الثلاثاء 21 مايو 2024

الدكتورة غادة عامر: مصر تملك تقنيات تكنولوجية تمكنها من خوض الحروب اللامتماثلة (حوار)

الدكتورة غادة عامر

تحقيقات10-6-2021 | 17:27

أحمد رشدي

- تسليح الجيش المصري شهد تطورا كبيرا في عهد الرئيس السيسي

- مصر عملت على خلق جيل جديد من المجندين يتعامل وينتج التكنولوجيا الحديثة

- القيادة السياسية مُصرة على امتلاك وتصنيع التكنولوجيا الحديثة وتدريب الكوادر عليها

 

تُعد التكنولوجيا والابتكار أحد أهم الركائز الصناعية لنمو الصناعات الدفاعية والأمنية للمستقبل، وهو ما حرص على تنفيذه الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد، خاصة أنها ساهمت في بناء مميزات الحروب اللا متماثلة من التمرد والإرهاب والحرب بالوكالة إلى الاختراق، لذا سعت الدولة المصرية على امتلاك مجموعة من التقنيات حتى تتمكن من مواجهة هذا النوع من الحروب.

 

أكدت الدكتورة غادة عامر، المحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ووكيل كلية الهندسة جامعة بنها، وفي حوارها مع «دار الهلال»، أن من أهم الإجراءات التي قامت بها مصر لضمان امتلاك أدوات الحروب الحديثة، أنها أولا عملت على خلق جيل جديد من المجندين يتعامل وينتج التكنولوجيا الحديثة، لذلك نظمت القوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اختبارات لاكتشاف ورعاية المجندين والضباط الاحتياط المتميزين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

 

وإلى نص الحوار:

 

** في البداية.. كيف ترين تسليح الجيش المصري في عصر الرئيس السيسي؟

 

تسليح الجيش المصري شهد تطورا كبيرا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على مستوى جميع أفرع القوات المسلحة، وأيضا تدريب المقاتل العسكري المصري على أحدث التكنولوجيا الحديثة لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية في ظل الحروب اللا متماثلة.

 

** كيف ساهمت التكنولوجيا في بناء مميزات الحروب؟

 

في الحقيقة التكنولوجيا ساهمت في بناء مميزات الحروب اللامتماثلة من التمرد والإرهاب والحرب بالوكالة إلى الاختراق، لذلك فإن فهم وإتقان كيفية التعامل وبسرعة مع ما تقدمه التكنولوجيا المتقدمة للمساهمة في التفوق في الحروب اللا متماثلة الحروب الحديثة، أصبح أمرا حتميا، حتى نستعد لهذا النوع بامتلاك أدوات الدفاع والردع، فساحات المعارك في المستقبل سوف تتغير كثيرا علي ما هي عليه الآن خاصة عند تطبيق الذكاء الاصطناعي على أسلحة الحرب.

 

وذُكر في مقال نشر في الجارديان في أبريل من العام الماضي، أن استخدام الروبوتات سيكون واسع الانتشار في الحروب في غضون السنوات القليلة القادمة، وأكد المقال على أنه تم نشر ما لا يقل عن 381 من أنظمة الروبوتات والأجهزة العسكرية المستقلة جزئيا أو قيد التطوير في 12 دولة بما في ذلك الصين وفرنسا وإسرائيل والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

 

** هل تمتلك مصر تقنيات لمواجهة هذه الحروب؟

 

بالفعل، وذلك نتيجة للتطور السريع في تكنولوجيا المعلومات والحروب اللامتماثلة، التي سعت الدولة المصرية على امتلاك مجموعة من التقنيات حتى تتمكن من مواجهة هذا النوع من الحروب، لأن الحروب اللامتماثلة كما عرفتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية هي «استخدام الاستراتيجيات والتكتيكات والتكنولوجيات المبتكرة من قبل خصم - دولة أو جهات فاعلة من غير الدول- بهدف تجنب نقاط القوة واستغلال نقاط الضعف المحتملة في الدولة المستهدفة».

 

** ما هي أنواع التكنولوجيا الموجودة لدينا الآن؟

 

هناك أمثلة كثيرة لتلك التكنولوجيات منها: تكنولوجيا إنترنت أشياء المعركة، وتكنولوجيا الروبوتات المقاتلة، حيث يرى الكثير من المختصين أن الثورة الثالثة في أسلحة الحرب بعد البارود والقنابل النووية هي الروبوتات المقاتلة «بكل أشكالها الزاحفة والسابحة والطائرة».

