الأربعاء 22 يناير 2025

تحقيقات

نائبة رئيس اتحاد المرأة الفلسطينية: مساندة مصر لنا ليست جديدة.. وصواريخنا كسرت هيبة إسرائيل (حوار)

  • 1-6-2021 | 00:40

آمال الأغا

طباعة
  • محمد فتحي ومحمود بطيخ

** مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت عنصرية الجيش الإسرائيلي 

** حرب 48 صمد فيها الشعب وقاوم التهجير وحافظ على الرواية الفلسطينية 

** انتفاضة الحجارة مكنتنا من كسب الرأي العام العالمي 

** مصر ظهر وسند لفلسطين منذ النكبة  

** مصر تعمل بثقلها لتنفيذ وقف إطلاق النار 

باتت القضية الفلسطينية هي الوجهة الأولى للدبلوماسية المصرية، ولم تبخل القيادة السياسية بمصر في دعم أشقائها الفلسطينيين، الذين لم تتوقف صرخاتهم يومًا لاسترداد وطنهم المسلوب، ويحاولون بشتى الطرق وقف الاحتلال الصهيوني، الذي يحاول محو التاريخ ليقنع العالم بوجوده. 

وفي حوراها مع «دار الهلال» أكدت آمال الأغا، نائب رئيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، أن إسرائيل تريد بناء دولة من النيل للفرات، كما تحلم بالسيطرة من خلالها على المنطقة العربية، مؤكدة أن الصواريخ الإسرائيلية سقطت أمام الصواريخ الفلسطينية، وإلى نص الحوار:

** في البداية.. كيف ترين الجهود المصرية لإعادة إعمار غزة؟

على مدار أعوام عديدة ومنذ النكبة الفلسطينية مصر ظهر وسند لفلسطين، وأنا ووالدي ووالدتي من الذين هاجروا من فلسطين في 48 إلى مصر، وأوجه التحية للشعب المصري، والحكومة المصرية، والرئيس عبد الفتاح السيسي، على دعمهم ومساندتهم للقضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني، وذلك ليس بالجديد على مصر.

وفي الحرب الأخيرة كان لمصر دور كبير، وهي مع القضية الفلسطينية قلبًا وقالبًا، وكان لها دور على المستوى الدولي، إذ احتاجت القضية الفلسطينية لسند عربي، وكانت مصر من أوائل الدول العربية، التي وقفت لدعم القضية، وكانت ضد ما يحدث في غزة من تفجيرات، وكل التصرفات غير الأخلاقية من إسرائيل، كما كان لها دور كبير جدًا في وقف إطلاق النار، ولولا تدخل مصر في ذلك الموضوع لاستمرت المعركة لفترة أطول، إلا أن جهودها تكللت بالنجاح، وبدأت في حملة للمساعدات المصرية، التي من أهمها تبرع الرئيس بـ500 مليون دولار لإعمار غزة.

والحقيقة أن إعمار غزة ليس فقط إعمار بنية تحتية وأبراج لكن بجانب ذلك، نجد القيادة الفلسطينية ودورها البارز في إعادة الثقة وإنهاء الانقسام على مستوى فصائل الشعب الفلسطيني الموجودة ما بين فتح وحماس، حيث أنها تعيد صياغة المنطقة من خلال إنهاء الانقسام وإعادة الإعمار من خلال الشرعية الفلسطينية والحكومة الفلسطينية، والرئيس أبو مازن، وذلك واضح من خلال اتصالاته، وتقابلا اليوم الوزير عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات المصرية، مع الفصائل الفلسطينية، ويوجد توجه لدعوة الفصائل لإنهاء الانقسام قريبًا.

** هل الوفد الأمني المصري قادر على التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار بين الطرفين؟

مصر تعمل بثقلها كله لتنفيذ وقف إطلاق النار، وليس في الوقت الحالي فقط، وإعادة الإعمار تحتاج لهدوء وحلا سياسيا لكل المشاكل الموجودة، وليس فقط وقف إطلاق النار، وأعتقد أن الوفد المصري اليوم يحاول الوصول لحل سياسي.

