الجمعة 3 مايو 2024

خبراء عسكريون: تطوير الجيش المصري في عهد السيسي وضع خطوطاً حمراء لا يمكن الاقتراب منها

القوات المسلحة المصرية والسودانية

تحقيقات10-6-2021 | 18:13

أحمد رشدي

حقق الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ توليه الحكم في البلاد، حلم تطوير وتحديث تسليح الجيش المصري، الذي يُعد الدرع الواقي والحارس الرئيسي والأهم للحدود المصرية وتراب الوطن، حيث شهد تسليح الجيش المصري طفرة عظيمة لم تحدث في السنوات الماضية، من حيث تنوع مصادر التسليح، وتحديث وتطوير الصناعات الحربية، والتدريبات العسكرية المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة، وإنشاء قواعد عسكرية جديدة.

وكل هذه الأمور جعلت القوات المسلحة المصرية في المرتبة ٩ طبقا لتقرير Global Firepower، والقوات البحرية المصرية رقم ٦ على مستوى العالم، مما ترتب على ذلك أن الدول ذات الثقل العسكري الكبير مثل أمريكا وروسيا وبريطانيا واليونان وقبرص وغيرهم يرغبون دائما في عقد وتنفيذ التدريبات المشتركة مع مصر للاستفادة من خبرتنا في الحروب التقليدية ومكافحة الإرهاب.

تطوير منظومات التسليح

وقال اللواء طيار دكتورهشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن القوات المسلحة المصرية بعد 30 يونيو ،2014  في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي شهدت تطوركبير جدا في التسليح، له أكثر من بعد، تطوير منظومات التسليح، الذي اعتمد على نقطتين رئيسيتين، الأولى: التحديث المستمر لمنظومات التسليح طبقا لأحدث النظم العالمية، والنقطة الثانية: تنويع مصادر السلاح، ركيزيتين أساستين، وتم تنفذيهما  باحتراف شديد، وبسرعة في وقت مبكر، لذلك سبقت الاستراتيجية العسكرية كل الاستراتيجيات التنموية الأخرى، وحمت كل الاستراتيجات التنمية، خاصة الأهداف الاقتصادية عالية القيمة مثل حقل ظهر، وحقول البترول وغاز شرق البحر المتوسط.

وأوضح الحلبي في تصريحات خاصة لـ«دارالهلال»، أن التسليح والتدريب عليه مكن القوات المسلحة من القدرة على العمل خارج الحدود لمسافات وأزمنة طويلة، ورسالة ردع حقيقة عملية مبنية على حقائق واضحة جدا، حمت القوات المسلحة حدودنا والأهداف المهمة خارج الحدود، ووضعت خطوط حمراء لا يمكن الاقتراب منها، لافتا أن منظومات التسليح تتعاظم قيمتها بنقطتين مهمتين، النقطة الأولى تدريبات داخل القوات المسلحة وتدريبات مشتركة، والمقاتل المصري هو الأساس في معادلة القوة العسكرية، موضحا أن التدريب مهم جدا مع التسليح، ولكن لابد أن يكون مرتبطا بالتدريب، وهذا ما تهتم به القوات المسلحة في خطة شاملة، والتدريب بشقيه، التدريب داخل القوات المسلحة والتدريبات المشتركة، يصل لحد المناورات الكبرى، ورأينا قادر 2020 وحسم 2020 على سبيل المثال وليس الحصر.

تطوير القواعد العسكرية

وأشار إلى أهمية تطوير القواعد العسكرية، لأن التسليح الجديد الحالي يحتاج قواعد لها بصمة تكنولوجيا عالية جدا حتى يتم التدريب عليه، في أعلى دراجات التدريب، وأيضا القواعد لها  شق تدريبي وشق عملياتي، من حيث المكان تستطيع القوات على اختلاف أنواعها وتخصصاتها أن تتحرك وتنطلق لحماية الأهداف الاقتصادية خارج حدود الدولة، وخطوط الملاحة البحرية، حيث تم تطوير القواعد لتستوعب حجم كبير من القوات، وأيضا تم مراعاة البعد العملياتي، وهذه المنطومة المتكاملة في تسليحها وتدريبها والبنية الأساسية والقواعد العسكرية شكلت قوة ردع عالية مثلما كان يردد الرئيس السادات في 1973 "أن قواتنا المسلحة أصبح لها درع وسيف"، ونستطيع الآن في عهد الرئيس السيسي أن قواتنا المسلحة سيف ودرع مازال موجودا ويزداد قوة مع الزمني.

