والبنك الدولي الذي دخل معها شريك بجانب بنوك ودول أخرى مثل إسرائيل وتركيا وإيران، ولهذه الدول تأثيرا على الجانب الإثيوبي.

ومصر تعي تماما أننا أمام عمل عدائي ضد مصر، والأزمة الحالية مُقدرة جدا، وأي تحرك غير دبلوماسي أو غير خاضع للسياسة الدولية، مكلف جدا، وهذا هو الهدف تسعى إليه بعض الدول حتى تدخل مصر في ديلمة العقوبات الاقتصاد مثلما حدث مع العراق بعد تشجيع الولايات المتحدة الأمريكية، هذا تقديري ومخاوفي من هذا السيناريو.

ولا نعول على المنظمات الدولية والإقليمية، منظمة الأمم المتحدة هي منظمة خاضعة لجهة إحادية الجانب، وهي الولايات المتحدة، وأعتقد أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من مصر وصفقة القرن، وسيناريو الشرق الأوسط الجديد يؤكد أن مصر أمام عمل عدائي واضح، وربما الولايات المتحدة الأمريكية «توارب الباب» مثلما حدث مع صدام حسين، وتريد أن تقع مصر في عقوبات دولية، ونجد أن مصر يفرض عليها حظر طيران وحظر تسليح وحظر بيع بترول، وكل هذه السيناريوهات بعد أن عادت مصر إلى مكانها ومكانتها وأصبحت قوة عسكرية واقتصادية في المنطقة العربية، لذلك يُنظر إلى كل دول الشرق الأوسط التي لديها طموح تصبح دول كبرى. 


** في تاريخ القضية.. هل قدمت المنظمات الدولية شيئا للقضية الفلسطينية؟

للأسف المنظمات الدولية لم تقف بجوار القضية الفلسطينية منذ نشأتها، والدليل لا توجد أي مكتسبات حققها الجانب الفلسطيني على مدار تاريخ القضية، والمجتمع الدولي كان شريكا في هذه الجريمة والولايات المتحدة الأمريكية فاعلا رئيسيا في هذا الموضوع، «تمزع» القضية الفلسطينية ما بين ما يعرف بحركة فتح وحماس وباقي الفصائل الفلسطينية الأخرى، الموساد الإسرائيلي هو من أوجد حركة حماس، حتى يظل هذا الصراع مستمر، لأنه إذا حدث اتحاد بين الفلسطينيين، نجح الشعب الفلسطيني في الوقف كيد واحدة أمام الكيان الصهيوني، وللأسف نجح الاحتلال الصهيوني في إيجاد فرقة وتمزق بين وحدة الشعب الفلسطيني.

** صف لنا تقيمك لعلاقة مصر مع الدول العربية في السنوات الأخيرة؟

في مارس 2016، كنت ضيفا في أحد البرامج التلفزيونية، وسألني المذيع نفس السؤال، قولت له علاقتنا مع الدولة العربية قوية وهناك محورين في التعاون العربي، الأول المحور المصري العراقي السوري الأردني، والثاني المحور المصري السعودي الكويتي البحريني، قولت له المحور الأول سيضرب، وبالفعل تابعنا ما حدث في سوريا والعراق وحدث له ما حدث، ولم يتبق إلا المحور الثاني الذي كان يقف في وجه قطر، مصر لن يساعدها غير «ذراعنا» فقط أمام أي تحديات، مصر لن يساعدها إلا جشنا العظيم، ومصر وقفت وتقف مع الجميع.
  
** ماذا عن حماس في 2021؟

حماس تسيطر على قطاع غزة، بنسبة 5 %، وتتعامل مع حركة حماس، لحماية الأمن القومي، لأنهم مسئولين عن الأمن داخل قطاع غزة، وثانيا كطرفا أصيلا في القضية الفلسطينية بحكم خلفها مع حركة فتح والدولة الفلسطينية التي يمثلها الرئيس محمود عباس أبو مازن.

** الدولة المصرية تعرضت لحملات تشكيك وتشويه وبدأت في استعادة وعي المصريين.. حدثنا عن الوعي وأهميته ولماذا يطلقون عليك قائد معركة الوعي؟ 

منذ اندلاع ثوة 30 يونيو التى أطاحت بنظام حكم جماعة الإخوان الإرهابية ومصر تتعرض -ومازالت- لحملات تشكيك وتشويه من أجل نشر الفوضى وهدم مؤسسات الدولة، لذا مصر تخوض معركة شرسة وتقاتل لاستعادة الوعى الوطني وتقويته لدى المواطنين لمواجهة سيل الشائعات والأكاذيب والمعلومات المغلوطة التى يروجها أعداء مصر فى الداخل والخارج. 

