الجمعة 24 مايو 2024

هربت في باخرة وحولت السطوح إلى مسرح.. ذكريات زهرة العلا (الحلقة الأولى)

زهرة العلا

فن10-6-2021 | 01:57

محمد أبو زيد

وجه بريء، وملامح هادئة جعلتها في مقدمة الفنانات اللاتي تسند إليهن الأدوار الرومانسية، فهي فنانة من طراز خاص، تمتلك موهبة كبيرة، وتعد واحدة من أبرز نجمات السينما الكلاسيكية، إنها الفنانة الجميلة زهرة العلا.

وفي عدد نادر من مجلة "الكواكب"، صدر يوم 29 أغسطس 1961، وتحت عنوان: "شقاوة زمان" كتبت الفنانة زهرة العلا تحكي عن ذكريات طفولتها في مدينة الإسكندرية، وهو ما ننشره كما دونته بيدها دون تدخل.

الحلقة الأولى الهروب 

 تقول زهرة العلا: "مازلت أذكر تلك القصة الصغيرة التي قرأتها أثناء طفولتي في إحدى مجلات الأطفال، كانت القصة تحكي حكاية طفلة فقدت أباها واستهدفت لقسوة زوج أمها فقررت أن تهرب، وركبت الطفلة إحدى السفن في غفلة من الحراس فلما ابتعدت السفينة عن الميناء، اكتشف الركاب وجود هذه الطفلة، ولم يكن هناك بد من العناية بها فتبناها أحد الركاب وتطورت حياة الطفلة، فأصبحت فيما بعد شخصية لامعة". 

وأضافت: "الحق أنني اندمجت في تفاصيل هذه القصة لسبب واحد، هو أنني كنت أعيش مع أسرتي في الإسكندرية، والبواخر كانت كل يوم تمر على باب البحر، وبمنتهي السذاجة قررت أن أقوم بنفس الدور الذي قامت به الطفلة في القصة، أملا في أن أصبح شخصية لامعة، لكن خطتي لم تنجح وعدت من الباخرة إلى بيتنا في حراسة البوليس، ويومها تعرضت إلى علقة من أبي لن أنساها في حياتي".

وتابعت: "يومها أقسم أبي ألا أغادر باب البيت بعد عودتي من المدرسة، وهكذا سجنت طفولتي في عالم ضيق، هو عالم البيت، وأصبح السطوح هو الأفق الكبير الذي أطل منه على ملامح الحياة في الشارع، وصارت صديقاتي يزرنني فقط ولا أزورهن".

واستطردت: "على أديم السطح كنا نقضي أوقاتنا ومن خلال الضيق الذي أحسسته من ملل الوقت فوق السطوح، فكرت يوما أن أكوّن مع صديقاتي فرقة تمثيلة نتسلى بها في عالم الضيق، وعدت إلى مجلات الأطفال، فأخذت منها بعض التمثيليات القصيرة، التي كانت تنشرها بقصد تعويد الأطفال على الصدق وعدم الكذب والإهتمام بالدرسة، وبالطبع كنت أسند إلى نفسي أدوار البطولة، حتى أحظى بتصفيق الأطفال".

وواصلت: "وشاع في الحي خبر الفرقة التمثيلية التي تلعب أدوارها فوق سطح منزلنا، ووجدت الأطفال يزحفون إلينا، وفورا قررت أن يكون الدخول رهنا بباكو شوكولاتة، أو باكو بسكويت، وهكذا انتعشت الفرقة وانتعش بائعو الحلوى في الحي، ثم حدثت المفاجأة التي أغلقت مسرحنا إلى الأبد".