وقد اقترح الرئيس أبو مازن عقد مؤتمرًا دوليًا جديدًا بناءً على ما يحدث من انتهاكات إسرائيلية على الساحة الفلسطينية، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، وكذلك مدينة القدس وما يحدث من تهجير لأهالي مدينة القدس ومصادرة الأراضي بالضفة الغربية والحرب الأخيرة على قطاع غزة.

لكن المؤتمر الدولي لن يتم إلا بوجود دولة مثل مصر تدعم انعقاده والأردن أيضًا، واتفاق من جميع الدول العربية للاتفاق على نصرة الشعب الفلسطيني، وأعتقد أن الوفد الأمني مهد لعودة المفاوضات بشكل أفضل مما كانت عليه، وإيجاد حلًا نهائيًا، ونحن كشعب فلسطيني نريد إنهاء الاحتلال وليس وقف إطلاق النار، التي بناءً عليه نتكمن من العودة وإعادة الإعمار.

** ترى القاهرة أن حل الدولتين هو الوسيلة النهائية لإنهاء القضية الفلسطينية.. ما تعليقك؟

نبع ذلك الحل من القيادة الفلسطينية، فبعد اتفاقيات «أوسلو»، صار طرح ذلك الحل طبقًا للواقعية السياسية، لحل الدولتين تكون دولة للشعب الفلسطيني، ودولة أخرى للشعب الإسرائيلي، وطموحاتي كفلسطينية، أن تعود فلسطين كاملة من البحر إلى النهر، حيث أن ذلك هو حلم كل مواطن فلسطيني، أن تكون دولة فلسطين كاملة وعاصمتها القدس الشرقية.

لكن الحل السياسي المطروح بناءً على القوة الإقليمية الموجودة، والتحالفات الدولية الموجودة يطرحون حل الدولتين، ونتمنى أن تكون تلك خطوة لتحقيق السلام، إلا أن الشعب الفلسطيني يطمح في أن تعود الدولة الفلسطينية كاملة له.

** ما الهدف الذي يحاول الاحتلال الإسرائيلي الوصول إليه من خلال مراوغته؟

واضح جدًا ذلك الهدف، هم يريدون بناء دولة إسرائيل من النيل للفرات كما يحلمون، التي تسيطر على المنطقة العربية، وتقود المنقطة العربية، وذلك حلم الاستعمار الغربي الذي زرع إسرائيل في وسط العالم العربي لمنع الوحدة العربية، والامتداد ما بين سوريا والمغرب، وذلك ما يعيق تلك الوحدة ويعيق التكامل الذي يمكن أن يكون بين الدول العربية، وستظل إسرائيل تراوغ طالما تجد الدول الغربية تساندها وتقويها، ونرى جميعًا حينما تصدر الأمم المتحدة قرارًا لصالح القضية الفلسطينية فإن أمريكا تقف ضد القرار وتدعم إسرائيل من جميع الجوانب سواء السلاح، أو الاقتصاد، وكافة أركان الدولة، وإسرائيل دولة مستعمرة تعيش على دعم الأوروبيين والغربيين.

** من خلال معرفة الغاية الإسرائيلية.. هل يمكن أن تفشل المفاوضات لتحقيق السلام؟

أعتقد أن الحرب الأخيرة انكشفت فيها إسرائيل، وكذلك ضعف القبة الحديدة التي صرفت عليها الأموال الطائلة، حيث أنها لم تتمكن من منع صواريخ بدائية، صنعت تحت الحصار وتمكنت من الوصول لتل أبيب ووصلت القدس، ولم تكن الصواريخ عشوائية كالسابق لكنها باتت محددة.