وأدرك الرئيس عبدالفتاح السيسى أهمية وخطورة معركة الوعي، وقد نبه لها كثيرا فى لقاءاته وخطاباته عبر منابر مختلفة، خاصة بعدما أصبحت الأكاذيب والشائعات تستهدف مؤسسات الدولة ومشاعر المصريين.

وفي ٢٠١٤، أكد الرئيس السيسى على أهمية استعادة الوعي، عندما كان مرشحا لرئاسة الجمهورية، خلال استقباله وفدا من الإعلاميين أن منظومة وعى المواطنين تحتاج لتطوير كبير، واستراتيجية إعلامية تعاون الدولة المصرية على النهوض. 

وفى ٢٠١٧، وخلال الندوة التثقيفية التى نظمتها القوات المسلحة، أكد الرئيس أن وعى المصريين هو حائط الصد الحقيقي، وأن التحدي الذى تمر به مصر أكبر من الرئيس والحكومة ومؤسسات الدولة، ولكن ليس أكبر من إرادة الشعب، أيضا فى أكتوبر ٢٠١٨، وخلال الندوة التثقيفية الـ ٢٩ للقوات المسلحة، قال الرئيس السيسي: «الوعي المزيف أو المنقوص هو العدو الحقيقي»، وتابع قائلا: «المعركة منتهتش، مازالت موجودة بمفردات مختلفة، العدو دلوقتى بقى معانا وجوانا، واستطاعوا بالفكر إنشاء عدو داخلنا، يعيش بقتلنا ويبنى نفسه بهدمنا».

فى أكتوبر  ٢٠١٩، وخلال الندوة التثقيفية الـ٣١ للقوات المسلحة، أكد الرئيس السيسى، أن مكامن القوة الحقيقية تتركز فى وعى المصريين، لأنهم وحدهم القادرون على حماية وطنهم وبأيديهم قد يتسببون فى ضياعه إذا هزموا فى معركة الوعى.

وأكد الرئيس فى افتتاح مشروعات قومية بمحافظتى جنوب سيناء والسويس: «الدولة لازم تبقى الحامى والمدافع عن وعى المصريين، عشان ملاحظ إن بقالنا شهور بيحاولوا كل يوم ينشروا ١٠٠٠ و٢٠٠٠ شائعة وتكذيب وتحريف وإفك، والناس بسيطة ومعذورة ومشغولة فى حياتها اليومية».

والخلاصة أن الرئيس السيسى يؤكد دائما على ضرورة زيادة وعى المصريين، وأن وعى المواطنين هو السلاح الأقوى لمواجهة الأفكار الهدامة وحملات التشكيك، ودعا إلى الوعى بمخاطر ما يحاط بمصر من مخططات نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار.

وأُطلق عليّ قائد معركة الوعي لأنني عملت في الأمن القومي أكثر من 30 عاما، وآخر 5 سنوات كنت مديرا إدارة النشاط الديني والسياسي في المخابرات من 2009 إلى 2015، ومعركة الوعي أخطر من المعارك في ميادين القتال، ولا حل لإعادة الوعي وتفكيك الإرهاب إلا بالقضاء على البيئة الحاضنة، ولن ينتهي الإرهاب في مصر بالحل الأمني، وهنا لا أقصد بالإرهاب التفجيرات، لكن أقصد الإرهاب الفكري والأفكار المتطرفة، لأن الحل الأمني موقوت بالزمان والمكان فقط، بمعنى أن هناك بؤرة إرهابية يتم التعامل معها، لكن الحل الأمني فقط لن يقضي على الإرهاب في مصر أو في أي مكان في العالم.