وأكد ردا على أعداء مصر الذين يتحدثون عن تسليح الجيش ويطلقون الشائعات، أن من يتحدث عن نظم التسليح لابد أن يكون دارسا في أكاديميات عسكرية، ويعي ويفهم معنى نظم التسليح، بمعنى أن يكون لديه دراسة وخبرة، وأن يكون خدم في الجيش، ولكن من يتحدث عن الجيش ليس عنده خبرة، موجها رسالة إلى رواد السوشيال ميديا بصفة عامة والشباب بصفة خاصة أن يكونوا حذرين من الشائعات، مضيفا بلدنا أمانة في رقابنا، مؤكدا أنه يجب الرجوع إلى المصادر الرسمية مثل موقع وزارة الدفاع والصفحة الرسمية للمتحدث العسكري، ومركز معلومات مجلس الوزراء.

لم تحدث في السنوات الماضية

قال اللواء أركان حرب سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، إن تسليح الجيش المصري شهد طفرة عظيمة لم تحدث في السنوات الماضية، من حيث تنوع مصادر التسليح، وتحديث وتطوير الصناعات الحربية، والتدريبات العسكرية المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة، وإنشاء قواعد عسكرية جديدة.

وأضاف فرج في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي حقق حلما قديما للقوات المسلحة، حيث قام بتنوع مصادر السلاح حيث كان 75% من أسلحتنا أمريكية، وبعد حرب 1973 كانت بعض الأسلحة من الحرب العالمية الثانية، والولايات المتحدة الأمريكية تشترط في المعونة أن تحصل مصر على السلاح الأمريكي، لذلك كان هناك حلم في قواتنا المسلحة المصرية أن يتم تنوع مصادر التسليح بالتعاقد مع أكثر من مصدر، وهذا ما حدث في عهد الرئيس السيسي، في المجال الجوي تعاقدات القوات المسلحة على طائرات الرافال ومعدات بحرية من فرنسا، ومروحيات من روسيا، وأيضا تم تطوير الأسطول البحري بالتعاقد واستلام 4 غواصات من ألمانيا، وحاملتي الطيران «الميسترال» عبدالناصر والسادات، وإنشاء الأسطول الشمالي لتأمين سواحل مصر والأهداف الاقتصادية، والأسطول الجنوبي لحماية حدودنا وتأمين مضيق باب المندب وقناة السويس والاستثمارات الجديدة.

وتابع، تطوير المصانع الحربية في عهد الرئيس السيسي شهد قفزة غير مسبوقة لم تحدث منذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وكان للفريق محمد العصار، وزير  الدولة للإنتاج الحربي -رحمه الله- دور كبير في تطوير وتحديث المصانع الحربية، حيث كانت تعمل بشكل يدوي، قام بتطويرها إلى مصانع تعمل بالتكنولوجيا الحديثة، واستحق الفريق محمد العصار تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي، موضحا أن حجم التدريبات العسكرية المشتركة لم تحدث من قبل، وأصبحت مصر في عهد الرئيس السيسي أكبر دولة في العالم تقوم بعمل تدريبات عسكرية سواء كانت تدريبات سنوية أو تدريبات مشتركة عابرة، وذلك في إطار خطة شاملة للقوات المسلحة التي تعد أكبر قوة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط.

طفرة كبيرة في عهد السيسي

في السياق ذاته، أكد اللواء أركان حرب محمد الشهاوي مستشار كلية القادة والأركان بأكاديمية ناصر العسكرية، أن تسليح الجيش المصري شهد طفرة كبيرة في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، بدأت مصر منذ تولي الرئيس السيسي بخطة تطوير شاملة في جميع أفرع وأسلحة القوات المسلحة لتعزيز قدرة الجيش لحماية الأمن القومي المصري والعربي في مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة العربية.

