لم تمض أيام كثيرة منذ أعلنت الدولة المصرية عن بدء خطة إنتاج لقاح "سينوفاك" محليًا في مصر، حتى استعدت الحكومة لإنتاج أول لقاح محلي مضاد لفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد موافقة مجلس الوزراء المصري، على البدء في إجراءات تصنيع اللقاح، بالتعاون بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، وشركة "إيفا فارما"، وهى شركة وطنية مصرية تعمل في أكثر من 41 دولة حول العالم، وصاحبة أحد أول ثلاثة مصانع في العالم تنتج دواء "رمديسيفير" وأدوية أخرى بينها "فيبرافير" المضادين لانتشار فيروس كورونا.

يأتي تصنيع لقاح كورونا محليًا في إطار سعي الحكومة لتعزيز الصناعات الوطنية، بالاعتماد على القدرات العلمية المصرية، وتعد مصر من أوائل الدول في القارة الإفريقية التي تبدأ بتصنيع لقاحات كورونا محليًا، وتسعى لتصدير الفائض من اللقاحات المصنعة إلى الدول الأفريقية بعد تغطية الاحتياج المحلي.

وفي هذا السياق تعرض بوابة "دار الهلال"، خطة الدولة خلال الفترة القادمة لتصنيع لقاح كورونا محليًا، والتصدي للتداعيات التي تفرضها جائحة كورونا.

لقاح كورونا مصر

ويعد اللقاح المصري المزمع تصنيعه، ثاني اللقاحات التي تعمل مصر على تصنيعها محليا في إطار خطتها لمواجهة فيروس كورونا؛ حيث اتفقت الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية والأمصال "فاكسيرا" مع شركة "سينوفاك" الصينية على تصنيع لقاحها المضاد لكورونا محليًا.

تسلمت مصر الدفعة الأولى من المواد الخام لتصنيع لقاح "سينوفاك" الصيني محليًا بها،  بإجمالي 1400 لتر تكفي لتصنيع حوالي مليوني جرعة من اللقاحات، كما استقبلت 500 ألف جرعة من لقاح فيروس كورونا من إنتاج شركة "سينوفارم" الصينية، قبل أيام.

أعلنت وزارة الصحة أن إجمالي الكميات المُصنعة من "سينوفاك" خلال العام الجاري ستبلغ 40 مليون جرعة، على أن يتم ضخ مليوني جرعة من اللقاح في مراكز اللقاحات المصرية خلال شهرين، في حين أعلنتت شركة "فاكسيرا" المُصعنة للقاح الصيني في مصر أنه سيتم إنتاج 2.25 مليون جرعة من "سينوفاك" خلال الـ3 أشهر المقبلة، مشيرة إلى أن "فاكسيرا" ستصبح المصنع الرئيسي لتصنيع لقاح "سينوفاك" في إفريقيا.

مراحل تصنيع لقاح كورونا مصر

وحسب إرشادات منظمة الصحة العالمية؛ فإن إنتاج اللقاحات يمر بعدة مراحل، من بينها الدراسات النظرية واختبارات الثبات، ثم تجارب "ما قبل السريرية" التي يتم إجراءها على حيوانات، ثم تجارب سريرية على مرحلتين، الأولى تتضمن عدد محدود من البشر، والثانية توسيع نطاق التجارب، ثم يتم تقييم نتائج كل الدراسات لمنح اللقاح ترخيص الاستخدام من الجهات المحلية والدولية المختصة.

وفي داخل مصر، تعمل وزارة الصحة على إجراء اختبارات تحليل المواد الخام للقاح الجديد في معامل هيئة الدواء المصرية، ثم مراحل التعبئة والاعتماد، وإجراء دراسات الثبات، كما تخضع الجرعات للتحليل في معامل هيئة الدواء المصرية للتأكد من مأمونيتها وفاعليتها فور الانتهاء من التصنيع.

جدير بالذكر، أن إعلان الحكومة المصرية عن بدء أولى مراحل تصنيع اللقاح المصر يأتي في إطار جهود الجهات الحكومية بالتنسيق مع شركة "إيفا فارما"، واستطاعت مصر تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية المُستخدمة في بروتوكولات علاج كورونا خلال الفترة الماضية، بحسب تصريحات وزيرة الصحة والسكان، الدكتورة هالة زايد، مع قيامها بتصدير كميات من تلك العلاجات للخارج.