ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الأحد إن الرئيس الأمريكي جو بايدن قاد حملة هائلة، عندما كان نائبًا للرئيس السابق باراك أوباما، لمنع الناس من العبور إلى الولايات المتحدة من خلال تخصيص مئات الملايين من الدولارات لأمريكا الوسطى، على أمل أن يجعل الفقراء قادرين على العيش في هذه المنطقة.
وقالت الصحيفة - في تقرير نشرته على نسختها الالكترونية - إن بايدن الآن يُضاعف من هذه الاستراتيجية مرة أخرى ويكلف نائبته ، كامالا هاريس ، التحدي الشائك المتمثل في تنفيذ خطته للالتزام بمبلغ 4 مليارات دولار في نهج مشابه بشكل ملحوظ أثناء سفرها إلى هذه المنطقة اليوم الأحد.
وسلطت الصحيفة الضوء على خطاب لبايدن في أمام الكونجرس مؤخرا قال فيه "عندما كنت نائبًا للرئيس ، ركزت على تقديم المساعدة اللازمة لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة". لقد ساعدت في إبقاء الناس في بلدانهم بدلاً من إجبارهم على المغادرة. خطتنا عملت ".
وقالت الصحيفة إن الأرقام تحكي قصة مختلفة إذ أنه بعد سنوات من إغراق الولايات المتحدة لأمريكا الوسطى بالمساعدات، ارتفعت الهجرة من المنطقة في عام 2019 وهي آخذة في الارتفاع مرة أخرى.
وضربت الصحيفة مثالا على ذلك بجواتيمالا، التي تلقت أكثر من 1.6 مليار دولار من المساعدات الأمريكية على مدى العقد الماضي، إلا أن ذلك لم يمنع معدلات الفقر من الارتفاع، وتحول سوء التغذية إلى أزمة وطنية، وأصبح الفساد لا يمكن السيطرة عليه، والمفارقة أن هذه الدولة ترسل المزيد من الأطفال غير المصحوبين بذويهم إلى الولايات المتحدة أكثر من أي مكان آخر في العالم.
وقالت الصحيفة إن هذه هي الحقيقة الصارخة التي تواجه نائبة الرئيس الأمريكي وهي تتولى المسؤولية عن تعزيز نفس النوع من برامج المساعدات التي كافحت لوقف الهجرة في الماضي.
وأضافت أن هذا التحدي أدى في البداية إلى إحباط كبار مساعديها السياسيين، الذين اعتبر بعضهم أن مهمة بايدن من شأنها أن تجعلها حتما عرضة للفشل في الأشهر الأولى من ولايتها مشيرة إلى أن هاريس، ذات الخبرة المحدودة في السياسة الخارجية والتي لم يسبق لها العمل في هذه المنطقة، تعرضت بالفعل لانتقادات لعدم زيارتها للحدود.
وقالت الصحيفة إنه ذلك يمنع هاريس ومستشاريها من الاستعداد لهذه المهمة مشيرة إلى أن العديد من الأشخاص المطلعين على أفكارها في البيت الأبيض يقولون إن مهمتها ستمنحها فرصة للغوص بشكل مباشر في السياسة الخارجية وإثبات قدرتها على اجتياز اختبار القائد التنفيذي، والتفاوض مع قادة العالم على المسرح العالمي لمواجهة واحدة من أكثر القضايا الأمريكية صعوبة.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الاختبار سيبدأ اليوم الأحد، عندما تشرع هاريس في أول رحلة دولية لها، إلى جواتيمالا والمكسيك، حيث من المتوقع أن توضح بالتفصيل الجهود المبذولة للحد من الهجرة إلى الولايات المتحدة من خلال السعي لتحسين الظروف في هاتين الدولتين.