** في وجهة نظرك.. كيف نقضي على الإرهاب؟ 

أولا القضاء على البيئة الحاضنة للإرهاب وإعادة انضباط المجتمع، ليصبح مجتمع منتج فاعل قوي، يحتاج مشروع قومي للإنسان المصري، هذا المشروع القومي يتضمن النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية والدينية، يشترك فيه جميع الجهات والمؤسسات، والرئيس عبدالفتاح السيسي يتبنى هذا المشروع القومي في بناء الإنسان المصري، على سبيل المثال منذ فترة تحدث الرئيس السيسي عن تعديل الخطاب الديني، هل قامت مؤسسة أو أشخاص بمناقشة تعديل الخطاب الديني وماذا يقصد الرئيس بذلك، بعض الناس هاجمت شيخ الأزهر،بسبب موقفه من جماعة الإخوان، أنا كمتخصص متفهم موقف شيخ الأزهر، بإعتباره مسئولا عن الدعوة، هناك خلاف بين الأمام أحمد ابن حنبل والإمام.

وتعديل الخطاب الذي كان يقصده الرئيس السيسي هو تنقية التراث والإرث الإسلامي بكل ما هو ضعيف أو غير صحيح او إسناده ضعيف، وتنقية المعتقدات والوجدان المصري بكل الدخائل التي دخلت عليه من الأفكار الوهابية.

وتعديل الخطاب الديني وتوعية الناس مشروع قومي للإنسان يشترك فيه مؤسسة الأزهر الشريف والكنسية ووزارة الأوقاف وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي والشباب والرياضة والتضامن والإعلام، كل جهة مسئولة عن جانب من جوانب الشخصية المصرية، وكان لي معركة كبيرة في البرلمان من أجل الوعي والمشروع القومي للإنسان المصري، وطالبت وقتها بعودة وزارة الإعلام . 
  
** ما رأيك في الإعلام المصري في 2021؟

الإعلام المصري بـ«عافية»، لن أقول أكثر من ذلك، وأنا من أصحاب مدرسة القوة الناعمة، وتحضرني القصة الشهيرة عن مدى تأثير القوى الناعمة في الشعوب، قصة المواطن المغربي الذي أوقف موكب الرئيس جمال عبدالناصر أثناء زيارته للرباط وكان بصحبة العاهل المغربي، الملك محمد الخامس، في سيارة مكشوفة، ليسأله عن إسماعيل ياسين قائلا: «يا ريس ناصر.. سلم لي على إسماعيل ياسين».

ومنذ تولى الزعيم جمال عبد الناصر، كان يدرك مدى تأثير الفن كقوة ناعمة تؤثر في الشعوب، فاهتم بالفن والفنانين اهتماما كبيرا، وقدمت الدولة الدعم للثقافة والفنون، واتجهت مصر إلى إنتاج أعمال فنية ذات قيمة وهدف، واستعانت بإسماعيل ياسين في تقديم مجموعة أعمال سينمائية تتناول حياة الجندي بالجيش المصري في مختلف أفرعه وأسلحته.
 
وأذكر حينما قال الرئيس السيسي: «أنا بحسد الرئيس عبدالناصر على إعلامه»، كان يقصد مساندة الإعلام للمشروعات القومية، وإن كانت الظروف أيام ناصر مختلفة، حيث لم هناك تعددية حزبية واقعية بخلاف الحزب الاشتراكي، كانت بداية انطلاق التلفزيون، والراديو لم يكن منتشرا بشكل كبير، والكهرباء لم تصل القرى، والمواطنين كانوا يعتمدون على ملعوماتهم من خلال الراديو والتلفزيون والجرنال وما يدار في صالونات الأدبية والندوات والمقاهي.

وبالتالي الزمن والظروف مختلفة تمام، وما حدث في 67 و73 خير دليل، وبعد ٦٧ المصريين فقدوا الثقة في إعلام ناصر، وكانوا يسمعون إذاعة مونت كارلو ولندن وإذاعة إسرائيل، وإعلام 2021 مختلف تماما عن إعلام الستينيات، ونتيجة استطلاعات الرأي للإعلام في 2000 في الشارع كانت كالتالي: التلفزيون والراديو والجرائد، و2010 التلفزيون رقم 1 والراديو رقم ٢ والسوشيال ميديا ٣ والجرائد الورقية رقم ٤، وفي 2021 السوشيال رقم1 والتلفزيون رقم 2  والراديو رقم 3  والجرائد خارج الاستطلاع.

وقبل السموات المفتوحة وعصر الإنترنت والعوالمة، كان من السهل التحكم في وجدان المواطن المصري من خلال ما يعلن، وكان وقتها التلفزيون فقط هو الوسيلة الإعلامية المتاحة ولا توجد قنوات أخرى، ولكن اليوم بضغطة زر تجد 4 آلاف قناة على «الطبق»، وفي هذه الحالة أصبحت الدولة لا تملك التوجية الإعلامي، وهذه هي الفكرة العالمية والتي تهدف إلى السيطرة على العالم من خلال الإعلام الموجه، الدول والحكومات أصبحت لا تتحكم في فيما يغذي عقل المواطنين، لذلك تجد بعض الدول الكبرى مثل روسيا والصين تضع حدودا لهذا النوع من الإعلام، ولكن هناك حرية في العالم،  لا أحد يستطيع أن يقول إن الإعلام المصري مقصر بنسبة 100 %، هناك مشكلة في الرؤية، ولم يعد  من السهل التحكم في المحتوي الذي يشاهده المصريون، وبالتالي وجدان المصريين أصبح منوعا.

** هل تقدم أو تطور الإعلام المصري في ظل التطور السريع في الإعلام والسوشيال ميديا؟

الإعلام المصري متأخر 10  سنوات، ولابد والآن أن نتواجد بمنتهى القوة على جميع وسائل التواصل الاجتماعي بلا استثناء، في محاضراتي في الجامعات المصرية كنت دائما أطرح بعض الأسئلة على الطلاب، منها كيف تستقي معلوماتك؟ من يشاهد التلفزيون يرفع يده؟ ماذا تشاهدون في التلفزيون؟، كانت معظم الاجابات كالتالي: الأولاد يشاهدون مبارايات كرة القدم والبنات يشاهدن أفلام وأغاني، ولا يشاهدون الأخبار ولا البرامج التلفزيونية.

- من يقرأ جرائد؟ لم يرفع يده أحد، من يسمع الراديو؟

كانت الإجابة أن حوالي من 15-20% يسمعون الراديو، كيف تحصلون على معلومة معينة؟،كانت معظم الردود أنهم يعرفون المعلومات من خلال الفيس بوك وليس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

** الرئيس السيسي يهتم ويدعم الشباب.. تعليقك؟

اهتمام محمود جدا ومقدر جدا، وحقق نتائج طيبة، ولكن ما زال المشوار طويل، لأن 65 % من الشعب المصري شباب، لا أريد فرصة عمل في القطاع الحكومي، لكن أتمنى توفير فرص عمل كثيرة للشباب من خلال القطاع الخاص والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهذا ما قامت به الدولة المصرية في السنتين الماضتين من خلال مبادرات الحكومة في تشغيل الشباب وتوفير الوظائف وتشتغيل المصانع التي كانت مغلق أو متعثرة، ومبادرات البنوك  في دعم مشروعات الشباب، والرئيس السياسي داعم لأبناءه الشباب، وساعد في تمكين الشباب، فأصبح الشباب في الحكومة، مساعدين ومعاونين للوزراء ونواب للمحافظين، ونواب في البرلمان ومجلس الشيوخ، وفي مختلف مؤسسات الدولة.

** الاقتصاد المصري شهد طفرة وتقدم في السنوات الأخيرة.. بعد قرارات الرئيس السيسي.. صف لنا وجهك نظرك؟

يجب على الدولة تحرير الأسعار، حتى تنهض وتستقر وتقوم بعمل مجتمعات جديدة ومشروعات، ولابد أن يدفع المواطن مقابل الخدمة التي تقدمها الدولة، لا توجد دولة في العالم تدعم الكهرباء والغاز والبترول والتعليم، للأسف هذا الوضوع من أيام الرئيس جمال عبدالناصر، لذلك كانت قرارات جرئية التي اتخذها الرئيس السيسي بشأن الأسعار من أجل بناء مصر الحديثة، وإن لم يفعل الرئيس عبدالفتاح السيسي شيئا غير القرارات الاقتصادية الجرئية التي اتخذها من أجل مصر والمصريين لكفاها وذلك من أجل مصر والمصريين. 
  
** كان لكم دور كبير في قضية التخابر المتهم فيها محمد مرسي وأحمد عبدالعاطي وآخرين.. حدثنا عن التفاصيل؟
 
البداية أن الشهيد المقدم محمد مبروك، رحمه الله، رصد اتصال يوم 9 يناير 2011 بين محمد مرسي وأحمد عبدالعاطي الذي كان مقيما في تركيا مع ضابط المخابرات الأمريكي، وتصحيح وللتاريخ القضية قضية تخابر مع الولايات المتحدة الأمريكية «cia» وليست قضية تخابر مع حماس، وصدر قرار بالقبض على محمد مرسي وتم القبض عليه بالفعل، لكنه هرب في أحداث اقتحام السجون في 28 يناير ٢٠١١.

