الجمعة 17 مايو 2024

الإفتاء توضح حكم البكاء عند قراءة القرآن الكريم

البكاء عند قراءة القرآن الكريم

دين ودنيا2-6-2021 | 12:06

أماني محمد

البكاء أثناء الصلاة أو قراءة القرآن أو الدعاء هو أحد علامات الخشوع، وهو من الصفات التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم عن الخاشعين والصالحين من العباد، وقد أوضحت دار الإفتاء في فتوى سابقة لها حكم البكاء عند قراءة القرآن.

ورد إلى دار الإفتاء سؤالا يقول: ما حكم البكاء عند قراءة القرآن الكريم؟، وأكدت في إجابتها أن البكاء عند قراءة القرآن الكريم مستحب؛ لحديث سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قال: قال رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ نَزَلَ بِحُزْنٍ، فَإِذَا قَرَأْتُمُوهُ فَابْكُوا، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا» أخرجه ابن ماجه في "سننه".

 

وأوضحت أن البكاء في حال القراءة من صفات العارفين وعباد الله الصالحين؛ يقول تعالى: ﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا﴾ [الإسراء: 109]، مستشهدة بقول الإمام القرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن" (10/ 341): [﴿وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقانِ يَبْكُونَ﴾ هَذِهِ مُبَالَغَةٌ فِي صِفَتِهِمْ وَمَدْحٌ لَهُمْ، وَحُقَّ لِكُلِّ مَنْ تَوَسَّمَ بِالْعِلْمِ وَحَصَلَ مِنْهُ شَيْئًا أَنْ يَجْرِيَ إِلَى هَذِهِ الْمَرْتَبَةِ، فَيَخْشَعَ عِنْدَ اسْتِمَاعِ الْقُرْآنِ وَيَتَوَاضَعَ وَيَذِلَّ، وَفِي مُسْنَدِ الدَّارِمِيِّ أَبِي مُحَمَّدٍ عَنِ التَّيْمِيِّ قَالَ: مَنْ أُوتِيَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يُبْكِهِ لَخَلِيقٌ أَلَّا يَكُونَ أُوتِيَ عِلْمًا؛ لِأَنَّ اللهَ تَعَالَى نَعَتَ الْعُلَمَاءَ، ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ] اهـ.

وقد استشهدت بقول شيخ الإسلام أبو حامد الغزالي في "إحياء علوم الدين" (1/ 277): [البكاء مستحب مع القراءة...، وقال صالح المري: قرأت القرآن عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ في المنام فقال لي: يا صالح، هذه القراءة فأين البكاء؟ وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "إذا قرأتم سجدة سبحان فلا تعجلوا بالسجود حتى تبكوا، فإن لم تبكِ عين أحدكم فليبكِ قلبه، وإنما طريق تكلف البكاء أن يحضر قلبه الحزن، فمن الحزن ينشأ البكاء"...، ووجه إحضار الحزن أَنْ يَتَأَمَّلَ مَا فِيهِ مِنَ التَّهْدِيدِ وَالْوَعِيدِ وَالْمَوَاثِيقِ وَالْعُهُودِ، ثُمَّ يَتَأَمَّلُ تَقْصِيرَهُ فِي أَوَامِرِهِ وزواجره فيحزن لا محالة ويبكي، فإن لم يحضره حزن وبكاء كما يحضر أرباب القلوب الصافية فليبكِ على فقد الحزن والبكاء، فإن ذلك أعظم المصائب] اهـ.