تحتفل الكنائس المصرية اليوم بذكرى دخول السيد المسيح إلى مصر، حيث جاءت العائلة المقدسة المكونة من السيد المسيح وأمه السيدة مريم ويصطحبهما يوسف النجار إلى مصر، وذلك هربا من شر وبطش الملك هيرودس الملك الذي تخوّف من أن يزاحمه المسيح في المُلك، واستمرت الرحلة حتى مات هيرودس وعادت العائلة المقدسة بعدها إلى فلسطين.
بدأت رحلة العائلة المقدسة بعد أن ظهر ملاك ليوسف النجار في الحلم وأخبره بأن يأخذ الطفل ومريم إلى مصر، قائلا : خذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك، وخرجت العائلة المقدسة من بيت لحم في فلسطين قاصدة مصر في رحلة مباركة استمرت نحو ثلاث سنوات، ومنذ القرن الأول الميلادي تحتفل الكنيسة بهذا العيد.
وبدخول السيد المسيح مصر، تحققت نبوة إشعياء النبي التي كانت قبل ذلك بـ700 عام، في أصحاح 19 حين قال: "مُبَارَكٌ شَعْبِي مِصْرُ" (إش ١٩: ٢٥) ولكنه قال في تلك النبوة "فِي ذلِكَ الْيَوْمِ يَكُونُ مَذْبَحٌ لِلرَّبِّ فِي وَسَطِ أَرْضِ مِصْرَ، وَعَمُودٌ لِلرَّبِّ عِنْدَ تُخْمِهَا." (إش ١٩: ١٩)، حيث تأسس هذا المذبح في وسط أرض مصر وصار دير السيدة العذراء الشهير بـ"المحرق" في أسيوط، أما وعمود عند تخومها وهو القديس مار مرقس الرسول.
بداية رحلة العائلة المقدسة
وقد زارت العائلة المقدسة مصر بدءا من رفح بالشمال الشرقي للبلاد ثم الفرما شرق بورسعيد، وإقليم الدلتا عند سخا بكفر الشيخ، وتل بسطا بالشرقية، وسمنود بالغربية، ثم انتقلت إلى وادي النطرون في الصحراء الغربية حيث أديرة الأنبا بيشوى والسيدة العذراء "السريان"، والبراموس، والقديس أبو مقار، وبعدها إلى المطرية حيث توجد شجرة مريم، ثم كنيسة زويلة بالقاهرة الفاطمية، ثم مناطق مصر القديمة عند كنيسة أبو سرجه في وسط مجمع الأديان.
وتعتبر منطقة مصر القديمة من أهم المناطق والمحطات التي حلت بها العائلة المقدسة فى رحلتها إلى أرض مصر ويوجد بها العديد من الكنائس والأديرة، وقد تباركت هذه المنطقة بوجود العائلة المقدسة ولم تستطع العائلة المقدسة البقاء فيها إلا أياماً قلائل نظراً لتحطم الأوثان فأثار ذلك سخط والي الفسطاط فأراد قتل الصبي يسوع.
وتعتبر كنيسة القديس سرجيوس "أبو سرجة"، والتي بها الكهف أو "المغارة" الذي لجأت إليه العائلة المقدسة، من أهم معالم العائلة المقدسة بمصر القديمة، ومنها إلى كنيسة المعادي وهي نقطة عبور العائلة المقدسة لنهر النيل حيث ظهرت صفحة الكتاب المقدس على سطح المياه مشيرة إلى المقولة الشهيرة "مبارك شعبي مصر".
العودة لفلسطين
وبعدها وصلت العائلة إلى المنيا حيث جبل الطير، ثم أسيوط حيث يوجد دير المحرق بجبل قسقام وبه أول كنيسة دشنها السيد المسيح بيده، وتعد منطقة الدير من أهم محطات مسار العائلة المقدسة، حيث سمى المكان بيت لحم الثانى حيث استقرت العائلة هناك حوالي 6 أشهر، وفي هذا الدير وفى هذا الدير ظهر ملاك الرب ليوسف فى حلم قائلا قم وخذ الصبى وأمه واذهب أرض إسرائيل لأنه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبى.
وهكذا انتهت رحلة المعاناة التى استمرت أكثر من ثلاث سنوات ذهابا وإيابا قطعوا فيها مسافة أكثر من ألفي كيلو متر ووسيلة مواصلاتهم الوحيدة ركوبة ضعيفة إلى جوار السفن أحيانا فى النيل، ففي طريق العودة سلكوا طريقا أخر انحرف بهم إلى الجنوب قليلا حتى جبل أسيوط المعروف بجبل درنكة وباركته العائلة المقدسة حيث بنى دير باسم السيدة العذراء يقع على مسافة ٨ كم جنوب غرب أسيوط، ثم وصلوا إلى مصر القديمة ثم المطرية ثم المحمة ومنها إلى سيناء ثم فلسطين حيث سكن القديس يوسف والعائلة المقدسة فى قرية الناصرة بالجليل.