الإثنين 10 يونيو 2024

شمس صناعية.. أحدث ابتكارات الصين

شمس صناعية

الهلال لايت 31-5-2021 | 17:58

ميادة عبد الناصر

منذ أن بدأ وباء كورونا والجميع بمجرد أن يسمع كلمة الصين يتوجس خيفة من العواقب التي ستحدث، وخاصة أن العالم كله تأثر بهذه الجائحة سواء من الناحية الاقتصادية أو الصحية.

ومؤخرا تابع العالم الصاروخ الصيني -التائه- فى السماء وظل العالم يترقب سقوطه حتى مر بأمان، ولكن هذا لا ينفى أن الصين أكثر البلاد التى تعمل فى مجال التطور التكنولوجى والعلمى ولها أبحاث علمية فى جميع المجالات، وهى حاليا تحاول أن تسبق جميع الدول فاستطاعت أن تقوم بتطوير شمس اصطناعية وهنا تطرأ على الذهن العديد من التساؤلات عن كيفية صناعة شيء كهذا فهي لن تكون شمسا بشكلها المعروف بالنسبة لنا ولكن محاولة للوصول للطاقة الهائلة التى تنتجها الشمس .

ووفقا لصحيفة  "ديلي ستار" البريطانية فقد أعلن عن  هذا الاختراع الجديد من قبل "جانج شوزمن"، الذي كان مسئولاً عن التجربة في معهد فيزياء البلازما التابع للأكاديمية الصينية للعلوم (ASIPP) وقد تم إجراء التجربة نفسها في "هيفيو"، عاصمة مقاطعة "انهوي" الصينية في شرق البلاد وذلك فى المفاعل التجريبي الذى نجح فى المحافظة على حرارة تصل إلى 120 مليون درجة مئوية لمدة 101 ثانية وتعد هذه النتيجة ممتازة ويمكن أن تساهم فى مرحلة أخرى بعد نجاح هذه التجربة أن يتم انشاء طاقة الاندماج الذرى وهى تعد من أجود أنواع الطاقة النظيفة.

وقال مدير الأكاديمية الصينية للعلوم (ASIPP):"إن هذا يعد إنجازا هائلا في مجالات الفيزياء والهندسة في الصين، حيث يضع نجاح التجربة الأساس للصين لبناء محطة الاندماج النووي الخاصة بها ".

ومع أهمية هذا الإنجاز والذي بلغ 120 مليون درجة، فقد تم أيضًا تحقيق تقدما ملحوظا ووصلت درجة الحرارة لـ 160 مليون درجة، ولكنها استمرت 20 ثانية فقط، وحتى تكون هذه التجارب مجدية ويمكن الاستفادة منها على المدى الطويل يجب أن يستمر انتاج الحرارة بهذه الكيفية لمدة أطول من ذلك.

يذكر أن المحطات النووية حاليا تستخدم تستخدم الانشطار النووى وذلك بمعنى أن الذرة تنقسم وتطلق طاقة يتم تسخيرها لتشغيل المولدات ولكن في الاندماج  والذى تعمل الصين على تفعيله تتحد نواتان أخف معًا لإنتاج ذرة أثقل، وتطلق كميات هائلة من الطاقة أثناء القيام بذلك.

وبالتجارب الجديدة التى تطلقها الصين يمكن أن تقوم تفاعلات الاندماج بمضاعفة الطاقة لتصل لأربعة أضعاف طاقة الانشطار، وهى غير ضارة حيث لا ينتج الاندماج انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو النفايات المشعة طويلة العمر التي ينتجها الانشطار كما أنه من الأصعب بكثير أن يذوب مفاعل الاندماج، على عكس الانشطار.

وكل هذه العوامل تجعلها تشكل أمانا أكثر لإنتاج الطاقة وكما أنها لن ثؤثر بالسلب على البيئة، وبالفعل إذا نجحت هذه الأبحاث ستدخل فى الشبكات الكهربائية وستوفر حلولا لاعتماد البشر على الوقود الأحفورى للحصول على الطاقة.