تعتبر العدة مدة شرعها المولى عز وجل بعد طلاق المرأة وبعد وفاة زوجها لحكم كثيرة منها براءة الرحم لئلا تختلط الأنساب، وكذلك احترام الميت وتقديره في نفس الزوجة، وهي فرصة للصلح والهدوء والرجوع عن الطلاق، وممكن أن تكون الحكمة في عدم استعجال المرأة بالارتباط بعد الخروج من العلاقة وهو ما يكون غالبا قرار غير مدروس، لكن حكمة المولى عامرة بالأسباب ولا يطلع عليها بشر وليست محل مناقشة.
** أحوال مختلفة للعدة:
العدة عامة لكل النساء الصغيرة والكبيرة والمدخول بها وغيرها التي لم يدخل إذا توفى عنها زوجها، فإن العدة في هذه الحالة تكون ثابتة ولو لم يدخل بها ولو علم براءة الرحم، وهناك تفصيل في الطلاق في عدة الحيض، وغير المدخول بها لا عدة عليها في حالة الطلاق.
** الحامل: عدَّتها في الطلاق والوفاة أن تضع حملها وليس بالتوقيت والمدة.
** المتوفى عنها زوجها: تكون عدَّتها أربعة أشهر وعشرة أيام.
** من طُلِّقتْ وهي تحيض: عدتها تكون ثلاثة حيض، وتنتهي عدتها بالطهر من حيضتها الثالثة.
** من لا تحيض:
عدتها ثلاثة أشهر، ويجب على المعتدَّة من طلاق رجعي البقاء مع زوجها أثناء العدة وفي منزل الزوجية وهو منزلها بنص كتاب الله: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا».
ويجوز للمطلق ولها أن يرى ما يشاء منها، وهي فرصة جيدة للرجوع لعل الله يوفِّق بينهما، وفي الرجعة لا يحتاج الزوج والولد إلى رضى المرأة «في الطلاق الرجعي» وتحصل الرجعة بقول زوجها: «راجعتُكِ»، أو بحدوث الجماع ورجوع العلاقة الطبيعية بدون تلفظ.
ويجب التنبيه على مسألة أن المرأة لا تنكح نفسها ويجب وجود ولي حتى لو من أبعد أهلها لحديث: «أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بغَيْرِ إِذنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ»، كما يحرم على المرأة طلب الطلاق بدون سبب لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: « أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلاقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ».
ومن عوامل نجاح العلاقات وعدم هدم البيوت طاعة الزوجة لزوجها بالمعروف، خاصة في أمور الفراش لأن التوافق من أهم الأسباب في المودة والرحمة والحب والحفاظ على البناء الأسري: «إذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلَى فِرَاشِهِ فَأَبَتْ أَنْ تَجِيءَ، فَبَاتَ غَضْبَانَ؛ لَعَنَتْهَا الْمَلائِكَةُ حَتَّى تُصْبحَ».