الأحد 16 يونيو 2024

ألمانيا: بنود كتالوج التحضر على الطريقة الألمانية حادة جزئيًا

11-5-2017 | 13:32

 

دافع وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير عن نقاطه العشر، التي حددها مطلع الشهر الجاري كمعالم تحضر استرشادية للمجتمع الألماني، وهي النقاط التي أثارت جدلا واسعا في ألمانيا.


وقال الوزير، في تصريح لصحيفة "كولنَر شتات أنتسايجر"، الصادرة اليوم في كولونيا: "لا أريد من خلال هذه النقاط إجبار الناس على التصافح عندما يريدون أن يحيوا أنفسهم، أردت بكتالوج العشر النقاط أن أوضح ما الذي يمكن أن يفعله الإنسان ليكون قدوة وكيف يمكن أن نتأدب مع بعضنا البعض".


وعن نقطة "لسنا مجتمع برقُع" التي جاءت في الكتالوج قال الوزير العضو بالحزب المسيحي الديمقراطي الذي ترأسه المستشارة أنجيلا ميركل إنه تعمد صياغة هذه الجملة بشكل حاد "حتى يتضح أننا في ألمانيا لا نخفي أنفسنا بل نكشف وجهنا وننطق اسمنا".


وجاء في هذا الدليل الاسترشادي الذي وضعه الوزير الألماني لمن أراد أن يعرف كيف يتصرف كألماني أن الاحترام والتسامح مهمان لألمانيا، وأن مبدأ حكم الأغلبية يتضمن أيضا حماية الأقلية.


وفي السياق نفسه قال الرئيس الألماني الأسبق كريستيان فولف في تصريح لصحيفة "مانهايمر مورجن" إن مبادرة دليل التحضر وفقا للرؤية الألمانية مهمة.


وحذر فولف، العضو السابق بحزب ميركل المسيحي الديمقراطي، من أنه "ليس من البديهي إطلاقا أن يظل مجتمعا منفتحا وليبراليا تتم فيه حماية الأقليات".

 

وأضاف أنه إذا تقاعس أصحاب تيار الوسط عن أداء دورهم وتركوا أصحاب الاتجاهات المتطرفة فينشطون فإن هذا البلد في خطر.


قوبلت المعالم الرئيسية للثقافة والتقاليد الألمانية التي حددها وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير بالانتقاد من قبل معارضين في حين استُحسنت هذه التصريحات من قبل أعضاء بالتحالف المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل، والذي ينتمي إليه الوزير.


وقرأ عدد من الخصوم السياسيين للوزير الألماني هذا النقاش الذي أثاره دي ميزير على أنه معركة انتخابية وإثارة للنعرات اليمينية.


ودعا دي ميزير مواطنيه إلى تبني أطر ومعالم أساسية تكون بمثابة أركان رئيسية للتقاليد الألمانية قائلا في مقال بصحيفة "بيلد" مطلع مايو الجاري: "إن من يثق في مجموعه الثقافي يكون قويا".


ورأى الوزير الألماني أنه عندما تكون هذه الثقافة الخاصة بالألمان "هي التي نهتدي بها.. فسيكون لها تأثير على الآخرين يساهم في تشكيلهم بمن فيهم أولئك، الذين يأتون إلينا ويسمَح لهم بالبقاء عندنا".


ذكر توماس دي ميزير قائمة من عشر نقاط اعتبرها وبمنأى عن الحقوق الأساسية والدستور بمثابة المجموع الثقافي أو المرجع الثقافي للألمان.

 

وقال إن هذه النقاط العشر ليست قواعد قانونية "بل قواعد ضمنية لتعايشنا" يمكن أن تسمح بإضافة المزيد من النقاط إليها.


وأبرز دي ميزير خلال النقاط العشر التي تميز الثقافة والتقاليد الألمانية أن المجتمع الألماني "مجتمع منفتح".

 

وأضاف: نحن نكشف عن وجهنا، فلسنا مجتمع برقع، مشيرا بذلك لرفض النقاب أو البرقع من قبل المجتمع الألماني.


كما رأى الوزير الألماني أن الدين في ألمانيا "هامشي وليس ركنا في المجتمع"، حيث إن المناسبات الكنسية "تصبغ إيقاع العام وتميز أبراج الكنائس صورة بلدنا".

 

وفي الوقت نفسه فإن ألمانيا محايدة فيما يتعلق بالعقيدة الدينية والاحترام والتسامح مهمان بالنسبة لنا.


كما أكد دي ميزير أن مبدأ الاحتكام للأغلبية يتضمن أيضا حماية الأقلية وأن العنف مرفوض في المجتمع الألماني، مضيفا: "نحن لا نربط تصورات عن الشرف بالعنف"، وأن الألمان وطنيون واعون و الوطني الواعي يحب بلده ولا يكره البلدان الأخرى.


وتابع دي ميزير مُعدِدا النقاط العشر الأساسية التي تميز الثقافة الألمانية في نظره قائلا: "إن من بين سمات هذه الثقافة الرئيسية هو وجود نموذج تعليمي بشكل ما يحتذى به وفكرة مرشدة وإرث للتاريخ الألماني يتضمن علاقة خاصة بإسرائيل والثراء الثقافي".