السبت 18 مايو 2024

«مزرعة بيتنا».. حسام يخطط لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل بـ«زراعة الأسطح»

حسام شعبان صاحب مبادرة مزرعة بيتنا

تحقيقات31-5-2021 | 18:54

أماني محمد

"مزرعة بيتنا" مبادرة أطلقها شاب عشريني حلمه تعميم زراعة الأسطح وتحويل أسطح المنازل إلى مساحات خضراء تغطي احتياجات الأسرة من المحاصيل الزراعية وتدر لهم الربح وتزيد من المساحة الخضراء في مصر، بدأ تجربتها على سطح بيته المكون من 200 متر، وبعد نجاحها يسعى لتعميمها ونشرها بعد ردود الفعل التي رحبت بالفكرة على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية.

تخرج حسام شعبان محمد صاحب مبادرة "مزرعة بيتنا" في كلية الزراعة بجامعة الأزهر، ودرس أنظمة الزراعة، وعمل منذ أكثر من عام ونصف على عدد من التجارب والدراسة للنظم المستخدمة في زراعة الأسطح والتي وجد أنها عالية التكلفة سواء زراعة "الهيدروبونيك" أو "الأكوابونيك"، قائلا: "كان هدفى العمل على نظام ليس عالي التكلفة وفي الوقت نفسه يزرع محاصيل شاملة، بعكس النظامين السابقين الذين يزرع خلالهما محاصيل محددة ولا يصلحان لأغلب المحاصيل".

بدأ "شعبا"ن تجربته بالتعاون مع نجل عمه وآخرين، لكنه رغم كل فشل كل المحاولات السابقة في البداية استمر وواصل التجربة حتى حققت النتائج التي استهدفها، موضحا: "واجهت تحديات كثيرة في البداية، فأول محصول كان الكوسة لم ينجح معنا في البداية، وبعد الدراسة والبحث عرفنا أن السبب هو عدم ملائمة درجات الحرارة، فدرجات الحرارة المنعكسة على الأسطح تؤثر على العمليات الحرارية داخل النبات، مما أثر على الإنتاجية، ما جعل كل من بدأ معي ييأس ويتوقف عن المبادرة".

لكن ذلك لم يوقفه عن السعي والعمل واستمرار المحاولات حتى النجاح، حيث أكد في حديثه لـ"دار الهلال": "كان كل هدفي أن أحصل حتى على ثمرة واحدة ، لذلك أجريت عدة تعديلات على عملية الإنتاج واختيار أصناف تتحمل الحرارة وتعطي إنتاج جيد، قابلت عقبات كثيرة في طريقي وأوقات فشل، لكن كان عندي يقين في الله أني سأنجح وواصلت التجارب على كل محصول بمفرده، لتحديد الصنف الأمثل حتى وصلت للنتيجة النهائية بمحصول وفير".

وعن التحديات التي واجهته، قال إنه قابل مشاكل كثيرة منها أن الأصناف لم تنجح معه ولم تعطي أي إنتاج، فبعد ذراعة نحو 5 آلاف بذرة لم ينبت منها إلا 10 بذرات فقط، مضيفا: "هذا لم يوقفني، وعملت بمبدأ أن كل مشكلة لها حل، وزرعت مرات أخرى وتفاديت الأخطاء، وبالفعل نجحت بعض المحاولات في المرة الثانية أو الثالثة حتى زاد الإنتاج".

تجارب لمحاصيل جديدة

وأوضح "شعبان" أنه حاليا يزرع عدة أنواع من المحاصيل الزراعية بعد نجاح تجاربه للزراعة في نظامه الذي يقوم على استخدام الأكياس، حيث يعمل خلال الفترة المقبلة على تجارب لمحاصيل جديدة، مشيرا إلى أن نسبة الفشل لم تعد كبيرة كما كان في الأول "فالآن أصبحت أفهم وأعرف احتياجات النبات في هذا النظام من حيث المياه والأسمدة، ومع تكرار التجربة تتحسن الإنتاجية فبداية زراعة المحصول قد لا يكون الإنتاج عاليا لكن في المرات التالية أختار أصناف أفضل لتتحمل الظروف".

وأكد أن نظام الزراعة في الأكياس يستطيع تحمل وزراعة أغلب المحاصيل، حيث زرع خلاله عدة محاصيل منها الطماطم والفلفل والباذنجان والخيار والفراولة ونباتات طبية وعطرية والكزبرة والكمون والخس والكرنب الأخضر وكذلك المحاصيل الورقية مثل الملوخية وحققت نتائجا إيجابية ويعمل الفترة المقبلة على زراعة الحرنكش ومحاصيل أخرى.

وأضاف أن الهدف من مبادرته لزراعة أسطح المنازل تحقيق الاكتفاء الذاتي للأسرة حتى تأكل غذاءً صحيا ومنتجًا بأيديهم، وكذلك زيادة مساحة المسطحات الخضراء في المدن واستغلال الأسطح في الزراعة بدلا من الكراكيب.

وعن مميزات زراعة الأسطح، قال إن الزراعة على الأسطح تعطي 3 أضعاف إنتاج الأرض المستديمة، لأن النبات يزرع في حيزه المحدد ولا يوجد منافسة بينه وبين نبات آخر وبالتالي كل محصول يحصل على حقه كاملا، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية، فضلا عن ميزته في ترشيد المياه لأنه يستخدم نظام الري بالتنقيط.

25 كيلو فراولة في 6 أيام

وأشار إلى أن 40 متر فراولة ينتجون 25 كيلو جرام كل 6 أيام،  لكن محصول آخر مثل الباذنجان والفلفل عالية الإنتاجية، وتعطى إنتاج أعلى، فيمكن أن ينتج 10 متر منهما 12 إلى 15 كيلوجرام باذنجان، مضيفا: "نحن نعطي للنبات احتياجه بالضبط لأنه في حيز معين ونرشد في استهلاك المياه".

وعن التكلفة، أكد أن تكلفة تجهيز البنية التحتية للمشروع لسيت عالية فهي لا تصل ربع تكلفة الأنظمة الأخرى، فقد تكون تكلفة نظام الزراعة في الأكياس 20% من تكلفة الهيدروبونيك، أما في مرحلة ما بعد التجهيز، تكون تكلفة الزراعة هي البذور والشتلات بجانب الأسمدة والمبيدات فقط، وهي تكلفة مقبولة وغير مرتفعة مقارنة بالإنتاج الذي يوفر احتياجات البيت ويمكن بيعه.

وبعد أن بدأ التجربة على نطاق ضيق في سطح منزله ومنزل أحد أقاربه، يستهدف حسام شعبان أن يتوسع خلال الفترة المقبلة ويطور في مشروعه من خلال بدء التجربة على 10 أسطح أخرى، وذلك في إطار هدفه وهو الفكرة في كل مصر، مضيفا: "مشروعي لا يتوقف على زراعة المحاصيل فقط، بل أستهدف زراعة الورود وأشجار الزينة على الأسطح بالإضافة لأشجار الفاكهة المقزمة".

وعن قدرة البيوت على تحمل تلك النباتات، أكد أنه وضع هذا العامل في الاعتبار أثناء الدراسة فمتر الخرسان يتحمل نحو من 200- 250 كيلو، وفي الزراعة لن تزيد الكمية عن 40 حتى 60 كيلو، وبالتالي فلن يؤثر على قدرة البيوت، مضيفا أن النظام يستخدم بيتموس وهو تربة خفيفة، وكذلك عمل على وضع نظام لعزل الأسطح لعدم تصريف المياه، ويعمل على تطوير المشروع مما سيعطي دفعة لتشجيع المواطنين على الاستفادة من أسطح منازلهم في الزراعة".

الاكثر قراءة