وقتها كان جهاز الأمن الوطني يمر بمشاكل كثيرة، وفي 5 مارس 2011 تم تكليفي واستملت جهاز أمن الدولة وكانت القوات المسلحة مسئولة عن تأمينه، وكنت مسئولا عن الجهاز، بالإضافة إلى اللجنة المشكلة بقرار النائب العام لفحص 4 قضايا متعلقة بجهاز أمن الدولة، وبعد قيام ثورة 30 يونيو 2013 تم نقل محمد مبروك إلى قطاع الأمن الوطني بـ6 أكتوبر، ثم عودته بعد يوليو، اغتياله.

** ما دور الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي في قضية التخابر؟ 

الكاتب الصحفي عبدالرحيم علي كان قد حصل على مستندات ووثائق تثبت تخابر الأخوان المسلمين مع جهاز الاستخبارات الأمريكية، وكيف اشترك محمد مرسي، وقدم بلاغا للنائب العام في عهد المعزول محمد مرسي، وقدم أدلة واضحة أنه كان جاسوسا مع الولايات المتحدة الأمريكية.
  
** الاختيار ملحمة وطنية التفت حولها الأسرة المصرية والعربية.. حدثنا عن رأيك وما تأثير الدراما في الأجيال؟ 

بداية مصر تعاني من تخليد ذكرى أبطالها، على سبيل المثال حرب 1973 أعظم حرب في التاريخ الحديث، تم إنتاج 6 أفلام فقط، نحتاج إنتاج وأفلام ومسلسلات على مستوى عالمي مثل الناصر صلاح الدين، وفيلم الممر الرائع والاختيار 1 و2، أكثر من رائع، والأجيال الجديدة يتشكل وجدانها بالأعمال الوطنية، لذلك أرجو أن نستمر في إنتاج أفلام ومسلسلات البطولات المصرية ونتوسع في الإنتاج،  مقصرين في حق أنفسنا في الدراما الخاصة ببطولات أبناء مصر في حرب أكتوبر وما بعدها.

** هل نسير على الطريق الصحيح بعد إنتاج «الممر والاختيار 1 و2 وهجمة مرتدة»؟ 

نعم، هناك 3 مسلسلات في رمضان، الاختيار 2 وهجمة مرتدة والقاهرة كابول، أولا: مسلسل الاختيار 2 يوثق أحداث حقيقية عاشتها مصر في فترة حكم جماعة الاخوان الإرهابية، وبعد إسقاط نظامهم، وأعمال العنف والشغب، ومحاولة إسقاط البلاد، وفض اعتصام رابعة، والاختيار ١و٢ ساعد في توضيح الرؤية لجميع المشككين، وبث روح الوطنية والتضحية من أجل الوطن لدى الأطفال والشباب.

ومسلسل هجمة مرتدة رائع جدا، يكشف دور منظمات المجتمع الأجنبي ودور التمويل الأجنبي، ويظهر الدور الليبرالي المتآمر على مصر، والقاهرة كابول الذي استعرض المؤامرات التي تعرّضت لها مصر والمنطقة على مدى أكثر من ثلاثة عقود، لذلك انصح الشباب والمواطنين الذين لم يشاهدوا الأعمال الثلاثة ضرورة مشاهدتها. 
  
** ماذا تقول لـ«سينرجي»؟ 

شكرا لـ«سينرجي» واستمروا في دوركم الوطني.

** شهد ملف تسليح الجيش المصري في عهد الرئيس السيسي طفرة مسبوقة.. تعليقك؟

مصر دائما وأبدا متواكبة مع التسليح الحديث والعالم على مدار تاريخها، لكن في آخر 5 سنوات شهدت مصر تسارع كبير وتعاقدت على أسلحة حديثة، والدول تلجأ للتسليح وفق للتهديدات المحيطة بها، ولا شك أن مصر تعرضت في آخر 10 سنوات إلى تهديات مباشرة، والأسلحة التي تبحث عنها في وضع السلام والاستقر تختلف عن الأسلحة في وضع التحديدات والمخاطر المحيطة، و تنويع مصادر السلاح مهمة جدا جدا في هذه الفترة حتى لا نخضع لأحد.