طفلة تجلس في السينما مبهورة وهي تشاهد "فيفيان لي" وهي تقوم بدور البطولة في فيلم"ذهب مع الريح"، ثم تعود إلي منزلها وفي وصوتها يرن في أذنها، تنام ومشلهد الفيلم في عقلها وفي الصباح تقف أمام المرآة تحاول أن تقلد دورها، هي فنانة من طراز خاص وموهبة كبيرة، قالت عنها سيدو الشاشة فاتن حمامة أنها ستكون وريثتها على الشاشة، وقفت أمام كبار النجوم وخلف كاميرا أهم مخرجي السينما، هي الفنانة الجميلة زيزي البدرواي.
اسمها الحقيقي فدوى جميل عبد الله البيطار، ولدت فى يوم 9 يونيو 1944 بالقاهرة، لأسرة متوسطة، والدتها من أصول لبنانية، أحبت التمثيل وهي طفلة وتمنت أن تكون ممثلة يشار لها بالبنان، عندما كانت في الـ 12 عاما قدمت مشهد وحيد في فيلم "بيت الله الحرام"، ولفتت الأنظار إليها حتى اختارها المخرج عز الدين ذو الفقار في فيلم "بورسعيد"، ثم قدمها حسن الإمام في فيلم "عواطف" منحها "الإمام" اسمها الفني "زيزي البدراوى".
كانت شهرتها الحقيقية عندما قدمت دور"سعدية" في فيلم "احنا التلامذة"، عام 1959، وفي العام التالي شاركت في فيلم "البنات والصيف" 1960 وتعرضت لهجوم شديد من جمهور عبد الحليم حافظ عندما جسدت دور الفتاة التي رفضت حبه، وتوالت أعمالها السينمائية لعل أبرزها "آخر شقاوة، سجين الليل، امرأة على الهامش، شفيقة القبطية، السبع بنات، امرأة على الهامش، 24 ساعة حب، عريس الهنا، اذكرينى، هارمونيكا، حبك نار".
ولها فيلمين شاركت بهما في قائمة أفضل 100 فيلم في ذاكرة السينما المصرية 1996 في استفتاء النقاد هما "إحنا التلامذة، بين القصرين".
قدمت للتلفزيون العديد من المسلسلات أبرزها "المال والبنون، ليالى الحلمية، بوابة الحلواني، المال والبنون، حضرة المتهم أبي، يا ورد مين يشتريك، رد قلبي، حلم ابن السبيل" وبلغ رصيدها الفني نحو 130 عملًا فنيًّا.
تزوجت زيزي البدرواي مرتين، الأولى من المخرج عادل صادق بعد قصة حب جمعت بينهما في فيلم "حبي في القاهرة" عام 1966، ولم يستمر الزواج سوى شهور وانفصلا، ثم تزوجت للمرة الثانية من محامي يُدعى توفيق عبدالجليل بعد قصة حب واستمر الزواج نحو 17 عامًا ثم انفصلا، لتعود مرة أخرى للمخرج عادل صادق للمرة الثانية ولم يستمر الزواج سوى 5 شهور.
عانت زيزي البدرواي من شراهة التدخين، للدرجة التي كانت تجعلها تدخن 100 سيجارة يوميًّا، حتى ساءت حالتها الصحية واصيبت بسرطان الرئة، وتوفيت في 31 يناير 2014 عن عمر ناهز 70 عامًا، وتركت خلفها ميراثا فنيا ما بين السينما والمسرح وأعمالا محفورة في ذاكرة جمهورها وفي تاريخ السينما المصرية.