والرهبة التي كانت موجودة، وجمل كأن الجيش الإسرائيلي لا يقهر، وجود طائرات على أعلى طراز، وآلاف الدولارات التي تصرف على الصواريخ الإسرائيلية، كل ذلك زال أمام الصاروخ الفلسطيني الذي يتم صناعته بأقل تكلفة ممكنة، وبإمكانيات محدودة، تمكنت من كسر هيبة إسرائيل.

ولا تنسى أن الممارسات الإسرائيلية التي تقوم بها إسرائيل في فلسطين من انتهاك ومصادرة للأراضي، وانتهاك حرمة المسجد الأقصى، واستخدام الأسلحة المحرمة ضد الشعب الفلسطيني، هزت صورة الديمقراطية الإسرائيلية التي تروج لها دائمًا في كل المحافل الدولية، وأعتقد أن هناك ثورة أخلاقية بالعالم بدأت ترى آثار التواصل الاجتماعي التي ليس عليها أي سيطرة، وتنقل للعالم الصورة الحقيقية لما يحدث في فلسطين، وبالتالي كشف زيف المستعمرين.

** كيف أثرت وسائل التواصل الاجتماعي في المقاومة الفلسطينية؟

نحن لدينا الشباب قاموا بثورة تكنولوجية ونقلوا كل ما يدور في الساحة الفلسطينية سواء في غزة، أو القدس، واللد وهيافا، وأظهرت مدى عنصرية الجيش الإسرائيلي، واستعمار يقتلع الجذور من أرضها ويستولي عليها.

ووصل لمرحلة أن وسائل التواصل مثل «الفيسبوك وتويتر»، بدأوا بإلغاء بعض المنشورات بغرض أنها مخالفة لسياسة التواصل الاجتماعي، والشباب الفلسطيني لم يصمت على هذا، لكنهم رفعوا شكاوى ووصلنا لمرحلة أن تلك الوسائل اعتذرت للشعب الفلسطيني، ولدينا أمل في الشباب وأصحاب الحق، ومن لديهم إحساس بمعنى الحرية ومبادئ السلام القائمة على العدالة والمساولة، وأملنا في استمرار هؤلاء الشباب حتى تعود فلسطين وعاصمتها القدس.

** تطورت الانتفاضة الفلسطينية من الحجارة إلى الصواريخ.. فما رأيك في هذا التطور؟

الانتفاضة الفلسطينية منذ وعد بيلفور، وهي إرهاصات تتراكم ويكتسب منها الفلسطينيون الخبرة، وعندما ثارت ثورة الـ 36 أضرب الشعب الفلسطيني بشكل عام، وشل الحياة الاقتصادية الموجودة في فلسطين، حتى جعل قوات الاحتلال الانتداب البريطاني تصاب بزعر، وحرب 48 صمد فيها الشعب وقاوم التهجير وحافظ على الرواية الفلسطينية والقضية الفلسطينية، حتى انطلقت الثورة الفلسطينية في 65، واستعادت الهوية الفلسطينية وبدأت تتشكل الفصائل الفلسطينية، ومرحلة الكفاح المسلح التي كان فيها خطف طائرات وعمليات فدائية داخل فلسطيني المحتلة.

وتعرضنا لعدوان إسرائيلي على بيروت، وانتقلت الثورة الفلسطينية من بيروت إلى تونس، اكتسبنا خبرة العمل الدبلوماسي، وبدأنا العمل على كل الأطر العالمية التي يمكن من خلالها طرح القضية الفلسطينية وعدالتها، ووصلنا إلى الانتفاضة الفلسطينية في 1978، وكانت انتفاضة حجارة، وتمكنت من كسب الري العام العالمي، وحركت كل أصدقاء الحرية والمساواة والإنسانية، بعد أن شاهدوا إسرائيل على حقيقتها، وكل تلك الأساليب يبتكرها الشعب الفلسطيني لمواجهة ذلك العدوان.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة