مرت 18 عاما منذ رحيل المشير عبد الغني الجمسي، أحد أبطال حرب أكتوبر ومهندسها العبقري، والذي لا تزال ذكراه وسيرته خالدة، والذي سجل التاريخ بطولته ودوره في الإعداد لحرب أكتوبر 1973، وما بعدها خلال مرحلة مفاوضات السلام مع إسرائيل.
توفي المشير الجمسي بعد معاناة مع المرض في 7 يونيو 2003 عن عمر يناهز 82 عاما، ويعد هو آخر وزير حمل لقب وزير حربية في مصر، حيث تغير اسم الوزارة بعد ذلك إلى وزارة الدفاع، ولُقب الجمسي باسم "الجنرال النحيف".
من هو المشير عبد الغني الجمسي
ولد المشير الجمسي في 9 سبتمبر عام 1921 في محافظة المنوفية بقرية البتانون لأسرة ريفية تتكون من سبعة أشقاء، والتحق بالتعليم النظامي في مدرسة المساعي المشكورة بشبين الكوم بالمنوفية، وبعدما سمحت حكومة مصطفى النحاس باشا لجميع الفئات والمستويات الالتحاق بالكلية الحربية، التحق بالكلية الحربية وهو ابن 17 عاما، وتخرج فيها عام 1939 في سلاح المدرعات.
ومع اشتعال الحرب العالمية الثانية عين كضابط في صحراء مصر الغربية، وكان من قلائل القادة الذين شاهدوا تلك الحرب والتي جرت خلالها أعنف معارك المدرعات بين قوات الحلفاء بقيادة مونتجمري والمحور بقيادة روميل، وساهمت هذه التجربة في إكسابه دروسا هامة، وواصل مسيرته العسكرية بعد انتهاء الحرب.
عمل الجمسي ضابطا بالمخابرات الحربية، ثم مدرسا بمدرسة المخابرات؛ حيث تخصص في تدريس التاريخ العسكري لإسرائيل الذي كان يضم كل ما يتعلق بها عسكريا من التسليح إلى الاستراتيجية إلى المواجهة، وتلقى عدد من الدورات التدريبية العسكرية في كثير من دول العالم، حيث حصل خلال تلك الفترة على إجازة كلية القادة والأركان عام 1951، وإجازة أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 1966.
الجمسي والإعداد لحرب أكتوبر
تقدم الجمسي باستقالته من القوات المسلحة عقب هزيمة يونيو 1967، ليفسح للجيل الجديد الفرصة لاسترداد الأرض المحتلة، لكن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر رفض الاستقالة وأسند له مهام الإشراف على تدريب الجيش المصري، وتولى خلال تلك الفترة رئاسة هيئة تدريب القوات المسلحة، ثم رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة، وهو الموقع الذي شغله عام 1972، وقد ظل في هذا المنصب حتى اندلاع حرب أكتوبر 1973، حيث تم تكليفه بمهمة رئاسة أركان حرب القوات المسلحة، بعد إقالة الفريق سعد الدين الشاذلي.
وقبل حرب أكتوبر 1973، أسند الرئيس الراحل أنور السادات، مهمة التخطيط للتوقيت المناسب لبدء العملية الهجومية في الحرب، والتوقيت المناسب حيث عمل الجمسي على دراسة الموقف العسكري للعدو وللقوات المصرية والسورية، وسميت تلك الدراسة "بكشكول الجمسي"، وتم اختيار يوم 6 أكتوبر بناء علي تلك الدراسة.
وخلال العملية العسكرية وبعد تحقق الانتصار في حرب أكتوبر، جاءت اللحظة العصيبة وهي اختراق القوات الإسرائيلية لثغرة الدفرسوار، وأدت إلى خلاف بين الرئيس أنور السادات ورئيس أركان الحرب وقتها الفريق سعد الدين الشاذلي الذي تمت إقالته، وتولى الجمسي مهمة رئاسة الأركان، وأعد خطة لمحاصرة وتدمير الثغرة وأسماها "شـامل" إلا أنها لم تنفذ نتيجة صدور وقف إطلاق النار.
وكان الجمسي قائدا للمفاوضات مع الإسرائيليين بعد الحرب، ورُقي وقتها إلى رتبة الفريق أول مع توليه منصب وزير الحربية عام 1974 وقائد عام للجبهات العربية الثلاث عام 1975، ومن أبرز مواقفه خلال المفاوضات تجاهله للجنرال "ياريف" رئيس الوفد الإسرائيلي وجلوسه دون إلقاء التحية أو المصافحة وذلك في يناير 1974.
مناصب الجمسي
تقلد المشير الراحل الجمسي عدداً من الوظائف الرئيسية بالقوات المسلحة المصرية وهي:
قيادة اللواء الخامس مدرعات بمنطقة القناة في معركة السويس في 1956
رئاسة أركان حرب المدرعات في 1957
قائد اللواء الثاني مدرعات في 1958.
التحق ببعثة المدرعات في أكاديمية فرونزي بالاتحاد السوفيتى في 1960
قائد مدرسة المدرعات في 1961
رقى إلى رتبة لواء في يوليو في 1965
رئيساً لعمليات القوات البرية في 1966
رئيسا لأركان حرب الجيش الثاني في 1967
تولى رئاسة هيئة تدريب القوات المسلحة في 1971
مديراً للمخابرات الحربية في 1972
رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة في يناير 1972
رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة في 1973
رقى إلى رتبة فريق في 1973
عين رئيساً للوفد العسكري المصري في مباحثات الكيلو 101
عين رئيساً للوفد العسكري المصري في المفاوضات العسكرية المصرية الإسرائيلية
رقي إلى رتبة فريق أول في 1974
عين وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة في 1974 وحتي أكتوبر 1978
عين نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للحربية والإنتاج الحربى وقائداً عاماً للقوات المسلحة في 1975.
عقب خروجه من وزارة الدفاع في 1978 عين مستشاراً عسكرياً لرئيس الجمهورية.
رقى إلى رتبة مشير شرفياً في 1980.
تقاعد بناء على طلبه في 11 نوفمبر 1980.
حصل على 24 نوطا وميدالية ووساما من مصر والدول العربية والأجنبية ومنها، وسام نجمة الشرف العسكرية، ووسام التحرير عام 1952، ووسام ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة عام 1958.