الثلاثاء 2 يوليو 2024

الصورة الأكثر شهرة فى العالم

11-5-2017 | 09:57

بقلم : أمل مبروك

برز جيفارا كمقاتل شرس لا يهاب الموت وقائد سريع البديهة يحسن التصرف فى الأزمات، لم يكن مجرد طبيب بل أصبح قائدا برتبة عقيد، وشريكا مع فيدل كاسترو فى قيادة الثورة.

هل تعرفين من هو «جيفارا » صاحب الصور المطبوعة على التيشيرتات والمنتشرة على الزجاج الخلفى لبعض السيارات الملاكى والميكروباصات.. والتوك توك أيضا؟ لقد منحت تلك الصورة ألقابا عديدة طوال الأعوام الماضية لكنها منذ أسابيع قليلة حصلت على لقب «الصورة الأكثر شهرة فى العالم » إن جيفارا قائد ثورى كوبى الأصل أرجنتينى المولد، ولد فى يوليو 1928 م ولقى حتفه مقتولا فى أكتوبر 1967 ، تلقى تعليمه الجامعى فى جامعة بوينس آيرس وتخرج بشهادة طبيب.. لكنه لم يعمل بها فى الأرجنتن، حيث سافر بعد التخرج إلى جميع أنحاء أمريكا اللاتينية مع صديق له بواسطة دراجة نارية فى رحلة أنضجت مشاعره بعدما شاهد الظلم الكبير الواقع على البسطاء من مزارعى أمريكا اللاتينية، فمشاهدة الفقر المستوطن هناك والتفاوتات الطبقية الاقتصادية كانت سببا فى تكوين رغبته نحو التغيير.

بينما كان جيفارا يسكن فى المكسيك، تعرف على أصدقاء للمجاهد الكوبى «فيدل كاسترو » وكانوا يعدون أنفسهم للقيام بثورة على الديكتاتور الكوبى «باتيستا »، فطلب جيفارا الانضمام إليهم ووافق كاسترو على طلبه لأنهم كانوا بحاجة فى هذه العملية إلى طبيب، فانضم إليهم فى حركة 26 يوليو التى غزت كوبا بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية التى كانت تلعب دورا كبيرا فى دعم باتيستا ثم بدأت تتخلى عنه، وسرعان ما برزت مهارة جيفارا فى القيادة وترقى سريعا إلى أن أصبح هو الرجل الثانى فى القيادة ، وكان دوره محوريا فى نجاح هذه الثورة التى قضت على نظام باتيستا.

برز جيفارا كمقاتل شرس لا يهاب الموت وقائد سريع البديهة يحسن التصرف فى

الأزمات، لم يكن مجرد طبيب بل أصبح قائدا برتبة عقيد، وشريكا مع فيدل كاسترو فى قيادة الثورة.. حيث كان كاسترو يشرف على استراتيجية المعارك بينما كان جيفارا هو الذى يخطط لتلك المعارك، وإذا كان كاسترو قد عرف بخطاباته التي صنعت له وللثورة شعبيتها فإن جيفارا هو الذى كان وراء كتابتها واختيار عباراتها الرنانة، وعندما صدر قانون يعطي الجنسية والمواطنة الكاملة لكل من حارب مع الثوار برتبة عقيد، لم تتوفر هذه المواصفات سوى فى جيفارا الذى عن مديرا للمصرف المركزى وأشرف على محاكمات خصوم الثورة وبناء الدولة على أساس من العدالة وعدم التمييز بن الطبقات، مما جعل منه بطلا قوميا ، وزادت شعبيته فى نفوس  الناس حتى بعد مماته إلى أن أصبح رمزا وأيقونة عالمية للثورات والمطالبة بالعدالة.