الجمعة 22 نوفمبر 2024

فن

اكتشف موهبته خواجة نصاب.. معلومات تنشر لأول مرة عن نجيب الريحاني

  • 8-6-2021 | 23:11

نجيب الريحاني

طباعة
  • محمد أبو زيد

عاش نجيب الريحاني حياة يتخللها الفقر والبؤس وعانى في بداية حياته وقبل دخول الفن، وكان كلما جاء ذكر أول عهده بالفن، صاح يقول بلهجته المرحة "أنا مدين بمكانتي وفني ونجاحي إلى أستاذ عظيم جدا.. عارفين مين هو؟، ثم يتولى الإجابة عن السؤال بقوله "الفقر يا افندم.. مافيش معلم فليسوف زيه في الدنيا.. اللي يتعلمه الواحد في المدارس في 15 سنة، يعلمه لك الفقر في 15 يوم، ياسلام على العبقرية التي يخلعها الفقر على عباده المفلسين، ذوي الجيوب الخالية، إنها عبقرية تدفع بصاحبها إلى قمة المجد يا أفندم".

ولعل هذه العبارات تلخص تاريخ الريحاني، فقد كان الغفلاس هو السبب المباشر للكشف عن مواهبه النفسية التي كانت مدفونة في أعماق شخصيته الفذة، وفي قصة عنه نشرتها مجلة الأثنين  في 2 يوليو 1952 تقول" أكتشف الريحاني مقدرته على إضحاك الجماهير بوجه المصادفة التي أعدها الفقر وأحكم إخراجها، عام 1908 والريحاني في مستهل شبابه لا يحفل بما يجئ به الغد، وكان موظف في أحد المصارف بمرتب لا يزيد عن أربعة جنيهات من عملى هذه الأيام.

وفي ذات يوم غادر الريحاني مقر عمله وليس في  جيبه قرش واحد، واستولت عليه رغبة جامحة في قضاء سهرة يروح بها عن نفسه، فمضى يلتمس صديقا يقرضه ريالا واحدًا، وقابله صديق من المتصلين بالوسط الفني فطلب منه الريحاني ريال سلف فأخبره صديقه بأنه لا يمتلك قرشا وأحدا ولكن أخبره بمشروع يمكنه من كسب نصف جنيه في ظرف ساعة واحدة.

فأظهر الريحاني استعداده لتنفيذ المشروع فورا مهما كان وأخذ الصديق يشرح له المشروع وخلاصته أن هناك "خواجة" يشتغل بالتنويم المغناطيسي ويزعم أن في استطاعته أن ينوم الحاضرين، ثم يقله بالفكر إلى أماكن وبلاد بعيدة ليشاهد ما فيها من عجائب فإذا عاد إلى وعيه لم ينس ما شاهده، كما هو مألوف عند الوسطاء بل يظل يذكره ويرويه للناس.

وكان الخواجة مدعيا دجالا لا يفقه شيئا في علم التنويم المغناطيسي، ولذلك كان يتفق كل ليلة مع شخص معين ليندس بين الحاضرين، فغذا وقف الخواجة على المسرح وسأل المتفرجين "من منكم يريد أن ينام تقدم إليه الشخص إياه وكان يحدث أن يتقدم بعض المتفرجين يعلنون استعدادهم للنوم، وكان الخواجة يتخلص منهم الواحد بعد الآخر بلباقة.

لم يكد الريحاني يلم بهذه التفاصيل حتى أظهر استعداده للقيام بهذا الدور فصحبه صديقه إلي الخواجة الذي دربه على ما ينبغي عمله مقابل 50 قرشا يحصل عليها بعد انتهاء الحفلة، وصعد الريحاني على المسرح وتظاهر بالنوم ونفذ كل ما طلبه من الخواجة واندمج الريحاني في دوره ودخل الجمهور في ضحك متواصل طيلة الدقائق التي استغرقها تمثيل هذا الدور،  وفي نهاية الحفلة كان الخواجة سعيد بنجاح ليلته بفضل الريحاني وأعطاه جنيها بدلاً من نصف الجنيه الذي اتفق عليه.

وقبل انصرافه سأله الخواجة عن عمله فأجابه أنه يعمل موظفا في مصرف، فقال له " لو أنك حاولت استغلال مقدرتك في إضحاك الجماهير لأصبحت فنانا عظيما.. اذهب واشتغل ممثلا ولن تندم، ومن هنا كانت نقطة التحول في حياة الريحاني وظلت عبارات الرجل ناثلة أمام عينه وضحكات الجمهور تدوي في أذنيه وبعد 3 شهور قدم استقالته والتحق برفقة عزيز عيد.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة