حققت الدولة على مدار السنوات الماضية العديد من الإنجازات في قطاع السياحة، عن طريق تطوير بعض المناطق الأثرية والمتاحف التي ترجع إلى العصور القديمة، وكانت شاهده على أحداث عديدة، أهم هذا التطوير مدينة «الفسطاط»، التي تعد أحد أقدم العواصم الإسلامية في تاريح الجمهورية، حيث اتخاذها الخليفة عمرو بن العاص عاصمة له أثناء فترة خلافته في البلاد،  وبدأت عمارتها ببناء جامع عمرو بن العاص، الذي أطلق عليه فيما بعد الجامع العتيق، وظلت عاصمة لمصر مدة 113عاما، كما أنها أحد الوجهات السياحية الهامة في الدولة المصرية.

أقدم العواصم الإسلامية

قال الدكتور محمد الوكيل مفتش وخبير آثار بالمنطقة الجنوبية، إن منطقة مصر القديمة أو ما يطلق عليها مدينة الفسطاط هي أقدم العواصم الإسلامية حيث اتخاذها الخليفة عمرو بن العاص عاصمة له أثناء فترة خلافته في البلاد، لافتا أن هذه المنطقة كانت خالية من المعمار إلا من الحصن الروماني المعروف بقصر الشمع عند مدينة منف الفرعونية، مشيرا إلى أن الخليفة عمرو بن العاص قد أطلق عليها مدينة الفسطاط أي الخيمة، وبدأت عمارتها ببناء جامع عمرو بن العاص، الذي أطلق عليه فيما بعد الجامع العتيق، وظلت الفسطاط عاصمة لمصر لمدة 113عاما.

وأضاف الوكيل في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن هناك العديد من المباني الآثرية الموجودة بالمنطقة، منها معبد بن عزرا اليهودي، وكنائس مصر القديمة، وجامع عمرو بن العاص، وحفائر أطلال مدينة الفسطاط، ومقياس النيل بجزيرة الروضة، وقصر المانسترلي، وقصر محمد علي بالمنيل، لافتا أن هذه المنطقة يطلق عليها حاليا حي مصر القديمة، وهي في قلب القاهرة ويتردد عليها عددا كبيرا من السائحين.

أحد الوجهات السياحية الهامة بمصر

وأشار إلى أن قرار الدولة بإعاده تجديدها وترميمها، صائب تمامًا، لافتا أن منطقة الفسطاط الجديدة أحد الوجهات السياحية الهامة بمصر، لافتا أن المتحف القومي للحضارة المصرية الذي بدأ العمل فيه عام 2002 ليصبح أحد أهم متاحف الآثار على مستوى العالم، حيث يضم أكثر من 50 ألف قطعة أثرية تروي قصة تطور الحضارة من قديم الأزل وحتى عصرنا الحالي، مشيرا إلى أنه تم تقسيم المتحف إلى معرض رئيسي دائم لعرض أهم إنجازات الحضارة المصرية، إلى جانب 6 معارض أخرى تتناول موضوعات متنوعة مثل: النيل، والكتابة، والمعتقدات، بالإضافة إلى معرض المومياوات.

وأوضح أنه تم كذلك تقسيم مدينة الفسطاط الجديدة لثلاث مراحل، وهم المجاورة الأولى والثانية والثالثة، حيث تشتمل كل مجاورة منهم على عددا كبيرا من الأبراج الضخمة والعمارات السكنية حيث تم التجديد من كافة الجوانب الحياتية التي يحتاجها قاطني المنطقة، لافتا أنه تتراوح عدد الشقق في أبراج الفسطاط الجديدة من 24 إلى 48 شقة، تتكون بعض الأبراج من دور أرضي و11 دور، بينما يتكون البعض الآخر من دور أرضي و8 أدوار متكررة، وبذلك تكون مدينة متكاملة تضم عبق التاريخ ومواصفات الحياة الحديثة.

افتتاح العديد من الأماكن الأثرية 

قال المهندس فاروق شرف استشاري وخبير ترميم الآثار التاريخية، إن أهم الإنجازات التي حققتها الدولة في قطاع الآثار خلال هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ مصر افتتاح العديد من الأماكن الأثرية بعد إعادة ترميمها، مثل هرم زوسر المدرج بسقارة الذي يعد أول بناء حجري في التاريخ الذي ظل ترميمه قرابة 14عاما.

وأضاف استشاري وخبير ترميم الآثار التاريخية، في تصريح خاص لـ«دار الهلال»، أن هناك العديد من الاكتشافات التي قامت بها وزارة الآثار في الفترة الأخيرة مثل بعض المقابر الأثرية، مشيرا إلى أن ترميم وصيانة ما تم اكتشافه من التوابيت الخشبية والمومياوات والعمل على ترميمها وصيانتها، مؤكدا أن أهم الافتتاحات التي تمت خلال هذه الفترة، حيث قام رئيس الجمهورية بافتتاح ثلاثة متاحف جديدة في ثلاث محافظات مختلفة هي متاحف شرم الشيخ وكفر الشيخ والمركبات الملكية بالقاهرة وكذلك افتتاحه لقصر البارون إمبان بمصر الجديدة، والمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط.

رفع كفاءة الخدمات السياحية

وأضاف أن هناك أيضا افتتاح رئيس الوزراء لأول متحف أثري بمدينة الغردقة بالتعاون مع القطاع الخاص ما يعمل أيضا على تطبيق نهج جديد لدمج السياحة الثقافية مع الشاطئية، مشيرا إلى افتتاح جامع الفتح الملكي بحي عابدين بالقاهرة، وافتتاح المعبد اليهودي الياهو هابني بالإسكندرية، موضحا أنه من ضمن الإنجازات التي حققتها الدولة أيضا افتتاح مصنع المستنسخات الأثرية بمدينة العبور الذي يعد الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط، ورفع كفاءة الخدمات السياحية في المتاحف والمواقع الأثرية، وافتتاح أول مطعم سياحي بمنطقة أهرامات الجيزة.

وأشار إلى أن حدث موكب المومياوات الملكية الذي شهده العالم في 3 أبريل الماضي، وأوجه التطوير التي تمت في ميدان التحرير لم يستهدف من تنظيمه المصريين والسائحين فقط، بل قدمته مصر للأجيال الجديدة ليشعروا ببالغ الفخر لانتمائهم لمصر ولهذه الحضارة العظيمة، مشيرا إلى أن افتتاح متحفي الآثار المصرية الذين تم تجهيزهما بمبنى الركاب رقم (٢) ومبنى الركاب رقم (٣) بمطار القاهرة الدولي لخدمة مسافري الترانزيت وتعريفهم بالحضارة المصرية القديمة، كان أمرا غاية في الروعة.