وقال الشهاوي في تصريحات خاصة لـ«دار الهلال»: «أن الخطة التطويرية الشاملة في عهد الرئيس السيسي شملت تنوع مصادر التسليح والاعتماد على الأسلحة الحديثة، بالإضافة إلى إنشاء قواعد عسكرية جديدة مثل قاعدة محمد نجيب العسكرية، التي تعد أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة العربية، وقاعدة برنيس وسيدي براني، وأيضا تم إنشاء الأسطولين الشمالي والجنوبي لحماية سواحل مصر وتأمين مصالحنا الاستراتيجة، وفي المجال الجوي تعاقدت مصر على طائرات الرافال الفرنسية ومروحيات روسية، بجانب الفرقاطة تحيا مصا تم التعاقد واستلام ٤ غواصات ألمانية من طراز تايب ٢٠٩، وتم تصنيع ٤ معدات بحرية بالتعاون مع فرنسا، وفي المجال البحري تم دعم القوات البحرية ب حاملتي المروحيات الميسترال، جمال عبدالناصر والسادات».

الاستفادة من خبرتنا

وأضاف أن تطوير منظمة التسليح واهتمام القيادة السياسية أصبح الجيش المصري في المرتبة ٩ طبقا لتقرير Global Firepower، والقوات البحرية المصرية رقم ٦ على مستوى العالم، مما ترتب على ذلك أن الدول ذات الثقل العسكري الكبير مثل أمريكا وروسيا وبريطانيا واليونان وقبرص وغيرهم يرغبون دائما في عقد وتنفيذ التدريبات المشتركة مع مصر للاستفادة من خبرتنا في الحروب التقليدية ومكافحة الإرهاب، موضحا أن استراتيجية القوات المسلحة لزيادة قدراتها العسكرية وأيضا التصنيع العسكري في الهيئة العربية للتصنيع ووزارة الإنتاج الحربي من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي لقواتنا المسلحة من خلال التعاقد على منظومات الأسلحة المتطورة وخاصة في مجالات رصد وملاحقة واكتشاف العناصر الإرهابية والعبوات المتفجرة التي كانت تلحق الأذى بقواتنا المسلحة، واكتشاف هذه المنظومات الحديثة يقضي على العمليات الإرهابية.

زعزعة الاستقرار

وأشار أن القفزة الغير مسبوقة في التسليح العسكري في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي تعزز القدرة العسكرية ورسالة للدول التي تريد زعزعة الاستقرار أن مصر لديها جيش قوي يحمي الأمن القومي المصري والأمن العربي في أي وقت وأي مكان، متابعا أنه رغم التحديات الكبيرة القيادة العامة للقوات المسلحة والقيادة العسكرية تدرس التحديات ثم التعاقد على منظومات التسليح التي تجابه تلك العداءات والتحديات، والتصنيع العسكري مع الدول التي تقوم بتوريد المعدات العسكرية مثل الفرقاطة الشبحية من فرنسا.

وأوضح  أن فرنسا تريد تعزيز القدرة العسكرية المصرية لأن مصر تحارب الإرهاب نيابة عن العالم، والهجرة غير الشرعية التي تطول دول أوروبا، لذا يتم تعزيز القدرة العسكرية المصرية من دول مثل ألمانيا وفرنسا في هذا الإطار، مؤكدا أن القوات المسلحة دائما تهتم بتدريب الفرد المقاتل على رأس منظومة المتكافئة القتالية من خلال أحدث أساليب وطرق التدريب لكل الضباط وصف الضباط والجنود، ولذلك التدريب مهم جدا جدا لأن وجود السلاح بدون فرد مقاتل مدرب لا يكون له الفائدة المرجوة، ولأهمية التدريب وتطوير مهارات الفرد المقاتل تشارك شركات الهيئة العربية للتصنيع ووزارة الإنتاج الحربي في المعارض الدولية وآخرها معرض إيديكس أبوظبي كما سيتم تنظيم معرض إيديكس القاهرة في شهر ديسمبر القادم، كل هذا يؤدي إلى تطوير وتعزيز القدرات العسكرية المصرية.

Dr.Randa
Dr.Radwa