قال الدكتور تادروس ادهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن "العالم يشهد إشارات مشجعة فيما يتعلق بانتشار فيروس كورونا المستجد، حيث انخفض عدد حالات الإصابة للأسبوع السادس على التوالى، كما انخفض عدد الوفيات للأسبوع الخامس على التوالى".. لافتا إلى أنه رغم ذلك فإن هناك ثلاث مناطق في العالم زاد فيها عدد الوفيات خلال الأسبوع الماضى.
وأوضح ادهانوم - خلال مؤتمر صحفي عقده بمقر المنظمة في جنيف مساء اليوم الاثنين- أن العالم يشهد اتجاهين للجائحة، حيث يواجه عدد من البلدان وضعا خطيرا للغاية، بينما بدأت بلدان أخرى، وهي التي حققت نسبة كبيرة من تطعيم سكانها لتوفر اللقاحات لديها في تخفيف القيود الاجتماعية والإجراءات والقيود، خاصة مع انخفاض عدد الوفيات لديها، وتحديدا لدى السن الأعلى.
وشدد على ضرورة أن يكون تخفيف الإجراءات بحذر خاصة مع انتشار متحورات الفيروس، مضيفا أن رفع القيود قد يكون كارثيا، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاحات، مؤكدا الأهمية القصوى لأن تستمر البلدان التي لم تحقق نسبة عالية من التطعيم في اتخاذ الإجراءات الاحترازية.
ولفت ادهانوم إلى أن الأمر الأكثر إحباطا حتى الآن هو أن نسبة استحواذ البلدان الغنية على اللقاحات مقارنة مع الدول الأخرى مازالت كما هي برغم مرور الشهور، لافتا إلى ما كانت المنظمة قد دعت إليه بالوصول إلى تطعيم نسبة تصل إلى 10% من السكان في كل بلد بحلول نهاية سبتمبر المقبل و30% بنهاية العام.
وبين أن مرفق "كوفاكس"، الذي تقوده المنظمة سيحتاج إلى 250 مليون جرعة، منها 100 مليون جرعة في يونيو ويوليو، معتبرا أن قادة مجموعة السبعة الذين سيعقدون قمتهم السنوية هذا الأسبوع هم من لديهم القدرة على تحقيق هذه الغايات.
وحول وصول المنظمة إلى معرفة ما حدث، خاصة في معهد علوم الفيروسات في ووهان الصينية واجراء التحقيقات، قال الدكتور مايك رايان المدير التنفيذى لبرامج الطوارئ بالمنظمة "إن الأخيرة ليس لديها النفوذ لتلزم أية دولة بدخول أراضيها لإجراء تحقيقات بها، ولكن المنظمة تعمل مع البلدان من خلال التعاون".
وأكد أن منظمة الصحة ستستمر في العمل لتحديد منشأ الفيروس، لأن من المهم معرفة ذلك من أجل تفادى أية جائحة في المستقبل، لافتا إلى أن هذا الأمر قد يستغرق سنوات، وليس بالمهة السهلة.
ومن جهتها، قالت كبيرة علماء المنظمة الدولية الدكتورة سوميا سواميناثان "إن من يحصلون على التطعيم يظنون خطأ أنه محميون ويتخلون عن ارتداء الكمامة ويقتربون من الأماكن المزدحمة ويقللون من الإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس"، مشددة على أن الوقت لم يأت بعد للتخفيف من الإجراءات، خاصة مع وجود متحورات الفيروس، وأن من حصلوا على التطعيم يمكن أن يصابوا، وأن ينتهى بهم الأمر في المستشفى أيضا كما يمكن أن يزيدوا من انتشار العدوى.
وفيما يتعلق بإعلان البرازيل عن تنظيم بطولة (كوبا أمريكا) لكرة القدم ومدى خطورة ذلك مع وضع انتشار كورونا هناك، قال الدكتور مايك رايان "إن المنظمة لا تتخذ قرارا نيابة عن الدول، ولكنها تقدم المشورة عند الطلب"، مؤكدا أن تنظيم الأحداث الرياضية يحتاج إلى التقييم وإدارة المخاطر، وأن على البلدان التي تنظم مثل تلك الأحداث الكبيرة أن تكون حذرة.