 

** ما الإجراءات التي اتخذتها مصر لضمان امتلاك أدوات الحروب الحديثة؟

 

من الإجراءات التي قامت بها مصر لضمان امتلاك أدوات الحروب الحديثة، أنها أولا عملت على خلق جيل جديد من المجندين يتعامل وينتج التكنولوجيا الحديثة، لذلك نظمت القوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات اختبارات لاكتشاف ورعاية المجندين والضباط الاحتياط المتميزين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وانتقاء أفضل العناصر لبدء تأهيلهم وفقاً لأحدث البرامج التدريبية للوقوف على أخر مستحدثات التكنولوجيا على اختلاف روافدها.

 

**  كم بلغ عدد المشاركين في الاختبارات؟

 

شارك في الاختبارات أكثر من 800 فرد من أفراد القوات المسلحة من مختلف الأفرع الرئيسية والجيوش الميدانية والمناطق العسكرية والإدارات والهيئات التابعة للقوات المسلحة، أما بالنسبة لامتلاك التكنولوجيا فقد كشفت شركة «سكاليد كومبوزيت» المتخصصة في صناعة الطائرات عن سلسلة من الصور التي لم تصدر من قبل لطائرة استطلاع خفية حصلت عليها مصر تسمى Scarab أو «الجعران»، ونوه الموقع بأن الطائرة كانت تضمن لمصر آنذاك تفوقا في عمليات الاستطلاع، بل ويمكن تطويرها لتصبح ذات استخدامات عسكرية مفيدة، حيث قامت الشركة ببيع تلك الطائرات إلى عميل واحد فقط هو مصر.

 

وفي فبراير 2020، أعلن رئيس هيئة الأكاديمية الوطنية للعلوم في بيلاروس فلاديمير جوساكوف، أن مينسك والقاهرة وقعتا عقدا لإنتاج مشترك لطائرات مسيرة درونات، ونقلت وكالة الأنباء الحكومية في بيلاروس بيلتا عن جوساكوف قوله: «لقد أجرينا محادثات مع الشركاء المصريين واتفقنا على العقد الذي تبلغ قيمته حوالي مليون دولار لتوريد وإنشاء إنتاج طائرات دون طيار في مصر، وتدريب المتخصصين»، ووفقا لجوساكوف، فإنه من المخطط إنتاج طائرات مسيرة في مصر من طرازات عدة، من بينها طائرات بوسيل، ومجمعات ميشين، وطائرات ياسترب، وبوريفستنيك.

 

** ما رأيك في مشروع قانون 3 عام 2018؟

 

المشروع أكد أن القيادة مُصرة على امتلاك وتصنيع وتدريب الكوادر على التكنولوجيا الحديثة مثل تكنولوجيا الفضاء لذلك أنشأت مصر وكالة الفضاء المصرية، بمشروع قانون 3 للعام 2018، وتهدف إلى استحداث ونقل علوم تكنولوجيا الفضاء وتوطينها وتطويرها وامتلاك القدرات الذاتية لبناء الأقمار الصناعية وإطلاقها من الأراضي المصرية.

 

** وماذا عن القمر الصناعي طيبة؟

 

القمر الصناعي «طيبة – 1» يعد من أهم مخرجات وكالة الفضاء المصرية، حيث أنه أول قمرا صناعيا مصريا للاتصالات الذي يهدف إلى تعزيز البنية التحتية لخدمات الاتصالات، لدعم القطاعين الحكومي والتجاري داخل جمهورية مصر العربية، وعددا من الدول العربية ودول حوض النيل.

 

** هل سيخدم القمر المجال العسكري المصري؟

 

بالتأكيد سيستخدم القمر «طيبة 1» في المجال العسكري لدعم شبكة القيادة والسيطرة والمواصلات الإشارية الاستراتيجية عالية التشفير والآمنة بين مختلف وحدات القوات المسلحة داخل الدولة وخارجها على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 

** الدولة تتجه إلى تعمير الظهير الصحراوي الشرقي والغربي.. ما تعليقك؟

 

عملية التحديث الشامل للقوات المسلحة والتطور الكيفي في قدرات سلاحي الجو والبحرية والدفاع الجوي، أفضي لضرورة الربط بين مختلف الأفرع والتشكيلات القتالية في ساحة المعركة وتأمين الاتصالات بين مراكز القيادة للقيام بمهام الحرب المشتركة والحرب الحديثة” التي تتطلب تنسيقًا محكمًا بين مختلف التشكيلات للتناوب على الأهداف العدائية بصيغة تكاملية.

 

كما أن الاتجاه المصري لتعمير الظهير الصحراوي الشرقي والغربي، دفع هو الآخر بضرورة الاعتماد على الأقمار الصناعية في أعمال التخطيط العمراني والبحث العلمي.